الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إلى المحافظ والبلدية: لا تتركا العلم مفخوتاً في ساحة الشهداء!

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
إلى المحافظ والبلدية: لا تتركا العلم مفخوتاً في ساحة الشهداء!
إلى المحافظ والبلدية: لا تتركا العلم مفخوتاً في ساحة الشهداء!
A+ A-

في 15 آذار الفائت كتبتُ مقالاً في "النهار" تحت عنوان "العلم المقدس ليس مقدساً في ساحة الشهداء".


ملخص ذلك المقال أني وجدتُ أن العلم العملاق المرفوع اعتزازاً وإكباراً في الساحة المنذورة للشهداء، ممزّق من طرفه، و"مفخوت" من الوسط. السبب هو بالطبع، أن الهواء الذي يتلاعب به يجعله خفّاقاً. وهذا من شأنه أن يجعله عرضة للعوامل الطبيعية، ولتموّجات الريح، التي تشغف بشهوات قماشته، وتُعمِل فيها ما يستدعيه التلامس والتلاحم من غزل مضغوط.
صورته خفّاقاً وعالياً وعزيزاً، هي أجمل ما يمكن أن يتمنّاه المواطن لعلم بلاده. وهذا شيءٌ رائعٌ ومعبِّرٌ للغاية. لكنه يفترض في المقابل من القائمين على شؤون المدينة، المحافظ والبلدية معاً، أن يكونوا على قدر المسؤولية، التي يتطلّبها منهم رفع العلم في ساحة عامة. فكيف بساحةٍ للشهداء!
ولأن العلم مرفوع في سماء هذه الساحة - أياً يكن من رفعه - هذا يفترض تكليف حرّاس يسهرون على أحواله، ويحفظون كرامته، وعزّته، ورمزيته. لكن المسؤولين – المحافظ والبلدية – مشغولون ربما بأمور أهمّ من متابعة أحوال العلم.
لا بدّ أنهم يقولون في أنفسهم ما معناه: العلم المرفوع مرفوع من أجل أبناء المدينة، ومن أجل الزوّار والسياح، وهو علم خفّاق وعملاق. شو بدكن نعمل أكتر من هيك؟!
كنتُ خلال الفترة التي تلت كتابة المقال، أتابع يومياً حال العلم التي يُرثى لها، لأرى هل يتحرّك أحد هؤلاء المسؤولين، لإنزال العلم المفخوت، وإبداله بعلم جديد. لكني لم أعثر على شيء من مثل هذا الاهتمام.
العلم المفخوت بقي مرفوعاً ومفخوتاً. وما حدا فرقانة معو.
قلت في نفسي "ما بقا بدّها". وها أنا أكتب هذا المقال الثاني، لأني أشعر كلّ يوم بالإهانة المعنوية عندما أشاهد هذا العلم يزداد انمزاقاً انفخاتاً على مرأى من الجميع.
اليوم، نحن في 8 نيسان، بعد مرور أربعة وعشرين يوماً على المقال المذكور، التقط مصوّر "النهار" زميلنا ساكو بيكاريان صورة للعلم، المصاب حالياً بطعنة عميقة بدل الطعنة الأولى البسيطة، كما يلاحظ المشاهد في الصورة المرافقة.
هذا المقال موجَّه إلى بلدية بيروت المحروسة، وإلى سعادة محافظ المدينة.
عيب. لا تتركا العلم مفخوتاً و... مهاناً في ساحة الشهداء!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم