الطيارون الأميركيون والروس يلعبون لعبة خطرة في سماء سوريا

رد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على اتهام نظيره الاميركي آشتون كارتر لموسكو بعدم المساعدة في الحرب على تنظيم ا"الدولة الاسلامية" (داعش)، بقوله ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة اضطلع بـ"دور سلبي" في سوريا، وان الجيش الروسي "انجز" على العكس منه مهمته فيها.
وتزامن ذلك مع نشر صحيفة "الوول ستريت جورنال" تقريراً عما سمته "لعبة خطرة" يلعبها الطيارون الروس والاميركيون في سماء سوريا، في اشارة الى حوادث تكاد تقع بين الجانبين هناك.
وصرّح شويغو خلال مؤتمر صحافي: "لم يقم التحالف الدولي في رأيي بأي دور، لا بل كان دوره سلبياً. لم نتلق أي دعم منه"، وفي المقابل، أنجز الجيش الروسي "المهمة" التي كلفه اياها الرئيس فلاديمير بوتين.
واشتكت روسيا مراراً من عدم تعاون الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا والعراق.
وتحدثت الصحيفة الاميركية عن سلسلة حوادث حصلت بين الطيارين الروس والاميركيين في سوريا وكادت تؤدي الى تصادم. وأفادت أن طائرات أميركية كانت تحلق الخريف الماضي في طلعات روتينية فوق سوريا عندما التقطت اشارة عن اقتراب مقاتلة روسية منها، فأرسل الطاقم الاميركي تحذيرات لاسلكية متكررة على موجة تستخدم لاشارات الاستغاثة، الا أن الطيار الروسي لم يرد، وعوض ذلك، راحت المقاتلة الروسية وهي من طراز "سو 35 فلانكر" المتطورة تتجه شمالاً وشرقاً قرب أنف الطائرة الاميركية، محركة موجة من الهواء العنيف في طريقها ومعطلة الاجهزة الالكترونية للطائرة الحساسة فترة وجيزة.
وقال قائد الوحدات الاستطلاعية الـ380، ومقرها في الخليج، الكولونيل في سلاح الجو بول بيرش: "نقدر أن ذلك الرجل كان على مسافة أقل من ثُمن الميل، ولم يكن مدركاً لذلك".
ورأت الصحيفة أن سماء سوريا هي بمثابة حادث دولي ينتظر الشرارة. فالوضع هناك في رأي طيارين أميركيين لا سابق له اذ تحلق مقاتلات أميركية وروسية في المجال الجوي نفسه وتخوض حربين متوازيتين، مع قلق الطيارين الاميركيين الذين يقصفون "داعش"، من التصادم مع طيارين روس يقصفون مقاتلين سوريين يحاولون اطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.
ولا تزال المقاتلات الروسية التي تقصف ايضاً مواقع لـ"داعش" تحلق يومياً في سماء سوريا على رغم وقف النار مع المعارضة السورية.
ولفت الصحيفة الى أن الطيارين لا يردون على "نداءات الحذر"، وهي دعوات طارئة على موجة لاسلكية للطوارئ. ويروي ضابط أميركي أنه طوال ثماني ساعات في 11 كانون الاول الماضي، نادى طاقم طائرة رادار اميركية 12 مرة نحو 10 مقاتلات روسية ولم يتلق أي رد. وفي ذلك اليوم، اقتربت طائرات روسية الى مسافة أميال من طائرات التحالف الدولي.
وأشارت الى أن الطيارين الروس يخرقون صمتهم أحياناً عندما يكون الاتصال من مراقبة جوية أنثى.
ففي مطلع أيلول، رصدت مراقبة جوية أميركية مقاتلة غير محددة الهوية تقترب من طائرة للتحالف فوق سوريا، وحذرت الطيار قائلة: "أنت تتحرك قرب مقاتلة للتحالف". فرد عليها الطيار بلهجة روسية ثقيلة: "صوتك جميل، سيدتي. مساء الخير".
ويذكر أن الجيشين الاميركي والروسي وقعا اتفاق سلامة مدته سنة، الا أن الطيارين الاميركيين يقولون إنهم لا يزالون يجدون أنفسهم في أوضاع حرجة، إما لان الطيارين الروس لا يبالون بقواعد الاتفاق وإما لأنهم غير قادرين أو غير مستعدين لاتباعها.