الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شربل توفيَ على "طريق كسروان الداعشية"... كيف نتجنب خسارة من نحبهم؟

المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
شربل توفيَ على "طريق كسروان الداعشية"... كيف نتجنب خسارة من نحبهم؟
شربل توفيَ على "طريق كسروان الداعشية"... كيف نتجنب خسارة من نحبهم؟
A+ A-

شربل جهاد أبي نخول (16 عاماً)، ابن بلدة عين الدلبة الكسروانية ضحية جديدة سقطت على طرق لبنان، وحادث السير المروع على أوتوستراد فيطرون هزَّ العائلة. دموع والدة شربل لم تجفَّ منذ النبأ المفجع، والشقيقة خسرت توأمها، أما الوالد جهاد أبي نخول فأطلق صرخةً بعد الخسارة التي ألمَّت بعائلته وأدت إلى فقدانه لوحيده. صرخةٌ تختصر معاناة عائلات لبنانية عديدة فقدت عزيزاً أو قريباً جراء حوادث السير اليومية القاتلة، وجب أن يصل صداها إلى آذان المعنيين علَّهم يتَّقون.  

نتمنى ألاَّ يسيل دم آخر

"قدمَّ العزاء لي أشخاص كُثر خسروا منذ ثلاثين عاماً أقاربهم على هذا الطريق. مات المئات ولم يُحرِّك المعنيون ساكناً"، بحسب والد شربل جهاد أبي نخول في حديثه إلى "النهار".

يتمنَّى الوالد أنْ "يجفَّ دم شربل الذي سال على طريق فيطرون وألا يسيل دم شاب آخر غيره. قضية ابني قد تبقى لأسابيع أو لشهر في ذهن الناس لكنهم سينسون لاحقاً وسيعود البعض منهم إلى السرعة في القيادة، وسيستشهد آخرون غيره. يجب أن نجد حلاً يبدأ بتشييد فاصل وسطي على الطريق لئلا يخسر الأهل أبناءهم مثلما خسرتُ ابني. هناك فاصل وسطي في منطقة بلونه وآخر في ريفون حدّا من الحوادث. نعمل حالياً على تحضير ورقة مطلبية وسنتعاون مع اتحاد بلديات كسروان لتوزَّع على بلديات كسروان كافة والتي يمر الأوتوستراد فيها، وسنرفعها إلى وزارة الأشغال".

نسأله أليست التوعية ضرورية؟ فيجيب: "التوعية أساسية ولكنْ إذا كان في الإمكان أن يسرع البعض فسيسرعون. كنت أنبِّهُ ابني بألاَّ يركب في السيارة مع أحد، ولكنْ مهما كانت التوعية صارمة الحذر لا يُلغي القَدر. مطلبنا يكمن في تشديد الدولة اللبنانية من إجراءاتها عبر نشر كاميرات وردارات، ورفع الغرامة على السرعة الزائدة، وزيادة نشر عناصر قوى الأمن على الطرق".

يكفينا الموت اليومي

أصدقاء شربل لا زالوا تحت هول الصدمة، يصفونه في حديث إلى "النهار" بـ"الأطيب قلب"، هو طفل وكان يمضي غالبية وقته برفقة والده الذي كان صديقه المقرَّب. وعن السائق شربل س. الذي كُسرت يده في الحادث، يقولون إنَّ "أهل شربل س. يسمحون له بقيادة السيارة، يأتي إلى المدرسة بالسيارة، وهي ليست المرة الأولى التي يُسرعُ فيها. أما الطريق فعريضة جداً، ووجب على المعنيين إجراء إحصاءات ليعرفوا الأعداد التي تسقط عليها بشكل دائم، إذ يكفينا الموت اليومي على الطرق".



الفاصل بعد أشهر

من جهته، أكَّد رئيس اتحاد بلديات كسروان السيد جوان حبيش في حديث لـ"النهار" أنَّ "مشروع إنشاء فاصل وسطي يتمُّ التحضير له منذ فترة، وتعمل عليه البلديات مع وزارة الأشغال المسؤولة عن الطرق الدولية والرئيسية، وبدأوا بطريق جونيه – حريصا، وطريق عجلتون قيد التنفيذ أيضاً، وسيتم وضع فاصل وسطي على طريق يسوع الملك–فاريا التي تشهد لسوء الحظ حوادث عدَّة سببها هو السرعة الزائدة، وإذا صغُرت الطريق يضطر السائق إلى التخفيف من سرعته أكثر. هناك عمل روتيني إداري ولكنَّ مدَّة إنشاء الفاصل ستستغرق بضعة أشهر فقط".


السلامة المرورية ليست أولوية

"الطريق في كسروان في الفترة الأخيرة باتت خطرة جداً وتتكرر عليها الحوادث. سنوياً يموت على هذه الطريق من يسوع الملك إلى فاريا ما يقرب من الـ 20 قتيلاً، وهو رقم كبير، عدا الجرحى الذين يصل عددهم إلى المئة"، وفق الخبير في إدارة السلامة المرورية كامل ابراهيم في حديث لـ"النهار".



يلفت ابراهيم إلى أنَّ "وجود فاصل وسطي يمنع التصادم المواجِه بين المركبات، وأثبتت تجارب سابقة في مناطق عدَّة من بينها بحمدون، وعاليه، والكحالة، والجمهور أنَّ الفاصل خفَّض من نسبة الحوادث وأعداد القتلى. يجب أن يكون هناك اهتمام رسمي لمسألة السلامة المرورية واعتماد إجراءات مرتكزة على دراسة خبراء. لذا، من الضروري البحث عن معالجات هندسية للحد من هذه الصدمات التي تؤدي إلى سقوط ضحايا. نحن مقبلون على فصل الصيف ويمكن أن تُسبب الطريق مجموعة من الحوادث. لذا، وجب على وزارة الأشغال العامة إيلاء الملف أهمية وأن تكون الطرقات مجهزة بمواصفات السلامة اللازمة والاشارات واللافتات المرورية لتفادي الحوادث. ويجب ألاَّ تؤدي الحوادث إلى سقوط إصابات أو حدوث أذىً كبير". إلى ذلك، هناك مسؤولية تترتب على عاتق الناس ولكنَّ معالجة مشكلة السير في لبنان تتطلب أولاً أن يكون لدينا طرق أكثر أماناً تؤمن سلامة السائقين في حال أخطأوا".

#طريق_كسروان_الداعشية

المغردون عبر موقعي "فايسبوك" و"تويتر" أطلقوا هاشتاغ #فاصل_وسطي_في_طريق_كسروان_الداعشية هاجموا من خلاله الدولة اللبنانية والحكومات المتعاقبة معتبرين أنها متقاعسة عن دورها في الحفاظ على سلامة مواطنيها. وهذا ما حوَّل طريق أعالي كسروان إلى طريق للموت وطالبوا بفاصل وسطي على هذه الطريق التي تحصد عشرات الأرواح.


خسر شربل شبابه، وعداد الموت لا زال يحصي العشرات يومياً، فبين السرعة الزائدة وغياب الوعي وعدم تأهيل الطرق، عوامل مجتمعة يدفع ثمنها اللبنانيون من حياتهم.

[email protected]

Twitter: @Salwabouchacra


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم