الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"نقابتي للمهندِسة والمهندس" فلنؤيّدها

عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

لو كان المهندس النقيب عاصم سلام بيننا، لكان دعا المهندِسات والمهندسين إلى تأييد جاد تابت في انتخابات نقابة المهندسين التي ستشهد في نيسان المقبل مواجهة نوعية بين "أبناء المهنة" من جهة، والقوى السياسية والحزبية وأرباب الصفقات والمحاصصات والأبراج ومشاريع تخريب العمران والطبيعة والبيئة من جهة ثانية.
أسمّيهم "أبناء المهنة"، هؤلاء الذين ينحاز إليهم هذا المقال، وقد أعلن باسمهم المهندس جاد تابت الترشح لمنصب النقيب تحت شعار "نقابتي للمهندِسة والمهندس"، بالتعاون مع مهندسين من مختلف المناطق والأجيال والاختصاصات، لتحرير النقابة من المحسوبيات، ولاستعادة دورها في قضايا الهندسة والمجتمع، بعدما تحوّلت على قوله إلى "قلم لتسجيل رخص البناء ووسيط بين المهندس وشركات التأمين الصحي".
ثلاثة أهداف وضعها تابت لبرنامجه: أن تكون النقابة رائدة في قضايا الشأن العام؛ مبادِرة في تنظيم المهنة والإطار النقابي؛ وفعّالة في الدفاع عن مصالح المهندسين. هو يريد "استعادة" النقابة لتكون مركزاً حيوياً للنقاش والاقتراح والضغط لإقرار قوانين عصرية وسياسات يوجّهها الصالح العام.
لكن "نقابتي للمهندِسة والمهندس" ليست ابنة اليوم. إنها حفيدة شرعية لإرثٍ نضاليّ، طويل ومشرِّف، من التجارب النقابية والحركات المدنية، عمره ربع قرن، بدأ بالنقاشات حول سياسة الإعمار بعد انتهاء الحرب، وخصوصاً مشروع إعادة إعمار وسط العاصمة، مروراً بالتحركات التي هدفت إلى حماية التراث المبني والبيئة الطبيعية والشواطئ والأحراج، وانتهاءً بتردّي حال الخدمات من كهرباء وماء ومواصلات ونفايات.
لقد أخذتُ عهداً على نفسي أن أقف إلى جانب القوى المدنية المتحررة من مراكز النفوذ السياسي التقليدي، ومن هيمنة الطوائف والمذاهب على المجتمع وقواه الديناميكية الشابة ومؤسساته الحيوية. في هذا السياق، أجدني معنياً بتأييد هذه المجموعة الطليعية من المهندِسات والمهندسين، لاستعادة دور المهندس الرائد في المجتمع، وتحرير النقابة من الهيمنة المقيتة.
المهندِسات والمهندسون معنيون بمعالجة الأزمات "البنيوية" التي تعانيها القطاعات كافة. نريد لهم أن يضطلعوا بدورهم البنيوي والنوعي هذا. نقابة المهندسين "تابعة" اليوم للقوى السياسية والحزبية والطائفية، و"ملحقة" بها، و"مجيَّرة" لتغطية صفقاتها. يجب "تحريرها" من هذا الأسر المهين. ما يجري في ميدان الهندسة والعمران، يمثّل انتهاكاً علنياً موصوفاً لآخر معاقل المشهد اللبناني. لقد تشوّه الإيقاع المعماري، واختفت معالم الأمكنة والأحياء والشوارع، وأصبح الخلاء المتبقي من الحيّز العام، الريفي والمديني، لقمة سائغة في أيدي مروّجي الصفقات والسمسرات. نريد للاستحقاق الانتخابي أن يكون باباً ينفتح أمام هذه المجموعة النيّرة لوقف الانهيار الهندسي المريع في المجالات كافة.
"نقابتي للمهندِسة والمهندس"، فلنؤيّدها.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم