اعتداء دورتموند: موقوف "اسلامي"... الشرطة الالمانية تبحث عن سيارة

أعلن المحققون #الألمان توقيف مشتبه به "اسلامي" على خلفية 3 تفجيرات طالت الثلاثاء حافلة فريق #بوروسيا_دورتموند لكرة القدم، مؤكدين ان التحقيق يبحث في فرضية "رابط ارهابي".  

وكانت التفجيرات استهدفت الثلاثاء الحافلة وهي في طريقها من الفندق الى ملعب "سيغنال إيدونا بارك" التابع للنادي الألماني، استعدادا لمباراته مع موناكو الفرنسي، ضمن الدور ربع النهائي لدوري ابطال أوروبا في كرة القدم، مما أدى الى اصابة لاعبه الاسباني مارك بارترا وأحد أفراد الشرطة، وإرجاء المباراة الى اليوم.

ولقي الاعتداء ادانة من المستشارة الألمانية #أنغيلا_ميركل، بينما أعلن #الاتحاد_الأوروبي للعبة تعزيز الاجراءات الأمنية حول المباريات، وسط تعهد من مسؤولي الناديين بعدم الخضوع "للارهاب".

وأعلنت النيابة العامة الالمانية ان التحقيق يركز على "مشتبهين بهما ينتميان إلى التيار الإسلامي"، مشيرة الى انها "تنطلق من مبدأ" أن هجوم الثلاثاء كان دافعه "إرهابيا". واشارت الى انه "تم تفتيش منزليهما، وتم توقيف أحدهما".

وكانت وسائل إعلام محلية أفادت في وقت سابق ان الشرطة تحقق في "رابط اسلامي"، بعد العثور على رسالة في الموقع تشير الى اعتداء برلين الذي تبناه تنظيم "الدولة الاسلامية" نهاية العام الماضي.

وأشارت الى ان الرسالة تذكر الاعتداء الذي أوقع 12 قتيلا دهسا بشاحنة في سوق لعيد الميلاد ببرلين في كانون الأول 2016، وتبناه التنظيم الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق.

وتشارك ألمانيا في تحالف دولي تقوده واشنطن ضد التنظيم الجهادي. وذكرت وسائل الاعلام ان الرسالة تطالب أيضا بسحب طائرات حربية ألمانية من طراز "تورنايدو" تشارك في عمليات التحالف، وإغلاق قاعدة "رامشتاين" العسكرية الاميركية في ألمانيا.

وتعليقا على الاعتداء، قال المتحدث باسم ميركل شتيفن زايبرت: "على غرار سكان دورتموند وملايين الاشخاص الآخرين، صدمت المستشارة بنبأ الهجوم المروع على حافلة فريق بوروسيا دورتموند"، مؤكدا ان المحققين "سيبذلون كل ما في وسعهم" لتوقيف المتورطين.

وأدت التفجيرات الى اصابة بارترا (26 عاما) وشرطي كان على دراجة نارية ترافق حافلة الفريق في طريقها الى الملعب. وخضع الدولي الاسباني مساء الثلاثاء لجراحة في معصم اليد اليمنى، على ما أفاد المتحدث باسم النادي ساشا فليغه، وذلك بعد تعرضه لكسر في معصمه الايمن، ووجود أجسام غريبة في ذراعه".

وأكد رئيس النادي رينهارد راوبال ان الجراحة "كانت ناجحة وسار كل شيء على ما يرام"، على ما صرح لقناة ألمانية. وأفاد والد مارك، خوسيه، انه كلّم نجله امس بعد العملية، متوقعا ان يغادر المستشفى خلال أيام قليلة.

وكان مسؤولو الشرطة وصفوا اعتداء الثلاثاء بأنه "محدد الهدف"، ويأتي في ظل حال استنفار أمني في المانيا منذ اعتداء برلين. وقال مسؤول شرطة المدينة الواقعة غرب برلين غريغور لانغي: "نفترض ان الاعتداء كان محددا ضد فريق دورتموند".

ودفعت التفجيرات الى إرجاء المباراة، على ان تقام الساعة 16,45 ت.ق اليوم. وقال الرئيس التنفيذي لنادي دورتموند هانس-يواكيم فاتسكه: "سنلعب اليوم ليس من أجل انفسنا فحسب، بل من أجل الجميع... نريد ان نظهر ان الارهاب والكراهية لا يمكن أبدا ان يحددا تصرفاتنا".

اما نائب رئيس موناكو فاديم فاسيلييف، فشدد على "اننا سنكون الى جانب اللاعبين لتجاوز (ما جرى) بأفضل ما يمكن. كرة القدم ستكون أقوى من هذه الأفعال المروعة"، ومؤكدا ان اللعبة "لن تكون رهينة".

الى ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي انه سيراجع، بالتعاون مع الشرطة وأجهزة الأمن والأندية، "الترتيبات الأمنية لمباريات الليلة والاجراءات الأمنية سيتم تعزيزها بحسب ما تدعو اليه الحاجة".

والى مباراة دورتموند وموناكو، تقام اليوم مباراتان عند الساعة 20,45 ت.غ ضمن ربع النهائي، بين بايرن ميونيخ الالماني وضيفه ريـال مدريد الاسباني، ومواطنه اتلتيكو مدريد وضيفه ليستر سيتي الانكليزي.

وقال الاتحاد: "رغم عدم وجود معلومات استخبارية محددة عن أي تهديد لمباريات هذا المساء، نرغب في ان نؤكد للفرق والمسؤولين والمشجعين ان الاتحاد الأوروبي يشدد دائما على اتباع أعلى معايير الأمن والسلامة في مباريات المسابقات".

وكانت الشرطة الالمانية عززت الاجراءات الامنية حول الفندق الذي يقيم فيه لاعبو نادي ريـال مدريد في ميونيخ، وانتشر نحو 30 عنصرا اضافيا من الشرطة يرتدون سترات واقية من الرصاص.

ووقعت التفجيرات بعيد الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ)، وزرعت العبوات على حافة الطريق، وانفجرت لدى مرور الحافلة، مما أدى الى تحطم زجاجها من الجهة اليمنى.

ونقلت وسائل اعلام عن حارس مرمى دورتموند السويسري رومان بوركي ان "الحافلة بلغت الطريق العام عندما دوى صوت قوي، انفجار كبير". واضاف: "انحنينا جميعا في الحافلة. لم نعرف ما اذا كانت تفجيرات أخرى ستحصل". وأوضح ان بارترا "أصيب من جراء الزجاج المتطاير".

وقال فاتسكه الثلاثاء ان الفريق كان "في حالة من الصدمة". وأفادت صحيفة "بيلد" الالمانية اليوم ان الشرطة تبحث عن سيارة يرجح ان يكون منفذو الاعتداء استخدموها، موضحة ان العبوات كانت على الارجح متفجرات اسطوانية صغيرة (في شكل أنبوب).

وأدى الاعتداء الى تضامن مع دورتموند ولاعبيه. ونشرت "بيلد" اعلانا على صفحة كاملة بلون النادي الأصفر، وعبارة: "لن تسير لوحدك أبدا"، الأغنية الشهيرة لنادي ليفربول الانكليزي.

ورغم تأكيد مسؤولي النادي ان اللاعبين سيكونون جاهزين لمباراة اليوم، حذر اللاعب السابق شتيفان فروند الذي أحرز مع النادي لقب دوري أبطال أوروبا العام 1997، من ان الاعتداء سيترك أثرا. وقال: "عندما يقع اعتداء مباشر على حافلة الفريق، لا يتم نسيانه في اليوم التالي (...) ذهنيا ونفسيا الأمر صعب الاستيعاب".

وفي بادرة لاقت استحسان مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، قامت جماهير دورتموند بتوفير إقامات مجانية لمشجعي موناكو.