الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أبناء حلب الشرقية عالقون عند "معبر الموت"... الأسد رئيس أحياء فارغة

المصدر: "النهار"
محمد نمر
أبناء حلب الشرقية عالقون عند "معبر الموت"... الأسد رئيس أحياء فارغة
أبناء حلب الشرقية عالقون عند "معبر الموت"... الأسد رئيس أحياء فارغة
A+ A-

اختلف المفاوضون على آلية عمليات الاجلاء من #حلب والفوعا وكفريا فتحول المشهد عند "معبر الموت" كما يطلق عليه المعارضون، وهو معبر الراموسة أو نقطة عبور المدنيين بالباصات عند حيّ السكري او العامرية إلى كارثة انسانية. ومن المفترض أن تستكمل العملية لعبور نحو 100 حافلة وأكثر من ألف سيارة باتجاه ريف حلب الغربي، لكن مع سوء أحوال الطقس وانعدام المواد الغذائية والمياه بات العالقون عند المعبر يخوضون معركة جديدة عنوانها الصمود والحفاظ على الحياة إلى حين استئناف عمليات الاجلاء من جديد وانتهائها ليستلم النظام وميليشياته مناطق فارغة من سكانها.


أطفال ونساء، جرحى وشيوخ في الباصات منذ الساعة السادسة من صباح يوم أمس الثلثاء. أكثر من 30 ساعة انتظار، وسط أوضاع سيئة جداً، وتساقط الثلوج ودرجة حرارة متدنية بلغت ليلاً نحو 3 تحت الصفر، والكارثة الأكبر انتظار دورهم للعبور من أحياء حلب الشرقية، حيث اصبح رغيف الخبز حلماً لهم بعدما سيطر النظام على مخازن المواد الغذائية، ولا مياه للشرب ولا مواد للتدفئة، ولا وسيلة للتواصل، حتى مع العالقين عند المعبر فالتواصل معهم مقطوع.


يقول الناشط السوري أحمد بريمو المتابع لعملية الاجلاء عن قرب ان "ما بين 25 و30 ألف شخص تم اجلائهم"، كاشفاً عن أن "عدد الباصات العالقة عند المعبر يبلغ نحو 100 وهناك حوالى ألف سيارة مدنية"، ويعيد سبب تعليق عملية الاجلاء إلى "خلاف بين المفاوضين على آلية تنفيذ العملية وإجلاء القوافل الاخيرة، فهناك من يريد ان تخرج القوافل دفعة واحدة وهناك من يريد ان يخرجوا على دفعات"، مؤكداً ان "الجميع سيخرج من هذه الاحياء". وعن ارتباط "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) بالخلاف يقول: "النصرة حالها كحال كل الفصائل التي لا تثق بالطرف المفاوض من جهة النظام". وتحدّثت معلومات عن أن "فتح الشام" وبعدما أخرجت غالبية مقاتليها عرقلت الاتفاق، وهي تحاول منع خروج مدنيين من #الفوعا_وكفريا، فيما يتّهم قادة في المعارضة السورية الطرف الايراني بعرقلة العملية وتأخيرها، وسط تأكيدات أن الاتفاق لا يزال قائماً.


وتواصلت "النهار" مع الناشط محمد ياسر المتواجد عند نقطة الاستقبال في ريف حلب الغربي، والمعروفة باسم "عقدة الرقّة" بجانب حي الراشدين، فقال: "الباصات العالقة موجودة عند نقطة العبور في مدينة حلب منذ الساعة 6 من صباح الامس، يتلقون الوعود بإجلائهم من دون الوفاء بذلك"، لافتاً إلى أن "آخر قافلة وصلت إلى النقطة التي يتواجد فيها، كانت صباح أمس وتضم نحو 8 باصات".


ويصف ياسر "الوضع الانساني للعالقين بالصعب والكارثي، فلا شيء يأكلونه ولا مياه للشرب أو للاستخدام الشخصي، درجة الحرارة 3 تحت الصفر، وهم من المدنيين وغالبيتهم من النساء والاطفال والجرحى".


منذ نحو 40 ساعة انقطع الاتصال بالمدنيين داخل الاحياء، والمحاولات مستمرة للاطمئنان على صحتهم، فلا كهرباء في الاماكن التي ينتظرون فيها، والهواتف فرغت بطارياتها ولا امكانية لشحنها". ومن المفترض ان يتّجه الجميع إلى ريف حلب الغربي التي تعد ايضاً بوابة إلى #ادلب، ويتّفق ياسر ايضاً مع بريمو بأن "العرقلة تعود إلى الخلاف على آلية الاجلاء بين الذين سيخرجون من حلب والذين سيخرجون من الفوعا وكفريا".


وماذا عن الذين وصلوا إلى ريف حلب الغربي؟ يجيب: "منهم من لديهم أقرباء يستقبلونهم ويرحلون معهم، ومنهم من ننقله إلى مراكز ايواء ومخيمات نزوح أو الجرحى إلى المستشفيات"، مؤكدا أن "هناك آلاف المدنيين لا زالوا في حلب المحاصرة ينتظرون دورهم".


ياسر المتواجد عند نقطة الاستقبال يسمع حديث الخارجين من قراهم ومنازلهم، يستمع إلى عائلات تركت قسرا ما تبقى من ممتلكات لها، ويقول: "الناس التي وصلت تحدثت عن فوضى عارمة حصلت في المناطق المحاصرة وشبه انعدام للمواد الغذائية"، ويضيف: "كثيرون ممن وصلوا يدخلون المنازل المهجورة ليبحثون عن غذاء أو خبز أو مياه، وأحد الاصدقاء عندما وصل أخبرنا أنه لم يرَ الخبز أو يتذوقه منذ 10 ايام، كما تحدثت الناس عن القصف الهائل الذي استهدف الأحياء قبل الهدنة وكانت تسقط نحو 30 قذيفة في الدقيقة الواحدة، ويتحدثون عن كمٍّ هائل من الناس التي لا تزال محاصرة من دون مياه ولا غذاء".


ويتابع ياسر الذي رسخت في ذهنه صور انسانية قاسية: "يتحدث الواصلون انهم تهجروا من بيوتهم، وانهم لما فعلوا ذلك لولا التقدم الاخير لقوات النظام السوري الذي سيطر على الكثير من المناطق المهمة، والأهم على مخازن الطحين والمواد الغذائية التي كانت مهيئة للحصار". وفي شأن المقاتلين، يقول: "لم ينتقلوا بعد، بل خرج بعضهم بناء على اتفاق مع روسيا يقضي بخروج رتل من عناصر النصرة إلى ادلب".


ولا تزال الأعداد متضاربة ففي الوقت الذي تتحدث فيه منظمات اغاثية عن اخلاء نحو 19 الفاً، تحدثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن خروج 25 ألفاً منذ الخميس الماضي حتى الثلثاء، فيما ذكر الدفاع المدني السوري المعارض أنه تم إخلاء 17 الف شخص من شرقي حلب.


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم