السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

متى استعادة الدولة والمؤسّسات؟

الياس الديري
الياس الديري
متى استعادة الدولة والمؤسّسات؟
متى استعادة الدولة والمؤسّسات؟
A+ A-

متى ترجع الدولة اللبنانيّة من غيبتها، ومعها المؤسّسات وهيبة السلطة وسياسة العقاب والثواب؟


الدويلات تبرهن عن وجودها كل يوم، ومنذ عشرات السنين. قبل حرب البوسطة وحروب الآخرين، وبعدها.
أحياناً تتكوَّن الدويلات في هذا اللبنان، المصاب بأهله وضيوفه أيضاً، من أهل البيت، وأهل الأحزاب وحتى من أهل الطوائف وبعناوين وأغطية مختلفة.
إلى أن جاء يومٌ غابت فيه الدولة اللبنانيّة بكامل مؤسّساتها ومسؤوليها، لتحلَّ محلَّها دويلات الأحزاب، فدويلات الأحياء، إلى دويلات طوائفيّة مغلَّفة بالقضيَّة الفلسطينيَّة...
بعد جلاء الوصاية السوريَّة شهد بلد الطوائف والدويلات والأحزاب و"المتمرِّدين" فترة من الانحسار للهجمة التي لم يشهد مثلها من قبل. لكن انحسار الوصاية لم يعنِ مطلقاً بتاتاً عودة الدولة، وبسط سيادتها على كامل الجغرافيا التي تشبه "الجزر ضمن الأدغال"، ولا انطفاء "حضور" الدويلات.
وواقع الحال بالنسبة إلى بعض الأحزاب يعطي الجواب الصريح الفصيح، الذي يدلُّ على سبب كبير من أسباب تداعي الدولة ومؤسَّساتها، ودوائرها، وقوانينها، وحتى حضورها في العديد من "البؤر الصغيرة" التابعة لهذا الخارج أو ذاك الداخل.
فضلاً عن دويلات دائمة الوجود بكامل "الاستقلال" و"السيادة" و"الحريَّة". وما يحصل منذ سنوات داخل مخيَّم عين الحلوة وسواه يغني عن المزيد من الشرح والتفصيل.
من حق اللبنانيّين جميعهم أن يعلنوا غضبهم ورفضهم لهذا الواقع، بل لهذا "الداء" الذي دمَّر كل ما كان يتميَّز به لبنان، وكلُّ ما كان يجذب آلاف العرب والأجانب إلى ربوعه صيفاً وشتاءً.
حتى الساعة الخامسة بعد ظهر الأحد الموافق 13 نيسان 1975، حيث كتبت بوسطة عين الرمانة بداية النهاية للبنان الاستقرار والازدهار، وبداية لبنان الفوضى والحروب والدويلات...
هاجر الآلاف من اللبنانيّين إلى بلدان في القارات الخمس. جاهدوا. تعبوا. انتموا إلى حيث هم. بعضهم اعتلى مناصب رئاسة الدولة والحكومة، فضلاً عن الوزراء والنوّاب والأثرياء ونجوم السينما والمسارح.
لم يفكِّروا بالدويلات ولا بالتحزُّبات ولا بالهيمنات. وما زالوا يُعتبرون في البلدان التي قصدوها من المواطنين المثاليّين.
ولا يقتصر الأمر على اللبنانيين وحدهم، بل يشمل جميع الشعوب التي يمَّمت وجهها شطر الهجرة الى هذا البلد أو ذاك، ومن دون أيّة رغبة في "تشكيل" دويلات مسلَّحة.
نعود اليوم إلى هذا الموضوع الخطير جداً، والذي يكاد يودي بلبنان إلى التفتّت والتشتُّت، لتذكير أهل الدويلات بما تفعل أيديهم في بلد فتح لهم قلبه قبل أبوابه... ولنصارح الرئيس القوي ميشال عون بأن قرار استعادة الدولة والمؤسَّسات حان أوانه: وَيكَ جنرال أقدِم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم