الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حزب "أنا أولاً"

عقل العويط
عقل العويط
حزب "أنا أولاً"
حزب "أنا أولاً"
A+ A-

بين يديَّ الكتاب – المانفيست السرّي لحزب "أنا أولاً" الذي أسّسه الكاتب الأميركي الساخر روجر برايس (1918-1990). أدعو اللبنانيات واللبنانيين المعنيين بالشأن الوطني – السياسي – الانتخابي إلى البحث في "غوغل" عن roger price. هكذا يكون في مقدورهم تحصيل معلومات واسعة عن الكتابة السياسية المثيرة التي عُرِف بها هذا الكاتب المشهور، منذ وضع كتابه الأول le cerveau a sornettes في العام 1951، عارضاً فيه نظريته حول l evitisme (التفادي – التجنب – التحاشي)، ليستكمل في كتابه moi d abord "أنا أولاً" قول الحقيقة كلّها حول السياسة، فاضحاً الممارسة السياسية برمتها، والحزبين الجمهوري والديموقراطي في أميركا، ومعرّياً المنطق العبثي للنظام الانتخابي، القائم على الانتهازية والزبائنية، بعقيدتها النقية: المصلحة الأنانية.


صدر الكتاب في الإنكليزية الأميركية، وترجمه فريديريك برومان إلى الفرنسية. أدعو القرّاء والمواطنين والناخبين (نساءً ورجالاً) في لبنان إلى شراء الكتاب – المانيفست المذكور، ليس على سبيل الدعاية الترويجية، بل كمساهمة متواضعة في تسهيل الاطلاع على حقيقة ما يجري في جمهورية لبنان السعيدة، في موضوع العمل السياسي عموماً، والانتخابات وقانون الانتخاب الموعود خصوصاً.
ليس للكتاب أيّ علاقة بلبنان، لا ماضياً ولا حاضراً. لكن مضمونه ينطبق تماماً وبالحذافير على معايير عمل الطبقة السياسية اللبنانية، وعلى حقيقة القيم والمفاهيم التي "تستلهمها" الأحزاب والتيارات التي "تعمل من أجل لبنان واللبنانيين".
صوِّتوا لحزب "أنا أولاً". هذا باختصار ما يدعو إليه المانيفست. لأنه يتلاءم ويتكيّف مع كلّ المعتقدات السياسية، بحسب رأي الكاتب. ليس هناك حزب سياسي إلاّ يضع نفسه أولاً. هذا الصدق العاري، خالياً من الغضب والانفعال والتعامي والتحيّز، هو جوهر هذا الكتاب. إنه الصدق الذي يحلّل، ويفكّك، ويقدّم البراهين، ليصل إلى النتيجة الواحدة الوحيدة: أنا أولاً.
لكنه الصدق المخجل، والمعيب، والمهين، والمقزِّز، باعتباره غاية الأحزاب والتيارات، كلّها، وبدون استثناء.
هذا يتلاءم حرفياً مع أخلاقيات العمل السياسي في لبنان. ويتلاءم عملانياً مع ما يُطبَخ في العلن وفي الكواليس، لإنجاز قانون الانتخاب العتيد.
هل يمكن "تكذيب" روجر برايس في لبنان، والخروج باحتمال مفاده أن الأحزاب والتيارات اللبنانية العاملة داخل مؤسسات السلطة، والمنتظرة أن تأكل حصتها من الكاتو، تعمل من أجل قانون انتخابي يرفع شعار "لبنان واللبنانيين أولاً"؟ لا شعار "أنا أولاً"؟
"من بعد حماري لا ينبت حشيش". فلا تضيّعوا الوقت مع هؤلاء السياسيين. لن يولد قانون لبناني جديد للانتخاب، مناقض لفلسفة حزب "أنا أولاً". شيليوها من راسكن!
بدل شعار "صوِّتوا (لي) أنا أولاً"، أدعوكم إلى رفض التصويت لهؤلاء. لكلّ هؤلاء.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم