الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

غراندي لـ"النهار": اللاجئون يقرّرون متى يعودون ونحتاج إلى الحديث مع إدارة ترامب

ديانا سكيني
ديانا سكيني
غراندي لـ"النهار": اللاجئون يقرّرون متى يعودون ونحتاج إلى الحديث مع إدارة ترامب
غراندي لـ"النهار": اللاجئون يقرّرون متى يعودون ونحتاج إلى الحديث مع إدارة ترامب
A+ A-

حضر ملف اللاجئين السوريين في دول الجوار على طاولة المحادثات بين المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي وممثلي السلطات السورية في دمشق، خلال زيارة لسوريا الأسبوع الماضي شملتْ حلب وحمص، حيث عاين المسؤول الأممي مدى الدمار الهائل الذي جعله يُحكم حججه القائلة باستحالة الطلب الآن الى اللاجئين العودة الى بلدهم. ويقول إن ممثلي النظام يرددون وجهة نظرهم المرحبة بعودة أي لاجئ.
فور انتقاله الى بيروت ولقائه المسؤولين، كان غراندي ممتناً لما سمعه من ان لبنان ليس في وارد الطلب الى اللاجئين العودة إلا بشكل طوعي، علما أن رئيس الجمهورية ميشال عون يؤيد عودتهم الى أماكن آمنة، وهذا الأمر يجده غراندي غير متاح الآن. وقد رأى في حديث الى "النهار" ان "اللاجئين السوريين في معظمهم يرغبون في العودة الى بلادهم. لكن الأمر صعب في الوقت الحالي". وقال: "زرت حلب وعايَنت مستوى الدمار الكبير في المناطق، ناهيك بغياب اتفاق سياسي ناجز بين طرفي الصراع، رغم وجود محاولة مستمرة لإنتاج محادثات سلام، لذا من غير الناضج الحديث الآن عن عودة اللاجئين، علما أننا لا نلحظ في الوضع الراهن موجة كبيرة من العودة، فهناك أعداد صغيرة تعود، وأعتقد ان من حق اللاجئين وحدهم أن يقرروا متى تكون العودة الى بلدهم ملائمة وآمنة".
ننقل الى غراندي وجهة نظر يتناقلها لبنانيون عن وجود مناطق في دمشق وحمص جرت فيها مصالحات أو تسويات بين النظام والمعارضة، فلماذا لا يكون متاحاً إذاً البحث في عودة اللاجئين اليها بالتنسيق مع طرفي الصراع؟ فيجيب بأن "ليس هناك لاجئ يشعر بأن الوضع آمن في بلده ولا يرغب في العودة. كما ان الأمر لا يتعلق بمنطقة آمنة. فالامور في سوريا ليست ثابتة، ومن الصعب تصنيف المستوى الأمني للمناطق والقول ان هناك منطقة آمنة، فهذه المنطقة قد تكون اليوم آمنة وغداً ربما يتدهور الوضع فيها".
وإذ أشاد بمستوى تحمّل اللبنانيين أزمة اللاجئين، قال: "علينا أن نكون صبورين، وسيُصار الى طلب مزيد من الدعم والاستثمار في بنى لبنان التحتية خلال مؤتمر بروكسيل الآتي للاجئين، علماً أنه سيكون مكمّلاً لمؤتمر لندن الذي جمع نحو 11 مليار دولار لمساعدة اللاجئين والدول المضيفة، ذهبت الحصة الأكبر منها الى النازحين داخل سوريا، وحصل لبنان على حصة زهيدة ومقسطة".
وكان البنك الدولي أكد ان الكلفة المباشرة للجوء الى لبنان تبلغ مليار دولار سنوياً، وغير المباشرة 3,55 مليارات سنوياً، أي ما مجموعه 4,5 مليارات.
وأشار غراندي الى أنه "سيتم في بروكسيل تفحص مسار صرف المساعدات التي أقرّت في لندن ومدى تلبيتها الحاجات وكيفية استخدامها، ودعوة الدول المانحة الى تعزيز دعمها للاجئين والدول المضيفة".
وسألناه عن الاحتقان الأهلي الذي يسببه التنافس في سوق العمل وغيره بين اللبنانيين والسوريين، وعدم التمكن حتى الآن من التأثير في مجال الدعم في الاستثمار الجدّي بالبنى التحتية الأساسية، فأجاب: "نعرف حجم المعاناة الكبير، ونعلم أن الأمر لا يتعلق فقط بتقديم بطانيات، ولدينا إيمان بضرورة تقوية البنى التحتية اللبنانية وتطويرها، وعلى رأسها القطاع التعليمي، وهناك برامج للبنك الدولي لتعزيز إمكانات المجتمع المضيف واللاجئين على السواء"، آملاً أن يكون "حصاد مؤتمر بروكسيل فرصة أفضل من مؤتمر لندن".


جنيف
الى ذلك، تعدّ المفوضية ملفها الانساني الذي سيحضر على طاولة محادثات السلام السورية التي ستحصل في جنيف بين النظام والمعارضة، كتتمة لمؤتمر أستانا، ويقتصر دورها على تزويد المؤتمر المعلومات عن الحاجات الانسانية وفق الأولويات وحض اللاعبين الفاعلين على الضغط من أجل تلبيتها.
وهل يخشى المفوض السامي من تغيير مخطط له للمشهد الديموغرافي داخل سوريا؟ "لا، لكن حين نكون أمام موجات نزوح كبيرة، يصبح هناك خطر ألا يعود المهجرون الى بلدهم، او ان يعود لاجئون الى أماكن هجرها سكانها. لا نعلم حتى الآن ما سيجري في سوريا، لكننا نكرر ان ارادة اللاجئين أساسية في هذا السياق، وهم يخبروننا الى أين يرغبون في العودة، وإذا لم يحترم الأمر نكون حينها أمام مشكلة".
قرار ترامب
من جهة أخرى، يعتبر برنامج المفوضية لنقل اللاجئين الى دول كالولايات المتحدة وأوستراليا وكندا، من البرامج المهمّة في دعم اللاجئين، فكيف يتأثر هذا البرنامج بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب التنفيذي، والذي جمّد مسألة لجوء السوريين الى بلاده؟
في رأي غراندي ان "قرار ترامب ليس جيّداً. السنة الماضية نجحنا في نقل 20 ألف لاجئ من لبنان، يمثلون نسبة صغيرة من اللاجئين، واذا انخفض عدد هؤلاء نتيجة قرار ترامب فستتضرر روحية البرنامج. لكن القرار الأميركي ليس مستمراً، هو محكوم بمهل لأسابيع آتية تتم خلالها مراجعة ملفات، ونأمل ان ينتهي الأمر بسرعة وتعود الأمور الى نصابها، فالبرنامج مهم جداً لأنه يستهدف اللاجئين الأكثر ضعفاً والذين يحتاجون الى حماية خاصة أو لديهم حاجات صحيّة، وعلينا التذكر ان بلداناً أخرى كأوستراليا ودول الاتحاد الاوروبي وكندا لم تقفل أبوابها في وجه اللاجئين. وهنا نحتاج الى الحديث مع الادارة الأميركية الجديدة التي لديها مخاوف من موضوع الهجرة واللاجئين وتفسير أهمية البرنامج".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم