السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نهر الأردن شاهداً: مسيحيو الشرق أبناء هذه الأرض!

سلوى أبو شقرا
نهر الأردن شاهداً: مسيحيو الشرق أبناء هذه الأرض!
نهر الأردن شاهداً: مسيحيو الشرق أبناء هذه الأرض!
A+ A-

يشكل "نهر الأردن" جزءاً من تاريخ المنطقة العربية ورمزاً دينياً لشعوبها، وأضيفت إليه أهمية روحية بالنسبة الى الطوائف المسيحية عموماً ومسيحيي الشرق خصوصاً، إنطلاقاً من عمادة يوحنا المعمدان للسيد المسيح في الموقع المعروف بـ"المغطس" داخل المملكة الأردنية الهاشمية عند الضفة الشرقية لنهر الأردن، على مسافة تسعة كيلومترات شمال البحر الميت.



 


لائحة التراث العالمي


يقع هذا النهر على الحدود الفاصلة بين الأردن وفلسطين المحتلة. يقدَّر طوله بـ320 كلم، ومساحة حوضه 17300 كلم2 وهو جزء من حوض الأردن - البحر الميت – وادي عربة البالغة مساحته 43535 كلم2. تتدفق مياهه من ثلاثة روافد تصب فيه، الأول يأتي من نهر الحاصباني في جنوب لبنان وبقية الينابيع التي يتشكل منها كالوَزّاني والغَجَر. والثاني من رافد "اللدان" الفلسطيني، والثالث من رافد بانياس السوري، ليصب في نهاية المطاف في البحر الميت. وتعد منابع الحاصباني العليا في لبنان بداية نهر الأردن. وإلى جانب النهر، حديقة المعمودية الأثرية الجديدة في الأردن التي تحتوي على بقايا دير يعود إلى العصر البيزنطي وتضم أربع كنائس على الأقل، بنيت إحداها حول كهف يعتقد أنَّ الحجاج القدامى سمّوه "كهف يوحنا المعمدان". وفي عام 2015 أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الاونيسكو"، قرار تسجيل المكان على لائحة التراث العالمي، في أعقاب تجاذبات بين الأردن والدولة العبرية التي حاولت جاهدةً اعتبار هذا النهر جزءاً من "أرضها وتراثها"!



 


التسمية والبُعد الديني


ارتبط هذا النهر بالديانة المسيحية على وجه الخصوص، ومن هنا كانت له أهمية عظيمة لدى هذه الكنيسة. وتشير أستاذة الكتاب المقدس في جامعات الروح القدس، والقديس يوسف، والحكمة الدكتورة في اللاهوت البيبلي، ومن راهبات القديسة تيريز الطفل يسوع المارونيات الأخت روز أبي عاد إلى أنَّ "أصل تسمية نهر الأردن كنعاني وتعني "النازل". وعُرِفَ عند اليونانيين بـ"أولون"، وعند العرب بـ"الأردن"، وعند المسيحيين يشار إليه بـ "النهر المقدس". وتشرح في حديث الى "النهار" أنَّ "هذا النهر مهم نظراً الى تشكيله جزءاً من أرض الميعاد، وبالنسبة الى اللبنانيين، فإن لهذا النهر أهمية لأنه يتغذى من أنهار تنبع من لبنان، من جبل الشيخ (حرمون)، الحاصباني، الوزاني، مزارع شبعا، مرجعيون، ولذلك يشكل رابطاً جغرافياً ودينياً بيننا وبين الأردن. هذا النهر تعمد فيه السيد المسيح، فبات له بُعدٌ مقدس. كما أنَّ الينابيع المتدفقة من جبل الشيخ والتي تغذي بحيرة طبريا، شهدت أحداثاً عدَّة في "العهد الجديد"، حيث هدَّأ يسوع الناصري العاصفة في بحيرة طبريا، والصيد العجيب، وبعد قيامته ظهر يسوع المسيح على بحيرة طبريا. لمَ أُشدد على البحيرة، لأنَّ الينابيع القادمة من لبنان تغذي هذه البحيرة وتنتقل تالياً إلى نهر الأردن. وهي تمثِّل البعد الديني نفسه الذي يمثله نهر الأردن". ونظراً الى قدسية هذا النهر وأهميته، زاره كلٌ من قداسة البابا فرنسيس وبابا الأقباط تواضروس.




 


 


[[video source=youtube id=RDTbEbh-yu8]]


 


 في وقتٍ تحاول السياسات الدولية تغيير وجهة المنطقة عبر تهجير الأقليات الدينية وبينها المسيحية، تبقى الطبيعة والتاريخ أقوى دليل على أنَّ المسيحيين وأبناء الطوائف الأخرى هم أبناء هذا الشرق مهد الأنبياء.


[email protected]


Twitter: @Salwabouchacra

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم