الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الغرب استسلم ومكّن الأسد من رهاناته... أين روسيا من تقدم داعش مجدداً؟

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
الغرب استسلم ومكّن الأسد من رهاناته... أين روسيا من تقدم داعش مجدداً؟
الغرب استسلم ومكّن الأسد من رهاناته... أين روسيا من تقدم داعش مجدداً؟
A+ A-

يجب الاقرار للنظام السوري الى جانب نجاحه في تسويق معادلته عن اتصاف المعارضة لنظامه بالارهاب ، بصحة رهاناته على عامل الوقت في انهاك الدول الغربية من جهة وعلى المتغيرات التي تطرأ على الحكم بفعل الانتخابات الديموقراطية التي تحصل فيها فتساهم في تبدل المعادلات لمصلحته . هو يعرف ذلك او المحيطون به يعرفون ذلك من تجربة لبنان على الارجح حيث كان الرهان قويا على قصر النفس لدى الدول الغربية التي كانت تستهجن اسلوبه في الحصار وقصف اللبنانيين لكنها كانت تسلس له القياد بعد حين نظرا لانشغالها باولويات اخرى ولعدم وجودها على الارض كما هو موجود . وسبق لهذه الدول ان غيبت نفسها عن التأثير كليا منذ انسحبت من سوريا وتركت المجال للنظام لان يغرق في احضان ايران وروسيا. ولذلك بدا الاجتماع الذي دعت اليه باريس في نهاية الاسبوع غير ذي جدوى سوى تبرير مدى الانهزام ان في التفاوض مع روسيا حول سبل اخراج المدنيين والمسلحين من حلب وسبل ضمان امنهم او في النصيحة للمعارضة بالتفاوض مع النظام في ظل سؤال كبير يتصل بما اذا كان النظام يمكن ان يكون لديه اي استعداد لان يتفاوض في وقت يتباهى فيه بالانتصارات التي امنها له حلفاؤه في حلب اخيرا او ما هي مصلحته في ذلك وهو القادر من موقعه الراهن على املاء شروطه على شروط انتقال سياسي في الوقت الذي غدت فيه هذه الكلمة غريبة كليا في هذا السياق لاطاحة هذا الامكان كليا وفي الوقت الذي لم يخف النظام نياته في اي وقت انه لا يعتزم فقط عدم تأمين انتقال سياسي بل ايضا عدم التفاوض بجدية. وينقل عن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يغادر منصبه في ظل فشل ذريع في انقاذ حلب قوله ان " الاسد غير مستعد لاي اتفاق". فعلام تدفع الدول الغربية المعارضة السورية ان لم يكن الى الاستسلام الكلي للنظام او تبريرا لعجزها عن القدرة على القيام باي شيء للمساعدة اقله في انقاذ حلب فيما تسجل الدول الغربية فشلا كليا ازاء التعاطي مع ازمات المنطقة بحيث يتعين مراجعة جدية وهادئة لمراقبة مختلفة ولو ان المسؤولية الاساسية تقع على دول المنطقة وابنائها. وهل سلمت الدول الغربية بانتصار روسيا في حلب من اجل ان تتمكن هذه من تأمين مفاوضات تساهم في تقييد النظام وضمان تعاونه ما دام يدين لها ببقائه ؟ ام ان الدول الغربية استسلمت لواقع بقاء الاسد في انتظار ان تعمل الادارات المقبلة على التطبيع معه بدلا من استمرار مقاطعته ومعاقبته باعتباره مسؤولا عن جرائم انسانية ؟


ثمة كثير يقع على عاتق روسيا تبعا لذلك في راي ديبلوماسيين متابعين . اذ ان السؤال الاخر الذي غدا ملحاهو المعلومات عن اعادة تنظيم الدولة الاسلامية السيطرة على تدمر التي تقول روسيا انها حررتها واحتفلت بتحريرها. فهذا يستدرج جملة تساؤلات انطلاقا من النقطة التي يمكن روسيا وليس النظام فحسب اعتبار كل المعارضين السوريين ارهابيين او ينتمون الى داعش وما اذا كان هروب المعارضين من مدينة حلب او من منطقة الى اخرى سيعد سقوطا في يد الارهاب بغض النظر اذا كانت هذه هي حال تدمر ام لا . والتساؤل الاخر يضيء على واقع ان ما حررته روسيا في تدمر لا يستطيع النظام ضمانه ما دام نصف السوريين اصبحوا لاجئين داخل بلادهم او خارجها بحيث بات يفتقد الى من يشغل الاراضي التي يسترجعها الروس له او بمساعدة روسية .وهل ستعمد روسيا الى الدخول في عملية كر وفر عسكريين من اجل المحافظة على المناطق التي تساهم في اعادتها الى النظام او انها ستترك ذلك لحلفاء النظام الاخرين من اجل ملء الفراغ التوطيني الذي يساهم في تغيير بنية سوريا. فالمسألة السورية وحيث وصلت اليه ليست ابيض على اسود بحيث ان استرجاع حلب تحت سيطرة النظام هو اخر مطاف الحرب. هي فصل مهم بالنسبة اليه ولو ان الامر اقتضى تدمير المدينة وتهجير ابنائها لكن ستغدو فصلا مهما حقيقيا اذا وقف النزف السوري عند هذه المحطة وهو امر تجزم مصادر ديبلوماسية انه لن يحصل لاعتبارات عدة من بينها ان اعادة السيطرة على المدينة لا يعالج ازمة سوريا بل يفاقمها .
ذلك انه كل ما تم تسريعه في الاشهر الاخيرة انما تم على وقع استغلال الوقت الضائع الاميركي بين الانتخابات الاميركية وتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة في 20 كانون الثاني المقبل فيما ترسم التعيينات التي اجراها ترامب علامات استفهام حول رغبته في التصدي لايران في المنطقة او التصدي لها فقط في ملفها النووي في مقابل التعاون معها في العراق وسوريا او هل انه يمكن الفصل بين التعاون مع روسيا في سوريا وعدم التعاون مع ايران والنظام الروسي وهم جميعا في خندق واحد. واستعجال روسيا حسم وضع حلب قبل تسلم ترامب انما يعني اجراء حسابات روسية حول عدم القدرة على حل بمقاربة وحيدة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم