الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لئلاّ نخاف منكم أيها "المدنيون"

عقل العويط
عقل العويط
لئلاّ نخاف منكم أيها "المدنيون"
لئلاّ نخاف منكم أيها "المدنيون"
A+ A-

أيّها "المدنيون"، أسمح لنفسي بأن أكون صريحاً معكم، إلى حدّ الفجاجة والفظاظة. لقد تعرّفتُ إلى الكثيرين منكم، هيئاتٍ ومجموعاتٍ وأفراداً. أنتم أصحاب قيم وكفاءات وطاقات ومواهب تغييرية خلاّقة يحتاج إليها بلدكم وشعبكم. فأرجو ألاّ تقعوا في الفخاخ التقليدية، وتهدروا أحلامكم وأحلام اللبنانيين على "الصغائر".


بعيداً من التعميم، لفتني أن تصرفات بعضكم حيال بعض، كما حيال الاستحقاق الانتخابي، لا توحي ببعد النظر، ولا بالرحابة، بل بالتوجس والريبة. وأنا أختار أيضاً تعبير "زيح ت أقعد محلّك"، للإشارة إلى مواقف بعضكم من بعض. فلا تؤاخذوني، بل أرجو أن أكون مخطئاً في تقدير أن بعضكم يتمنّى في قرارته أن "يُلغي" الآخر.
أمراض الادعاء والانتفاخ والإلغاء والمفاخرة والأنوية (أنا أو لا أحد) التي يتباهى بها أهل الطبقة السياسية، يُستحسَن ألاّ تُعَيَّروا بها، وألاّ تُتَّهَموا بأنكم ستكونون بسببها نسخة "غير ملطّفة" من هذه الطبقة، و"من الدلفة لتحت المزراب".
أنا خائفٌ عليكم، وعلى المشروع الذي تنادون به من أجل إحداث التغيير. أنتم الأمل الذي "نحارب" به هذه الطبقة المعفّنة. فلا تخذلوا هذا الأمل. أخاطبكم بالآتي: معركتكم الحقيقية والوحيدة هي ضدّ الطبقة السياسية، وليست في التفخيت بعضكم في بعض. وليست في حصول فريق منكم على عدد من المرشحين أكثر من الأفرقاء الآخرين. وليست في التقاتل حول الصندوق الانتخابي المشترك. وليست في الماكينات الانتخابية المشرذمة والمتنافسة.
معركتكم الحقيقية والوحيدة هي في تجاوز الحساسيات والاعتبارات التي قد تباعد بعضكم عن بعض، أياً تكن مبرراتها، وفي توحيد الجهود الفكرية والبشرية والعملانية والتقنية والمالية، من أجل مواجهة الطبقة الحاكمة. ليس هناك معارك أخرى، ولا أهداف أخرى. الخرق المحتمل الذي يمكن أن تُحدِثوه هو الخرق الناجم عن وحدتكم. ولن يكون هناك خرقٌ ولا اختراقٌ ولا مَن يخرقون ويخترقون، إذا بقيتم أسرى الأمراض التي تفتك بالطبقة السياسية.
إنه وقت العمل المشترك. وليس هناك وقتٌ للترف، ولا وقتٌ للحزازات، ولا للادعاءات الفارغة.
هذه نصيحة مَن لا يبتغي مصلحةً ولا يريد حاجةً، إلاّ إنقاذ لبنان وشعبه من براثن الطبقة السياسية، وتشييد مكانٍ متماسك لقوى الحلم والأمل في بنية النظام السياسي، كخطوةٍ لا بدّ منها لإحداث التغيير المنشود. أنا خائف عليكم أيها "المدنيون". مسؤوليتكم أن تجعلوا المواطنين "المدنيين" الكثر، يثقون بكم وبمشروعكم، وبالخطة المشتركة التي تخوضون بها معركة التغيير.
تناسوا اعتباراتكم الضيقة، و"الصغائر"، وكونوا على قدر هذه المسؤولية التاريخية، وإلاّ فسنخاف لا عليكم فحسب، بل سنخاف... منكم!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم