الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المزايدات طيّرت الجلسة...الحريري غاضب والجميل: "ما خصنا"!

المصدر: "النهار"
المزايدات طيّرت الجلسة...الحريري غاضب والجميل: "ما خصنا"!
المزايدات طيّرت الجلسة...الحريري غاضب والجميل: "ما خصنا"!
A+ A-

أبعد من سلسلة الرتب والرواتب. انه الجوّ السياسي العام الذي طيّر السلسلة، أقله الى الأسبوع المقبل.
لن يعترف النواب، ولا الحكومة بالطبع في فشلهم في اقرار السلسلة وفي الوقت نفسه، لن يستطيعوا ان يبرهنوا طريقة فرض الضرائب او شرحها للرأي العام، في عز الازمات المعيشية المتتالية. فلم يكن امامهم سوى النائب سامي الجميل، لأنه بدا خلال الجلسات من أشد الحرصاء على عدم فرض الضرائب على المواطن، لكنه كان بنظر الحكومة والمجلس " معرقلا".
قالها نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: " سامي الجميل الاكثر ضررا".


في الاساس، لم يكن الجو الذي يسبق اليوم الاول من الجلسة العامة مهيأ لاقرار السلسلة. في اروقة مجلس النواب، كانت كل الدردشات مع النواب ومن مختلف الكتل النيابية، تشير الى "نية في فصل الايرادات عن السلسلة"، بحيث يقر مشروع السلسلة في الجداول، وتترك الايرادات للحكومة، من ضمن مشروع الموازنة العامة.
وهكذا، دخل الجميع القاعة العامة وتوالت المداخلات والمواقف، ولاسيما من النائبين انطوان زهرا وجورج عدوان، ومن ثم من النائبين ايلي عون وغازي العريضي، مطالبين بفصل الايرادات، وبانتظار الموازنة. حتى نواب كتلة " الوفاء للمقاومة" كانوا يجادلون في كل ضريبة ويؤكدون انهم لا يريدون ضرائب على الفقراء.


 مكاري الذي رفع الجلسة التشريعية بسبب عدم اكتمال النصاب، قال : "تفاجأ نا بحملة ممنهجة شعبوية تطال الايرادات ولا تمت الى واقع الارقام بشيء وتستهدف الايرادات وتخلق واقعا يستحيل القبول به"، لافتاً الى أن "الحقيقة المرة ان هناك من يقوم بهذه الحملة يضع الناس بوسط غوغائية يقوم بنسف السلسلة".


و حمّل النائب الجميل وكتلة "الكتائب" مسؤولية الالتفاف على السلسلة، وقال: "أحمل المزايدين والمعرقلين وفي مقدمهم النائب سامي الجميل وكتلة "الكتائب" الالتفاف على السلسلة وحرمان 250 الف عائلة من حقوقهم، بحجة ضرورة تأمين الأموال من خارج الايرادات المقترحة من دون المشاركة بأي عمل جدي لوقف الهدر".


وتابع: "هناك رغبة من "الكتائب" بعدم إقرار السلسلة، ويحاولون تحميل النواب هذا الذنب فيما هم المعرقلون"، لافتًا الى ان حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لـ"الكتائب" روجت لزيادات لا أساس لها من الصحة.


وأكد ان السلسلة ستقرّ إنما بوجود الرئيس بري وبعد التفاهمات اللازمة، معتبرًا ان من يريد أن يعبر عن نبض الناس لا يستعمل أرقاماً غير موجودة.
ولفت الى أن "البعض نشر على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي أن هناك زيادة على سعر ربطة الخبز وعلى سعر صفيحة البنزين والمازوت، والزيادة على الميكانيك غير موجود".
وتوجه الى المجتمع المدني، قائلا: "نحن كنواب وكحكومة همنا الناس اكثر منهم. هم يفلحون بتوجيه الإتهامات والإساءات الى النواب والتطاول عليهم والصور موجودة لحاملي اليافطات التي تسيء للنواب".
وأكد أنه "سيتم القاء القبض على هؤلاء والتحقيق معهم"، معتبراً انه "تم خلق جو في البلد على مواقع التواصل وداخل الجلسة"، مشددا على "أننا لن نتخلى عن السلسلة وستقر انما المرة القادمة بوجود رئيس مجلس النواب نبيه بري وبعض التفاهمات التي يجب ان توضح"، معتبرا أن "الأكثر ضررا على السلسلة هو سامي الجميل الذي استعمل وسائل غير ديمقراطية وفيها كذب على مواقع التواصل".



 


الحريري


من جهة ثانية، علّق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري  وقد بدت ملامح الغضب على وجهه، بالقول: "من المؤسف أننا أتينا بروح ايجابية وبروح أن نقر سلسلة الرتب والرواتب لأن الناس بحاجة لهذا".


وأضاف الحريري في تصريح من مجلس النواب: "البعض يعرف أننا كفريق سياسي كنا متحفظين على موضوع السلسلة لكننا سرنا بها لأن فيها مصلحة الناس وأمر يجب أن يحصل فوزير المالية والحكومة عملت ليلا نهارا لتحقيق المداخيل".


وتابع: "واجبنا كحكومة وكمجلس النواب، أننا عندما نعقد أي شيء من صرف يجب أن يكون له ايرادات، فنحن لا نريد أن يحصل ما حصل في اليونان أو الدول التي أعلنت افلاسها".


وتابع: "يجب أن نكون صادقين ونقر سلسلة الناس بحاجة اليها، وأن نحمي الشعب في نفس الوقت، نضيف ضرائب لنحمي الذين نعطيهم السلسلة. ما حصل اليوم من تسريب أكاذيب عبر مواقع التواصل الاجتماعي أمر معيب، ونحن سنسمي ونعلن من قام بذلك والقانون يطال الجميع. وإذا كان أحد النواب هو من قام بذلك فنحن سنرفع عنه الحصانة".


وقال الحريري: "لقد حاول نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري مرارا ادارة الجلسة، ونحن توافقنا عند اللجان وكان هناك بعض الشوائب، ولكن كان هناك عمل برلماني".


وتوجه الى المجتمع المدني بالقول: "الكلام البذيء الذي يتم توجيهه يهنيهم هم، اذا كانوا هم مجتمعا مدنيا فهذا يهين المجتمع المدني، لان هذا المجتمع يجب أن يرقينا الى مستوى أفضل".


أضاف: "إننا مصرون على إقرار السلسلة وكان لدي تحفظ عليها في السابق أما اليوم فأنا مصر على إقرارها".


وشكر الحريري "كل النواب"، وقال: "نحن كحكومة سنقوم بواجبنا، وان شاء الله لرئيس مجلس النواب نبيه بري سيدعو الى جلسة قريبا".


أضاف: "هناك محاولة حقيقية لضرب السلسلة، العائلات كانت تنتظر إقرارها وهي في ذمة الذين أطلقوا الشائعات. نحن لا نتحمل مسؤولية من عرقل اقرار السلسلة، وهناك اختلاق للأكاذيب والجو من يوم أمس الى اليوم أثر على هذه الحركة".



 


الجميل


 ورد  رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ولسان حاله "ما خصنا" و"لسنا مسؤولين عن تطيير النصاب"، لافتاًً الى  أنه "بعد سلسلة التصريحات لا بد لكتلة الكتائب ان تؤكد الوقائع الحقيقية"، مؤكدا أن "الضرائب الـ22 ليست سرية بل موجودة على كل الاعلام وليست امرا سريا"، لافتا إلى أنه "كل الوسائل الاعلامية اعلنت الضرائب واول مرة اسمع ان مجلسا نيابيا او حكومة ترفع جلسة بسبب اشاعة عن ضرائب اضافية ونحن لا علاقة لنا بالإشاعات".


واشار الجميل إلى أن "الكلام انه بسببنا طارت الجلسة غير صحيح ونحن كنا حاضرين وأعطينا رأينا ومشكلتنا مع ضرائب تفرض على اللبنانيين"، مضيفا: "فلنر من هم النواب الذين لم يؤمنوا النصاب"، متسائلا:" هناك اكثرية نيابية من 123 نائبا اليسوا قادرين على الاقرار؟ هل نحن اوقفنا الجلسة؟"، مشددا على أن "الدخان البند الوحيد الذي تحول الى مشكلة ووزير المال اعترض على ضريبة التبغ فقط".


وإعتبر أن "محاربة الفساد كلفتنا خروجنا من السلطة، وكنا حذرنا من هدر اموال اللبنانيين والسلطة اخذت الشعب رهينة لتمرير موضوع النفايات"، متسائلا: "هل ممنوع ان تكون هناك معارضة او ان يقول احد ان هذه الضرائب غير منطقية"، مشيرا إلى انه "خلال وجودنا في الحكومة عرض على طاولة مجلس الوزراء مرسوم اعفاء عن 8 شركات من غرامات التأخير وقيمة القرار 66.5 مليار ليرة واعترضنا على القرار 4 مرات في الحكومة وبالنهاية لم يطرح على جدول الأعمال الا عندما استقالت الكتائب". موضحا أن "سوكلين ترتب مليارات الدولارات على الدولة وفي الجلسة التشريعية اقررنا قرضا بـ 456 مليون دولار فليشرحوا لنا لماذا نقدر على اعفاء مصارف ولا نقدر على اقرار السلسلة، وليت الحصانة ترفع عنهم جميعا ويا ليت القضاء يقوم بواجبه وفقط الانسان الذي بيته من حجر يقوم بما نقوم به وقوتنا ان الا احد "يغبر" علينا ومسؤولية ما حصل يتحملها النواب الغائبون او من رفع الجلسة".


وكشف الجميل أنه "اعطينا رأينا وهذا من حقنا فنحن لسنا غنما انما نبرهن للشعب اننا لسنا غنما واننا لا نركض وراء السلطة بل مستعدون للتخلي عنها، فليراقب 300 شاب من داخل التفتيش مداخيل الدولة ولتفعل اجهزة المراقبة لدى الدولة ولكن يبدو ان الاسهل لهم الذهاب نحو جيب المواطنين من الذهاب الى وقف منظومة الهدر والفساد"، مؤكدا أنه "اذا كانوا يريدون اقرار السلسلة يوم غد فسنكون موجودين كما كنا اليوم".


ولاحقاً، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع "تعليق تأييد القوات لسلسة الرتب والرواتب، الى حين تأمين وارداتها من المعارضين لها"، مشيرا الى انه "عندما يصبح الامر متعلقا بالمزايدات فلا يمكن العمل".


وأعرب جعجع في حديث تلفزيوني، عن شكه بأن "يكون سيناريو تطيير الجلسة التشريعية متفق عليه"، لافتاً الى انه "لا يمكن العمل في جو من الفوضى". وأكّد "اننا سنشارك في الجلسات المقبلة لكن لن نؤيد السلسلة"، متمنياً "ان نعطي المواطنين المال، لكن هناك حياة يجب أن تسير، ورأينا بالهدر والفساد معروف".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم