الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الدرُّب" طائر "جزّار" يُغادر لبنان

المصدر: "النهار"
رمزي مشرفية
"الدرُّب" طائر "جزّار" يُغادر لبنان
"الدرُّب" طائر "جزّار" يُغادر لبنان
A+ A-

فيما ينتشر الصيد البري على نطاق واسع في مختلف المناطق مع استمرار عمليات الابادة للطيور المهاجرة والمقيمة، رغم قرار منع الصيد البري الذي لا يزال يترنح بين ساري المفعول أو عدمه، عمد مواطنون إلى حماية عش طائر الدرُّب ورعاية الأفراخ الصغيرة، في بادرة تؤكد أنه وسط فوضى الصيد ثمة من يولي البيئة أهمية استثنائية.
واكبت "النهار" هذه الخطوة مع أعضاء "نادي طرق لبنان للقدم المخفية"، وهو نادٍ بيئي يعنى باستشكاف "طرق الرِّجل" التي كان يسلكها الأجداد والحفاظ على معالمها والتعرف على مواقع أثرية ومحاولة تصنيفها كمواقع الجسور المعقودة ومعاصر الزيتون والعنب والمعابد قديمة وغيرها.
وما يثير الانتباه أن عش هذا الطائر بدا واضحا في شجرة قطعت كامل أغصانها وفروعها باستثناء الفرع الذي بنى عليه طائر الدرُّب عشه، وفيه أربعة فراخ نبت ريشها وبدأ يكتمل نموها من دون القدرة على الطيران.



ووفق رئيس ومؤسس النادي (الخبير في الحياة البيئية والطبيعية) شمعون مونس، "تمّ العثور على العش خلال تنظيم مسار بيئي في أحراج بلدة الشبانية في المتن الأعلى مع مجموعة من الشابات والشبان"، وقال: "شاهدنا مزارعاً يقوم بقطع شجرة مثمرة معمّرة أصابها المرض ويبست معظم فروعها. لكننا تنبهنا إلى وجود عش الدرُّب واستمهلناه عدم قطع الشجرة بالكامل فلبّى طلبنا بحيث ما يزال العش قائما والأفراخ تنمو وتكبر".
واشار مونس إلى أن "طائر الدرُّب أصبح على قائمة الطيور المعرضة للانقراض وهو بالفعل انقرض في العديد من المناطق اللبنانية، وفي إطار دراستنا كنادٍ لهذا الطائر وجدنا أنه لم يعد موجودا إلا في الغابات والمناطق المحمية طبيعيا في لبنان، أو في المناطق البعيدة الوعرة المسالك. ولا نعلم إن كان هذا العش هو لطيور (الدرُّب) المقيمة أو المهاجرة، ولكننا نعتقد وفق المنطقة التي وجد فيها أنه من الطيور المهاجرة".
ولفت إلى "أهمية هذا الطائر لأنه صديق المزارع ويقتات أنواعا كثيرة من الحشرات الضارة ومن بينها الجراد والفئران وبعض الزواحف".
واضاف مونس: "لم ينتهِ عملنا بعد. تطوّعنا لمراقبة العش، فوجدنا أنه تعرض لانكشاف واصبح عرضة لأشعة الشمس فقمنا بحمايته من أشعة الشمس بوضع أغصان تقي الفراخ الصغيرة الحرارة الشديدة وتمنع الطيور الجارحة من رؤيتها، لكن واجهتنا مشكلة جحافل النمل الكثيرة، فقمنا برش الجذع المتبقي من الشجرة بنوع من المبيدات Ecroside غير الضارة للبيئة، لنمنع وصول النمل والحشرات إلى العش".
واشار إلى أن "هذا الأمر دفعنا إلى تبني خطة عمل وإقرارها في النادي وسنبدأ بها في الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك لتعريف المزارع على أهمية بعض أنواع الطيور، ومن بينها الدرُّب، ليكون المزارع هو العين الساهرة في مرحلة نجد فيها أن الصيد مستباح بشكل يهدد التنوع البيولوجي، وبدأنا بالفعل إعداد دراسات عن أنواع الطيور المفيدة لنقدم للمزارع مقاربة علمية ليكون على بينة من أهميتها وما قد يوفر من أدوية ومبيدات زراعية لمواجهة الآفات والأمراض التي تصيب الأشجار والمزرعات، فضلاً عن تعريفه بمضار المبيدات على الصحة".



تجدر الإشارة إلى ان "الدرُّب" يعرف علميا باسم Shrike، واسمه "النهس الصرد الرمادي". وهو يصطاد الطيور الصغيرة والحشرات الضارة وصغار الثدييات، وهو طائر يتميز بمنقاره القوي المعقوف قليلاً، ويسمّى أيضا الجزّار أو طائر النهس. وهو شغوف بالتغذي بالجنادب والفئران والطيور الصغيرة، بحشرها في الأشواك أو بين الأغصان، كما يفعل الجزّار تماما عند تعليق اللحوم. ثم يقوم الصُّرد بتقطيع فريسته إربا ويأكلها. ولهذا السبب أطلق عليه اسم الطائر الجزار.
يوجد نحو 70 نوعا من الصُّرد، وهناك أنواع عديدة من هذه الطيور تتمتع بألوان زاهية تسمى "جونوليك". وللعديد من هذه الطيور ريش قوي زاهي الألوان، ومثال ذلك، الصُّرد العملاق الرمادي اللون، الذي يتمتع بريش يتكون من اللون الرمادي والأبيض والأسود، وهو النوع الذي عثر النادي على عشه.



 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم