الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المطار والبقاع الشمالي .. ردا على الساحل السوري ؟

A+ A-

خاص-"النهار"
يطل الاسبوع السياسي بعد عطلة طويلة لم يكن فيها اي حراك سياسي فيما لم تتوقف الاضطرابات والمفاجات الامنية لحظة واحدة بما من شانه ان يرسم اللوحة المثقلة بهذا السباق من اليوم. واذا كانت الساعات المقبلة مرشحة لحبس انفاس في صدد قضية المخطوفين التركيين بعدما تجمعت الكثير من خيوط المعلومات عن هذه القضية فان ثمة اوساطا واسعة الاطلاع اعربت عن اعتقادها بان التطورات الامنية التي حصلت على طريق المطار ومن ثم في البقاع الشمالي الذي يقف على برميل بارود لم تعد مجرد ظواهر لانفلات امني فقط بل هي نتيجة حرب تصفيات حساب اقليمية اندفعت بقوة عبر تسخير الساحة اللبنانية واستباحتها وقد تكون مرشحة لمزيد من التفاقم . وتلفت الاوساط في هذا السياق الى ان الموجة الجديدة من الاختراقات الامنية بدات بالتصاعد في شكل لافت بعد المتغيرات الميدانية التي شهدتها سوريا لمصلحة المعارضة بما يعني ان ما يجري في عدد من المناطق اللبنانية ليس الا الانعكاس المباشر تلك التطورات السورية وان استهداف تركيا لا ينفصل في بعده الاوسع من قضية مخطوفي اعزاز عن هجوم المعارضة السورية على بعض مناطق الساحل السوري في الشريط العلوي . حتى ان سيف الاستهداف الامني ذي الخلفية الاقليمية المرتبط حصرا بوضع النظام السوري بدا واضحا من خلال السعي المحموم الى اشعال الصراعات العشائرية والمذهبية في البقاع الشمالي عبر اكثر الافتعالات التي جرت في الايام الاخيرة والتي كشفت انه حيث كانت مخابرات الجيش تنجح في الافراج عن مخطوفين وتبادلهم كما جرى الاحد كانت اصابع خفية تسارع الى ضرب النتائج الايجابية فورا كما جرى في الاعتداء على موكب رئيس بلدية عرسال .
في ظل هذه المعطيات تخشى الاوساط نفسها ان يكون التوظيف السياسي للاحتقانات الناشئة عن مسلسل الاضطرابات متجها نحو مزيد من التعقيدات في ازمة تشكيل الحكومة الجديدة وتاليا ضرب كل احتمالات تاليف حكومة مستقلين او حكومة حيادية على النحو الذي يريده الرئيس المكلف تمام سلام . ذلك انه وسط هذه التطورات لم يكن تفصيلا عابرا ان يعلن العماد ميشال عون من زحلة ما يشبه التحذير من حكومة حيادية بما ينسجم تماما مع موقف قوى 8 اذار وخصوصا " حزب الله" . وعلى رغم كل ما يشاع عن تمايزات عون عن حلفائه فهو تجنب اتخاذ مواقف من القضايا الساخنة ومنها خطف الطيارين التركيين ولكنه التزم رفض حكومة بالمعايير نفسها التي يتمسك بها كل اطراف 8 اذار . وتتوقع الاوساط نفسها ان تبرز في الايام القليلة المقبلة مواقف متزايدة على اساس التطورات الامنية الحاصلة التي من جملة التوظيفات التي يجري استغلالها الحؤول دون الاندفاع نحو تشكيل حكومة جديدة الى مجموعة اهداف اخرى بدات تتكشف تباعا مع الجهات الداخلية والاقليمية التي تستخدم لبنان ساحة لماربها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم