الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الله لا يجرب أحداً في محنة الخطف!

المصدر: زحلة – "النهار":
A+ A-

الخطف على الفدية جريمة متمادية في لبنان منذ العام 2011، لم تجد بعد العقاب الرادع لها. فحتى لو كان بعض افراد عصابات الخطف جرى توقيفهم، فان اطلاق المخطوفين، اما نزولا عند ضغط تدخل شخصيات واحزاب نافذة في مناطق "مربط خيل" الخاطفين واما بدفع فدية بعد تفاوض يقارب فيها احيانا دور الجهات الرسمية والامنية دور الوسيط، مترافقا في بعض المرات مع سيناريو عمليات امنية ميدانية، ترك المجال امام مجرمين آخرين ليجربوا حظهم في تجارة مربحة بحرية البشر، يحتجزون انسانا، يحولونه الى سلعة يفاوضون عليها، فيأسرون في الوقت نفسه عائلته في الخوف والقلق والذنب، والتخبط ازاء التعامل مع قضية تتعلق بسلامة عزيز وحريته.


اي مشورة واي رأي يتبعونه في مصابهم؟ كيف يتعاملون مع وسائل الاعلام التي تطرق ابوابهم؟ هل باقصائها يحمون عزيزهم المخطوف، ام يستخدمونها كواحدة من ادوات الضغط للافراج عنه؟ الله لا يجرب احداً في محنة الخطف، لان في لبنان يبدو ان العناية الالهية وحدها هي ملاذ الناس في امنهم. فالدولة التي لم تحسم منذ بدء جرائم الخطف على الفدية قبل نحو سنتين، خسرت المزيد من قدرتها على الامساك بالارض جراء التداعيات الامنية والسياسية للحرب الدائرة في سوريا على لبنان، التي وسّعت رقعة المربعات الامنية، وجعلت لها بابا خلفيا مشرعا على الاراضي السورية.


اليوم عائلة كريكور فوسيان، الذي اختطف الاثنين الماضي من جرود بلدة عرسال، بعد استدراجه عبر اتصال يتعلق بعمله ميكانيكيا لمناشر الحجر، تقاسي ما لا يعرف عمق مأساته سوى عائلات ضحايا الخطف السابقين. في اليوم الثاث على اختطافه، طرقنا باب العائلة مجددا نسألها عن معلومات افادت عن تلقيها اتصالا من خاطفي كريكور ظهر اليوم، عبر خط سوري يطالبونهم فيها بدفع فدية بدأت بمبلغ 300 الف دولار، قابلة للتفاوض، فنفت العائلة الخبر. لكن ما ادرانا نحن كيف يكون العيش وسط دوامة من القلق المتلاطم مع الغضب والتخبط على مصير اعزّ الناس في قبضة تجار البشر، فاننا والمسؤولين في الدولة نعدّ الكؤوس ووحدها عائلات المخطوفين تتجرع مرارتها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم