الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشاشات "تغتال" الخصم، جو معلوف وMTV ماذا يقولان للجمهور؟

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
الشاشات "تغتال" الخصم، جو معلوف وMTV ماذا يقولان للجمهور؟
الشاشات "تغتال" الخصم، جو معلوف وMTV ماذا يقولان للجمهور؟
A+ A-

حمل #جو_معلوف أرقاماً هي جزء من حرب ضدّ الخصم، ورفعها بتباهٍ مُستَغرب. تحوّلت حلقة "هوا الحرية" ("أل بي سي آي") أمس منبراً للدفاع المُضخّم عن برنامج استفاق فجأة النقاش الجدلي حوله. مؤسفٌ أنّ معلوف انزلق إلى جنون معارك المحطّات، واضعاً بعض برنامجه في خدمة خوائها. مرّت في الحلقة تقارير مُطوّلة (ألن تصل الرسالة لو اختُصرت؟)، تقول إنّ للابتذال التلفزيوني تاريخاً عمره سنوات، فلِمَ الضجيج اليوم حول "Take Me Out"؟ طال عرضٌ صبَّ بإطاره الضيّق في صفّ الدفاع المُبالغ فيه عن محطة في وجه أخرى.


يا للأسف، إنّه المشهد المنحطّ. الشاشات "تغتال" بعضها البعض، تملأ منابرها بالكراهية، وتشاء لو تملك طلقة أخيرة تُفرغها في رأس المنافِس فتتخلّص منه. ليست المسألة معلوف فحسب، ولا "التخلّي" أمس عن هموم الناس من أجل "همّ" بدا أهم. المسألة رؤوس كبرى، محطات في ذاتها، جبهة "أل بي سي آي" في مواجهة جبهة "أم تي في". كلاهما مشتعل. تلهّى معلوف بما لا يعني المُشاهد على الإطلاق: "الرايتينغ" بين المحطات. أيّ قضية عظيمة تدخل منازلنا إن زفَّ للناس خبراً مفاده أنّ نسبة مشاهدة أخبار "أل بي سي آي" تفوق نسبة مشاهدة أخبار "أم تي في"، وبرامج الأخيرة إلى تراجع؟ لا تليق اللحظة بأحد. إنّه استنفاد كلّ الوسائل لكسب حرب بشعة. يكفي أنّ #هشام_حداد ("لهون وبس"- "أل بي سي آي") يُلبس نفسه دور قوّات الدفاع أسبوعياً، فيحشر برنامجه ببعض السلوكيات الضيّقة، ويكفي ما يجود به الطرف الآخر من "لطشات" وآراء. تورُّط معلوف بالاشتعال، ينبغي أن يُحرج "أل بي سي آي"، لا أن يتسبّب ببهجتها. هي، هنا، كـ"أم تي في" ("الجديد" ليست أفضل حالاً)، تسهم بتشويه صورة التلفزيون اللبناني وشماتة الآخرين به. لعلّه ليس صحيحاً أنّ الجمهور سعيد بـ"نقشت" كما أكّد معلوف وأصرّ. الجمهور غالباً من دون خيارات. من دون بدائل عميقة. غشَّه بعض التلفزيون اللبناني وسطَّح مطلّباته وذوقه، فراح يرى في النكتة الجنسية متنفّساً لضحكة تختنق، وفي الإفلاس الكلامي وسادة للاستلقاء. اللابدائل مأساة المُشاهد من دون أن يعلم. تستغلّه الشاشات فيصبح ضحيتها. والضحايا يشاهدون رغم الرفض والغضب.


 


جو معلوف: لن أعيدها
يتحدّث معلوف عن "تجريح" ضدّه وضدّ المحطة منذ أشهر، والتزامه الصمت. لا يخفي أنّ السبب هو "الرايتينغ"، "لهذا وضعتُ ما أملكُ من أرقام بعهدة الرأي العام". نقول له صراحة: لم يُلِق رفع الأرقام بهذا الشكل برنامجاً نفترض أنّ من أولوياته رفع صوت الناس. يوافق، ويشرح: "لم أذكر يوماً أرقام المشاهدة، لكنّ الوضع بلغ حدّه. يجرّحون بي منذ أشهر، ويعتبرون أنّ عُمر برنامجي قد انتهى وتراجعتُ في الإحصاءات، فيما لا أكفّ عن بذل جهد لتحقيق نتيجة أفضل. لا يمكن السكوت طوال الوقت. ثمة لحظة تشعر فيها بواجب الدفاع عن النفس. أمس، أطلعتُ الناس على ما يجري. رسالتي وصلت، ولن أطرح ملفّ الأرقام ثانية".
إلى معلوف، سؤالان: أنتَ راضٍ عما يحدث، وهل أصبح دور الإعلامي التلويح بالأرقام وتأجيج الجبهات؟ يؤكد عدم رضاه، وأنّ الخاسر الأكبر من هذه الحرب هو قطاع التلفزيون. "في النهاية، ليست "أل بي سي آي" مَن يستعمل نشرة أخبارها لأغراض شخصية. بالنسبة إليّ، انتهى كلّ شيء. حقّي الدفاع عن نفسي والمؤسسة التي أعمل معها بالأدلّة والأرقام، أقلّه لمرة واحدة". يختم ردّاً على سؤال "هل تتدخّل الإدارة في المحتوى وتحضّ على استمرار الحرب؟": "على الإطلاق. لم يحدث هذا يوماً".



"أم تي في": "يسعدُنْ ويبعدُنْ"
تستغرب مصادر في "أم تي في" سلوك "أل بي سي آي" و"التهجمّ الدائم". بتقرير في نشرة الأخبار يوم 4 كانون الثاني، أسفت المحطة على "الانحدار في المشهد الإعلامي الذي وجدت نفسها أكثر من مرة مرغمة على أن تكون في خطّ الدفاع بوجه الحملات المغرضة التي استهدفتها (...)، لذلك قرّرت التزام الصمت والاكتفاء باللجوء إلى القضاء لإبقاء شاشتها نظيفة". تُذكّر بذلك لتقول إنّ الطرف الآخر هو السبب. نستعيد تقرير "الإحصاءات الملغومة"، وبعض النقد اللاذع في "منا وجرّ"، فتؤكد أنّ تقرير الإحصاءات موجّه إلى الشركة المعنية و"منا وجرّ" ينتقد الجميع "من دون حسابات شخصية". وفق المصادر، تسليع المرأة اللبنانية وتشويه سمعتها (المقصود برنامج "نقشت") لا يُساوَم عليه، "فإن أرادوا الرايتينغ بهذه الوسائل، فبالتوفيق. "الله يسعدُنْ ويبعدُنْ"، لماذا هذا الغضب؟ لماذا الهجوم على هذا الشكل؟". بالنسبة إلى المصادر، لم تدخل المحطة، منذ بيان النأي بالنفس، بردّ وتهجّم، "لكنه بعد نحو 20 سنة من تزوير الإحصاءات، كان لا بدّ من توضيح الموقف. لا نملك ما نخبّئه على الناس. طرحنا استفهاماً حول الإحصاءات في لبنان. ألا يحق لنا؟ لم نردّ يوماً الدخول بثأر شخصي. حين طرحنا ملفات الصفقات والفساد وهدر الأموال العامة، قدّمنا الوقائع وكسبنا القضية. رغم ذلك، لا نزال نحظى بأكبر حصّة من الإعلانات. ملتزمون بدور إيجابي يتعلّق بلبنان وجمال صورته الحضارية. الفارق كبير بين التسلية والابتذال، و"أم تي في" تدرك جيداً ذلك".



[email protected]
Twitter: @abdallah_fatima


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم