الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الراعي: لا يمكن بعد الآن أن تطاق الحالة التي وصلنا إليها في لبنان

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"
A+ A-

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي خلال تراسه قداسا احتفاليا في دير مار مارون - عنايا لمناسبة عيد القديس شربل في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته السيدة وفاء، انه "لا يمكن بعد الآن أن تطاق الحالة التي وصلنا إليها في لبنان، فلا الدستور والقوانين محترمة، ولا الاستقلال محفوظ ومصان من التدخلات الخارجية، ولا سلامة الأرض محفوظة، فجزء منها ما زال محتلا من إسرائيل، والحدود مستباحة لتمرير السلاح غير الشرعي دخولا وخروجا".


واعتبر الراعي ان "الطوائف والمذاهب والأحزاب تتسلح وتتصارع لمصالحها، على حساب الدولة والشعب والمؤسسات، والسياسيون يتدخلون بشكل سافر في الإدارة العامة والقضاء والتعيينات الإدارية، وهذا، بحد ذاته، مخالفة جسيمة بحق الدستور وفصل السلطات، فينبغي وضع تشريعات تحرمه، وتفصل بالتالي بين الوزارة والنيابة". واضاف "الفريقان السياسيان الكبيران يمعنان في الانقسام ويعطلان قيام المؤسسات الدستورية ويشلان عملها، والشعب يفتقر ويعاني ويجوع ويقهر ويهاجر الوطن حسيا ومعنويا".


وتوجه البطريرك الراعي الى رئيس الجمهورية قائلا "أعين اللبنانيين تنظر إليكم، فخامة الرئيس، لأنكم تمثلون كل الشعب اللبناني، لا المسيحيين ولا الموارنة وحدهم، وهذا ما يجب أن ينطبق على رئيسي مجلس النواب والحكومة.  فدوركم فخامة الرئيس دور الجامع، بالحوار والمصارحة والمصالحة، ودور المرجع للجميع كملاذ لهم غير منحاز لأحد، والداعي إلى قيام الدولة المدنية ذات السلطة المركزية القادرة والفاعلة، المميزة بإدارة متخصصة وعقلانية مستقلة، وباللامركزية الإدارية الواسعة والإنمائية".


واضاف "لقد رسمتم الخطوط العريضة لهذا الهدف، في خطابكم الأخير أثناء حفل الإفطار الذي دعوتم إليه في قصر رئاسة الجمهورية، مطلع الأسبوع المنصرم وخطابكم بالأمس. فالجميع يؤيدون كل ما طرحتم، وفي طليعتها، في الوقت الحاضر كما ذكرتم: تشكيل حكومة جديدة، غير مقيدة بشروط، فتعيد الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية والقضائية إلى مجراها الطبيعي البناء. ونرجو عند تعثر الامور أن تكون حكومة حيادية مكونة من شخصيات معروفة بماضيها وحاضرها، غير مرتبطة بهذا أو ذاك من الأفرقاء والأحزاب المتنازعين، وملتزمة بالحياد الذي توافق عليه اللبنانيون في "إعلان بعبدا"، طالما أنه يوجد أفرقاء سياسيون غير ملتزمين بهذا الحياد، وطالما أن الانقسام الذي يشطر البلاد إلى اثنين ما زال مستفحلا". 


وختم الراعي "خلاص لبنان اليوم في الاستقرار السياسي والأمني كمدخل إلى الاستقرار العام. خلاصنا يأتي من الفكر السياسي لا من الصراعات وموازين القوى السياسية."

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم