الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

محمد رزق شهاب يثير المتاعب... اندونيسيا تلاحق مجموعة اسلامية متشددة

المصدر: " ا ف ب"
محمد رزق شهاب يثير المتاعب... اندونيسيا تلاحق مجموعة اسلامية متشددة
محمد رزق شهاب يثير المتاعب... اندونيسيا تلاحق مجموعة اسلامية متشددة
A+ A-

بدأت اندونيسيا اتخاذ اجراءات تستهدف منظمة اسلامية متطرفة تحرّض على التظاهر ضد حاكم جاكرتا المسيحي. لكن محللين اعتبروا انه سيكون من الصعب تطويع شبكة تقيم روابط وثيقة مع المؤسسة الحاكمة.


وتحوّلت "الجبهة الدفاعية الاسلامية" في الاعوام الاخيرة حاملة لواء الاسلام السياسي المتشدد. وبات نفوذها في اكبر بلد مسلم في العالم يزداد توسعا، رغم انها منظمة هامشية ترفض الغالبية وجهة نظرها المتطرفة.


وشنّ افرادها حملات ضد الحانات التي تقدم الكحول خلال شهر رمضان. كذلك، تمكنت من الغاء حفل للمغنية ليدي غاغا التي وصفوها بانها "رسول الشيطان"، وتظاهروا ضد مسابقة ملكة جمال العالم، اثناء تنظيمها في اندونيسيا.


ويقود الجبهة شخص مثير للمتاعب هو محمد رزق شهاب الذي امضى عقوبتين لفترة قصيرة في السجن. وساهمت المجموعة في تظاهرات جمعت محافظين ومعتدلين مسلمين ضد حاكم جاكرتا باسوكي بورناما المسيحي من الاقلية الصينية بتهمة الكفر. وادت المعركة ضد بورناما المتهم بالاساءة الى الاسلام، خلال حملة لاعادة انتخابه في 15 شباط، الى تمركز الجبهة المتشددة وسط الساحة السياسية، مما يثير قلق المراقبين وبعض اعضاء الحكومة.


وتحركت السلطات ساعية للحد من نفوذ الجماعة. وكثفت الشرطة جهودها في اجراء تحقيقات حول شهاب، بدعم من الرئيس جوكو ويدودو وحكومته، وفقا للمراقبين. وقال توبياس باسودي، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في جاكرتا: "هذا امر غير مسبوق. انها المرة الاولى التي يتحدى فيها الرئيس والحكومة علنا هذه المجموعة الاسلامية".


الاسبوع الماضي، اعلنت الشرطة ان شهاب اصبح مشتبها به بتهمة القذف والسب بحق الاب المؤسس لاندونيسيا، سوكارنو ايديولوجي الدولة، وذلك خلال كلمة القاها قبل اعوام عدة، مما يعني ان لدى السلطات ادلة كافية كي يمثل شهاب امام المحكمة. واشار باسودي الى ان الحكومات المتعاقبة الاندونيسية امتنعت عن المس بالمجموعة، خوفا من اتهامها بمهاجمة الاسلام.


وردت المجوعة بغضب. واكد المئات دعمهم لشهاب عندما استدعته الشرطة لاخذ اقواله. وقال المتحدث باسم الجبهة سلامات معارف ان السلطات "تريد خنق حركة اسلامية للشعب تطالب بالعدالة في مواجهة الكفر".


وتتصدر "الجبهة الدفاعية الاسلامية" في احيان كثيرة عناوين الصحف بتظاهراتها. لكنها لا تحظى بجمهور كبير في هذا البلد الذي يسكنه 255 مليون نسمة. وتتباهى الجبهة بان لديها 4 ملايين عضو. لكن الخبير في شؤونها في جامعة مردوخ الاوسترالية ايان ويلسون يعتقد ان عددهم لا يتجاوز 200 الف حدا اقصى.


في المقابل، تحظى منظمات اسلامية رئيسية، مثل نهضة العلماء والمحمدية، وهما من الاتجاه المعتدل، بعشرات ملايين المؤيدين. ومع ذلك، فان محاربة الجبهة تعرقلها علاقاتها القديمة ببعض النخب في المؤسسة الحاكمة ممن استخدموها في السابق للقيام بعملهم القذر، وفقا لغونتور روملي، الناشط من اجل اسلام تقدمي، والمشارك في الحملة الانتخابية للحاكم بورناما.


واضاف: "بعض البيروقراطيين والسياسيين الانتهازيين يحبذون مثل هذه المجموعة، لان بامكانهم ان يستخدموها كسلاح، بينما تدعي العمل باسم الاسلام".


يذكر ان "الجبهة الدفاعية الاسلامية" تأسست العام 1998 في مرحلة انتقالية بين الدكتاتورية والديموقراطية. ويقول خبراء ان الجيش، كما الشرطة، ساعدوا في اطلاقها من اجل استخدامها ضد اعدائهم في تلك الاوقات العصيبة.


وغالبا ما ضُبطت الشرطة اثناء تقديمها المساعدة لعمليات الجبهة، او تكون حاضرة من دون ان تفعل شيئا. كذلك، يتهم بعض اعضاء النخب بتوظيف بلطجية بغرض تسهيل المعاملات التجارية الاكثر اثارة للشكوك.


ويعرب خبراء عن اعتقادهم بان الحملة الحالية ضد الجبهة لن تؤدي الى تفكيكها في شكل نهائي، انما هدفها تهدئة الاوضاع خلال الانتخابات في جاكرتا ومحاكمة الحاكم المنتهية ولايته. لكن فور انتهاء الاضطرابات، "سنشهد حتما عودة الى الاساليب القديمة"، يحذر باسودي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم