السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

العهد الجديد وسياسة الانفتاح داخلياً وخارجياً... ما هي الأولويات؟

ألين فرح
العهد الجديد وسياسة الانفتاح داخلياً وخارجياً... ما هي الأولويات؟
العهد الجديد وسياسة الانفتاح داخلياً وخارجياً... ما هي الأولويات؟
A+ A-

انتهج العهد الرئاسي الجديد بتصميم ومتابعة حثيثة من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سياسة الانفتاح على الداخل والخارج معاً لإخراج لبنان من دائرة التجاذبات الحادة التي تنهكه في الداخل وتطوّقه في الخارج على أكثر من صعيد. وها هي باكورة الانفتاح الخارجي زيارة كل من المملكة العربية السعودية وقطر.


صحيح أن الرئيس عون انتهج سياسة الانفتاح في الداخل منذ أمد رغبة منه في إدخال السكينة الى الخطاب السياسي المتشنج والطموحات السلطوية الجارفة، إلا أنه اليوم في سدة الرئاسة انما يقدم على نهج هو في صلب خطاب قسمه، كيف لا وهو المؤتمن على سلامة الأرض والشعب، ما يعني أن كل ما يتهدد هذه السلامة من أخطار يجب أن يُذلل.
وترى مصادر مواكبة للعهد ان السلامة هذه أشار اليها خطاب القسم بكلمة "الاستقرار"، بما يعني الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والمالي والاجتماعي. وهذا النوع من الاستقرار الشامل لا يمكن أن تناله دولة هي على انقسام وانشطار مع ذاتها أو على خصومة مفتوحة أو غير مفهومة مع دول اخرى، لاسيما إذا كانت دولاً مؤثرة. أما حال العداء مع اسرائيل فهي تقوّي الداخل وتحفزّه على الوحدة الوطنية، التي هي، على ما أتى في خطاب القسم، السلاح الأمضى لصدّ أي عدوان على لبنان.
ووفق المصادر عينها، إن الانفتاح على الداخل أدّى الى انسيابية كبيرة في العمل الحكومي، بدءاً بتشكيل الحكومة وإقرار بيانها الوزاري بسرعة قياسية وبشبه إجماع نادر وعقد الجلسات الدسمة بحيث سقطت كل المحظورات والمتاريس أمام ملفات حساسة كاد اللبناني ان يقطع الأمل بإقرار مضامينها التي من شأنها النهوض بالدولة والمجتمع والاقتصاد. هذه الانسيابية تنسحب أيضاً على العلاقة مع مجلس النواب بعد فتح الدورة الاستثنائية للنظر في جدول أعمال حرص رئيس الجمهورية على أن يدرج فيه صراحة بند اقتراحات ومشاريع قوانين الانتخاب، كما بند الموازنة العامة على ما تعهّده في خطاب القسم وسائر القوانين، وذلك حتى يتمكن المجلس من إقرارها، وبالتالي تعود الحياة السياسية الى طبيعتها والى ما يجب أن تكون عليه، بدءاً من قانون الانتخاب الذي يشكل المدخل الى إعادة تكوين السلطة والموازنة الغائبة منذ سنوات.
أما خارجياً فالانفتاح واضح على الدول العربية، وفي مقدمها دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، التي بادرت الى إرسال وفد رفيع لدعوة رئيس الجمهورية الى زيارة المملكة، علماً ان الغرب وروسيا حرصا أيضاً على الترحيب بالعماد عون رئيساً، وكانت زيارة وزير الخارجية الفرنسي لافتة جداً في هذا الاطار، من دون أن ننسى أن إيران ايضاً في صلب حركة الانفتاح، وهي دولة مؤثرة في المنطقة.
يكفي أن يقف المطلع على عبارة "الابتعاد عن الصراعات الاقليمية واحترام ميثاق جامعة الدول العربية" ولا سيما المادة 8 منه والحرص على المصلحة اللبنانية العليا، كي يتيقن ان الرئيس عون يطمح قبل أي شيء آخر الى أن يعمّ الاستقرار لبنان وأن يعود اليه زواره وسياحه والمستثمرون وأصحاب المشاريع والرساميل للمساهمة في نمو اقتصاده على أسس سليمة لن يكون الريع حتماً من أركانه الثابتة.
فزيارة المملكة العربية السعودية ثم قطر هي باكورة الزيارات، ولا شك في انها تكرّس سياسة الانفتاح على دول شقيقة شابت علاقتها بلبنان غيوم رمادية ستتمّ إشاحتها عن سمائنا نتيجة نهج الانفتاح.


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم