السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الأسد يربح حلب ويخسر سوريا!

الأسد يربح حلب ويخسر سوريا!
الأسد يربح حلب ويخسر سوريا!
A+ A-

لن يتأخر الرئيس السوري بشار الأسد في الذهاب الى حلب، لإعلان النصر على أنقاض منازلها المدمرة، أو ربما للصلاة في أحد مساجدها. وقد تطير الاوركسترا الروسية، الى حلب هذه المرة، لتعزف في قلعتها أناشيد الفرح، كما فعلت في تدمر. فحلب التي صمدت أكثر من أربع سنوات في وجه الحصار والقصف والتجويع، تشكل جائزة كبيرة للنظام وحلفائه وتحولاً كبيراً في هذه الحرب. ولن يفوت النظام على الأرجح مناسبة كهذه للاحتفال.


بمقاييس كثيرة، يبدد سقوط حلب الآمال في سوريا جديدة، ويتيح للأسد البقاء في السلطة متحدياً خصومه والعالم أجمع. لكن هذا التحول، على أهميته، لن يسدل الستار على المأساة ولن ينهي خصوصاً الحرب المحتدمة على سوريا، وإنما ينذر بجعل كل منهما أكثر دموية وعدوانية.
مشاهد الدماء والدموع الواردة من حلب لا تؤذن بنهاية معركة. نداءات الاستغاثة الواصلة من الأقبية والملاجئ لا توحي بفرج قريب. صور الأطفال المضرجين بدمائهم لن تمحى بسهولة من ذاكرة السوريين. الفظائع التي ترتكب في حق مدنيين في حلب الشرقية تزيد الاحقاد والضغائن التي خلفتها حرب أوقعت حتى الآن مئات آلاف القتلى وشردت الملايين.
بعد حلب، تتجه سوريا الى مرحلة جديدة من النزاع. مرحلة سيحاول فيها النظام تعزيز مكاسبه أكثر وبكل الوسائل المتاحة، التقليدية منها وغير التقليدية، بينما قد يلجأ من بقي من معارضيه إلى خيار حروب العصابات والتفجيرات والعمليات الانتحارية. وقد يجد معارضون كثر في الحركات الجهادية المتطرفة ملاذاً أخيراً لهم هرباً من موت محتوم وأملاً في استعادة المبادرة ومواصلة القتال ضد الأسد.
ولكن ، على رغم "الانتصارات" التي لم يشارك في صنعها ولم يجد احراجاً في التباهي بها، سيجد الاسد نفسه أمام ضغوط متزايدة. إذ لن يكون قادراً على حماية مكاسبه وتوسيعها الى مناطق جديدة الا بزيادة اعتماده على روسيا وايران اللتين شكلتا رأس حربة في حربه، وأنقذتا نظامه من انهيار كان محتوماً. ولعل الخسارة الكبيرة التي مني بها الجيش السوري في تدمر هذا الاسبوع بالتزامن مع معركة حلب أكبر دليل على أن سوريا ستكون لفترة طويلة أسيرة لروسيا وإيران.
مدير الاستخبارات البريطانية أليكس يونغر قال أخيراً: "تسعى سوريا وروسيا إلى تحويل حلب الى صحراء وتسميان العملية سلاماً"... فعلاً، استعاد الأسد حلب، كما وعد، الا أنه استعادها صحراء سيوكل حراستها الى ميليشيات إيران وغيرها. أما السلام فيبقى حلماً بعيداً لسوريا والمنطقة.


[email protected]
Twitter: @monalisaf

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم