الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فضل شاكر المتأثر: الإطلالة "المذوَّبة"

فاطمة عبدالله
فضل شاكر المتأثر: الإطلالة "المذوَّبة"
فضل شاكر المتأثر: الإطلالة "المذوَّبة"
A+ A-


لم يتّخذ ظهور فضل شاكر بعد التواري زخمه عبر "الجزيرة". تأثّر الفنان المعتزل واستعاد مواقف سابقة عن إمكان تسليم نفسه، "متى توافر قضاء مستقل عادل". حرّكت دعاية إطلالته الفضول إزاء وثائقي تامر المسحال، لكنّ المُنتظِر سَبَقاً صحافياً أصيب بخذلان النتيجة.


طرحت سلسلة "ما خُفي أعظم" إشكالية مَن أطلق الرصاصة الأولى في عبرا؟ لفّ الوثائقي ودار، واثقاً بفرضية، ساعياً إلى "فرض" يقين الآخرين بها. عاد إلى المعركة، إلى الرصاص العشوائي والانقسام. اتخذ نقطة انطلاق، حدّد اتجاهه، وصوّب نحو الهدف. حاول المسحال خلق ما يشبه التوازن بين الموقف والمعطيات، من دون التنازل عن تبنّي وجهة نظر. لم يُنكر عمله تعاطفاً مسبقاً مع دفاع أحمد الأسير عن نفسه، عارضاً "مكالمات لاسلكية مُسرّبة لعناصر حزب الله في معركة عبرا"، كدليل إلى أنّ لكلّ فعل ردّ فعل، وهجوم "الحزب" قابلته حالُ دفاعٍ أسيرية. تقاطعت الروايات، ولم يجد الوثائقي نفسه مُلزَماً اعتماد رواية الجيش، مُفضلاً، على طريقته، البحث والاستقصاء واستخلاص النتيجة.
نوّع المقابلات، منها مع الشيخ المقرّب من "محور المقاومة" ماهر حمود. حضر أحمد الحريري من جهة الأسير، مع إجابات للشيخ المسجون نفسه من روميه. "وهج" الوثائقي فضل شاكر، لكنّ الرجل لم يقل شيئاً. ذوّب السياق حضوره، امتصّه، ساواه بحضور الآخرين، رغم أنّ الوجه تعمّد محطات الدمع والتأثّر. في البداية أوضح المسحال: "لم يكن الوصول يسيراً. بعد أخذ وردّ تمكّنا من لقائه". حين تمّ اللقاء، تكرّرت الأسئلة: "لِمَ لا تسلّم نفسك، وهل أهنتَ الجيش؟". وفيما السياق اتخذّ مساره الجدّي في الطرح والعرض، أتى حضور شاكر مُلحقاً، لا أساسياً، بديهياً لا صيداً ثميناً، وإن كان الإعلان الترويجي للعمل بالغ في التركيز عليه كأنّه الحدث - القنبلة.
قوّة الوثائقي هنا في دفاعه عن وجهة نظر لم يُجاهر في تبنّيها. المسحال حضّر ملفّاته وفرض تقدير جهده. اعتمد زاوية للمعالجة، وهذا حقّه.


[email protected]
Twitter:@abdallah_fatima

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم