الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تفاؤل حذر في قطاع النفط الأميركي... وتوجّه نحو التعافي

المصدر: (أ ف ب)
تفاؤل حذر في قطاع النفط الأميركي... وتوجّه نحو التعافي
تفاؤل حذر في قطاع النفط الأميركي... وتوجّه نحو التعافي
A+ A-

يبدي قطاع #النفط الاميركي تفاؤلا حذرا بالنسبة للسنة 2017 مع خروجه من سنتين من التراجع الناجم عن تدهور اسعار الخام.


ومع انطلاقة السنة الجديدة، يتحدث بعض العاملين في القطاع عن توجه نحو التعافي مع زيادة مستوى انتاج بعض مواقع الحفر القليلة الكلفة حتى وان كان البعض لا يزال يشعر بالاحباط.


ادى الانحسار الذي كان بين الاسوأ منذ الحظر العربي على تصدير النفط الى الغرب في 1973 الى افلاس شركات وصرف مئات الالاف من العمال واوقف اندفاعة فورة النفط الصخري في الولايات المتحدة.


وشعر منتجو النفط والغاز بالتفاؤل بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب الذي عين في فريقه حلفاء من قطاع النفط مثل سكوت بروت المشكك في ظاهرة التغير المناخي على راس هيئة حماية البيئة ورئيس مجلس ادارة اكسون موبيل ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية.
يقول رئيس الجمعية الدولية لمتعاقدي الحفر جيسون ماكفرلاند ان "شركات القطاع لا تزال حذرة بشان اموالها. لكننا نشهد بالطبع توظيف بعض الاستثمارات مع ارتفاع اسعار النفط".


والاهم من ذلك ان قرار منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبيك" في 30 تشرين الثاني خفض الانتاج لتقليص الطفرة في الاسواق والتي كانت تضغط على الاسعار اشاع الارتياح.
ويقول مدير بنك استثمارات الطاقة في هيوستن "تيودور بكرنغ هولت اند كو" ديفيد بورسل انه بعد قرار اوبيك "حدث تحول كبير. قبل 30 تشرين الثاني، كان الامر شبيها بمسيرة الموت من باتان" في اشارة الى مسيرة السجناء التي قضى خلالها الالاف من اسرى الحرب الفيليبينيين والاميركيين ابان الحرب العالمية الثانية وصنفها الحلفاء لاحقا جريمة حرب يابانية.


ويضيف "يشعر الناس بتفاؤل حذر وهذا بعيد تماما عما كنا عليه قبل ثمانية اسابيع خلت".
اغلقت اسعار النفط على 53,99 دولارا الجمعة بعد ان انخفضت قريبا من 25 دولارا للبرميل قبل سنة.
ويعزى تردد المنتجين جزئيا الى التشكيك في ما اذا كان اعضاء اوبيك والدول خارج المنظمة مثل روسيا ستلتزم اتفاق خفض الانتاج.
وحتى بعد خفض الانتاج، يبقى السؤال حول ما سيحدث في حال عدم تجديد الاتفاق بعد انقضاء مدته البالغة ستة اشهر.


وقالت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها الشهر الماضي ان الاشارة التي ارسلتها اوبيك مفادها ان "منتجي النفط عالي الكلفة يجب ان لا يعتبروا ان الطريق مفتوح امامهم لزيادة انتاجهم. (...) منتجو النفط عالي الكلفة الذين يعتقدون ان خفض الانتاج يضمن على اقل تقدير عدم هبوط الاسعار ربما عليهم التفكير مرتين قبل المجازفة بتوظيف استثمارات جديدة".


ومن المسائل الاخرى التي لا يعرف كيف ستؤثر في السوق هي كيف سيتطور الاستهلاك الاميركي في عهد ترامب مع توقع تسارع النمو، وما اذا كان الطلب الهندي سيبقى مرتفعا وكيف سيؤثر الاقتصاد الصيني الذي يحقق نموا مستمرا على تعطشها للطاقة.
ويطرح الزيت الصخري علامة استفهام اخرى اذ يتوقع ان تتعافى الرساميل المستثمرة في الولايات المتحدة بسرعة اكبر منه في بلدان اخرى تكون فيها دورات الاستثمارات النفطية اطول مدى.


ادى ارتفاع انتاج النفط الصخري الاميركي بفضل التطور الكبير في تكنولوجيا الحفر والاستخراج الى زيادة الانتاج الى مستوى قياسي على مدى عقود في 2015 الى نحو 9,6 ملايين برميل يوميا، بزيادة 80% عن 2010.


لكن هذه الفورة شهدت توقفا مباغتا مع تدهور الاسعار فتراجع الانتاج الاميركي الى 8,6 ملايين برميل يوميا في ايلول 2016، ليعود ويرتفع الى 8,8 ملايين برميل يوميا مع ارتفاع اسعار النفط، وفق ادارة معلومات الطاقة الاميركية.
ولا يعرف كم من الوقت سيتسغرق القطاع لكي يتعافى.


ويقول رئيس قسم سوق النفط في الوكالة الدولية للطاقة نيل اتكنسون "ليس لدينا ما يكفي من الخبرة لمعرفة كم من الوقت تستغرق مثل هذه المشاريع لكي تتعافى لاننا لم نختبر ذلك حقا من قبل".


ويضيف بشأن التوقعات المتعلقة بزيادة الانتاج "السؤال هو بأيّ سرعة يمكنه ان يتجاوب اذا اعتقد الناس ان الاسعار المرتفعة ستبقى كذلك. لا نعرف بعد".
وتبين المؤشرات الاولية زياة كبيرة في عدد اجهزة الحفر في الحوض الاول في وست تكساس مقارنة مع العام الماضي بحيث اصبح اليوم 267 منصة حفر بدلا من 209، وفق ارقام شركة النفط "بايكر هيوز".


وتشغل كل منصة حفر بشكل مباشر عشرين شخصا وعشرات اخرين في خدمات ذات صلة بها، وفق ماكفرلاند.
لكن الانشطة تبقى اقل من مستواها قبل سنة مضت في منطقة ايغل فورد شيل التي تتقاطع كثيرا مع تكساس، وفي نورث داكوتا حيث يوجد حوض "باكن شيل". وكان كلاهما يشهدان نموا كبيرا قبل فترة الركود.


والحوض جاذب للاستثمارات نظرا لتدني كلفة استخراج النفط وقربه من خطوط الانابيب وغيرها من البنى التحتية الرئيسية، وفق جيسي تومسون الاقتصادي لدى الاحتياطي الفدرالي في دالاس.


ويقول تومسون ومقره هيوستن، "نسمع عن عمليات توظيف. نعرف ان هناك تغيرا في التوجه المتعلق بالتوظيف في القطاع، هناك ايضا فصل من العمل. بعض الشركات لا تزال تعاني من مصاعب. انها فترة انتقالية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم