الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحرب في الرواية اللبنانية: جحيم الذاكرة

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
Bookmark
الحرب في الرواية اللبنانية: جحيم الذاكرة
الحرب في الرواية اللبنانية: جحيم الذاكرة
A+ A-
النماذج بلا مُبررات نماذج، من بين أخرى نُغفلها من دون مُبرر، يمكن اعتبارها مرجعاً عند الحديث عن إشكالية الحرب في الرواية اللبنانية، نتناولها مُدركين أنّ احتمال التقصير في شأنها قد يكون وارداً. لماذا؟ لأنّه ليس من باب الإنصاف عند تناول ثيمة الحرب، ذِكر البعض وتجاهل البعض الآخر، وإن يمكن المرء أحياناً، في وضعية الكتابة الصحافية (عكس البحثية أو الأكاديمية) السماح لنفسه الاكتفاء بأمثلة تختزل الإشكالية المطروحة، من دون الادّعاء بقدرتها المطلقة على الإحاطة بها من كلّ جوانبها.الحرب في رواية توفيق يوسف عواد: طواحين الخيبةلم تكن الحرب قد اندلعت بعد. هنا بيروت المُقدِمة على الخيبة، المُتهيِّئة للسقوط في الظلمة. الانهيار وشيك، الجوّ مُشرذم، النتيجة قاسية. يضع توفيق يوسف عواد الشخصيات داخل دوّامة عاصفة من الكراهية والعدم، كاختزال إبداعي لبيروت المُرتجفة، المُقبِلة على صراع العقاب والجريمة. يُحمّل بطلته تميمة مآسي فقدان الانتماء وإطلاق صرخة الحرية. في الرواية، قلقٌ بيروتي طافح باللوعة، بنيته جرح لبناني متعلّق بالانقسام والطائفية، يحوّل البطلة انعكاساً لصورة مدينة قاتمة، مذنبة، تتخبّط بهزيمة ناسها. نجاة تيمية من محاولة قتلها، استعارة مقنّعة لنجاة #بيروت من الموت، وبقائها على قيد الحياة، إنّما مكبّلة بالخيبة والتجنّي. الشخوص الأخرى ليست أفضل حالاً، فعاملة المنزل تُغتَصب وترمي بنفسها كموقف أخلاقي يرفض مسألة الإجهاض، وابنة الكاهن تستسلم لمصير مُكلِف يُرهقها، فتنتهي على فراش المرض بعد تورّط مأسوي بالدعارة و"تصفية" الذات معنوياً بإفراغها من بهجتها. والحبّ؟ آه من الحب. لم تُبقِ المطحنة مشاعر إنسانية هادئة. جرفتها، سحقتها، قضت عليها. يتحوّل المكان الروائي فضاء هشاً لنجاة مستحيل، مع بدء بلورة خيارات حزبية تجعل من #فلسطين الاتجاه والبوصلة، ومن المقاومة النبض الحيّ داخل الجسد اللبناني السقيم.الحرب في رواية يوسف الحبشي الأشقر: اعتراضٌ على العطب  كيف يمكن الرواية الحضور داخل الحرب وخارجها؟ في الأعماق وعلى الهامش؟ يوسف الحبشي الأشقر "بين بين". يدين الحرب بـ"إنكار" مفرداتها. بـ"دفن" أدواتها، ومواجهة شخوصها مع موتهم اليومي وحُفر البغض والتناحر. "لا تنبت جذور في السماء"، رواية النفس البشرية المُتعبة من الاعتراض لكونه خياراً ضعيفاً في وطن الآفاق المسدودة. كاتبها مُتردّد، مُصاب بهيبة الوقوف أمام الحرب كإشكالية روائية. إنّه السؤال عن جدوى الكتابة حين يُتخذ قرارٌ باختراع المسافة بين الفعل وردّ الفعل....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم