الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التطورات الرئيسية للنفط والغاز في الشرق الاوسط عام 2016

مروان اسكندر
مروان اسكندر
التطورات الرئيسية للنفط والغاز في الشرق الاوسط عام 2016
التطورات الرئيسية للنفط والغاز في الشرق الاوسط عام 2016
A+ A-

لم يشهد الشرق الاوسط تطورات رئيسية من حيث تحقيق اكتشافات مهمة، انجاز أنابيب لنقل النفط والغاز، مصافٍ أو توسيع منشآت بتروكيماوية وما شاكل ذلك.
صناعة النفط والغاز لم تتغير إلا بالنسبة الى منشآت انتاج النفط والغاز ونقل منتجاتهما في سوريا، والعراق واليمن حيث معارك محتدمة وكذلك الامر بالنسبة الى ليبيا.
يجب تسجيل ملاحظة أساسية ان البلدان المشار اليها تستهلك احتياطاتها النقدية، هذا اذا ترصد احتياط لأبنائها. وتكاليف اعادة تجهيز منشآت النفط سواء للإنتاج أو النقل أو التكرير ستفوق قدرات تلك البلدان. و يزداد سواد الصورة مع ادراك كون مصر خسرت القدرة على انتاج الغاز بما يكفي لتشغيل محطاتها الكهربائية ومصانعها للبتروكيماويات، مع ان لديها ثلاثة مصانع لتسييل الغاز بمشاركات اجنبية ووطنية وكانت تصدر الغاز السائل، فلم يعد لديها انتاج لتغذية هذه المصانع أو تشغيل محطاتها الكهربائية. ومدى ثلاث سنوات سيكون على مصر تحدي الحصول على كميات كافية من الغاز المستورد لتشغيل معامل انتاج الكهرباء وتصنيع المنتجات البتروكيماوية.
اكتشافات الغاز الملحوظة التي اعلن عنها منذ أيلول 2015 في مياه البحر المتوسط لن توفر الغاز للاستعمال المحلي قبل انقضاء ثلاث سنوات.
خلال السنوات الثلاث 2017، 2018، و2019 ستحتاج مصر الى استيراد الغاز من مختلف المصادر لكفاية حاجاتها وتشغيل مصانع التسييل المتوقفة.
والتطورات الملحوظة تبدت نتيجة انخفاض اسعار النفط من جهة، واستمرار القتال في سوريا وليبيا والعراق واليمن كما تولى قادة من الشباب مسؤوليات رئيسية في الحكم سواء في السعودية، أو في قطر، كما ان أمير أبوظبي على ما يبدو يعاني غيبوبة منذ أشهر، ونائبه يمارس السلطة ولديه طموحات لتوسيع دوره في النشاطات المالية والسياحية والمنتديات الثقافية والرياضات الدولية كبطولة سيارات الفورمولا 1، أو مباريات كرة المضرب لمشاهير اللاعبين.
الامير تميم بن حمد في قطر والشيخ محمد بن سلمان ولي ولي العهد في السعودية كلاهما في سن الشباب (32-33 سنة) وقد وضعا برامج تفصيلية للحدّ من اعتماد بلديهما على النفط والغاز، وهما يأملان في ان ينخفض دور النفط والغاز في الدخل القومي للبلدين الى نسبة 25 في المئة في عقد الثلاثينات المقبل، وليس ممكناً تخمين النتائج منذ الآن، لكن الاهداف متقاربة ومعروفة.
ولا شك في ان برامج الامير تميم والشيخ محمد طموحة، ذلك ان لا خبرة سابقة مع توجه كهذا، وان البرامج تفترض عقلنة الاستهلاك، والامتناع عن الاسراف في استعمال الكهرباء والمياه (وغالبية المياه مكررة من البحر).
وسوف تستوجب تعديلات في تصرف المستهلكين مواطنين أم اجانب تؤدي الى خفض النفقات الاستهلاكية وبرمجة الانفاق. فالرسوم على المحروقات، والكهرباء، والرسوم البلدية، كما التوجه الى فرض ضريبة الدخل عل الافراد، والضريبة على القيمة المضافة على المشتريات والخدمات، كل هذه الاعباء جديدة وليس من السهل تقبلها، كما تفترض البرامج المقترحة خفض اعداد المقيمين والعاملين من الجنسيات المختلفة. وجدير بالذكر ان غير القطريين يشكلون 90 في المئة من المقيمين، وفي السعودية تنخفض النسبة الى 37 في المئة، لكن نسبة الـ80-90 في المئة هي السائدة في الامارات العربية المتحدة، ولا بد من خفضها افساحاً في المجال لاستفادة المواطنين من الدخل المنخفض.
اذا نظرنا الى بلدان المنطقة والتي لا تصنف كبلدان انتاج للنفط والغاز، نتحسس مجاري تطورات مهمة. في اسرائيل على سبيل المثال، وقد اصبحت بلداً سباقاً في انتاج الغاز، نجد ان شركة نوبل التي اكتشفت حقل ليفياتان-اي العملاق- واجهت قيودًا قانونية على استغلال الحقل من دون ادخال أفرقاء آخرين، وكان ذلك بسبب اعتبار مراقب الدولة ان وضع نوبل يماثل الاحتكار، وتأخر تطوير الحقل سنة وبدأت الاعمال من جديد نتيجة تدخل رئيس الوزراء الاسرائيلي، وفتح مجال الاكتتاب في الشركة للمواطنين الإسرائيليين.
اسرائيل اليوم تكفي نسبة ملحوظة من حاجاتها من الغاز لإنتاج الكهرباء، من حقل تامار الذي يحتوي على 9 تريليون قدم مكعب من الغاز، والذي يبعد بضعة كيلومترات عن المياه الاقليمية اللبنانية. ويغطي انتاج تامار نسبة 60 في المئة من حاجات محطات الكهرباء ويسهم في توفير المياه المكررة من البحر لـ1,5 مليون اسرائيلي.
وشركات انتاج الغاز في اسرائيل عقدت اتفاقًا مع الاردن على توفير كميات من الغاز بقيمة 10 مليارات دولار على 15 سنة لكي تستعمل في توليد الكهرباء، كما عقدت اتفاقًا على تصدير الغاز الى محطة انتاج الكهرباء في غزة للفلسطينيين.
وتحسن العلاقات بين تركيا واسرائيل، واعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين سمحا بالبحث في انجاز خط لنقل الغاز من اسرائيل الى تركيا بدءًا من 2020، وهذا المشروع لا يزال في بداياته ولا يمكن القول إنه سينتهي في الوقت المرتقب. وقد يعوق في تنفيذ هذا المشروع اعتماد تركيا على الغاز الروسي بنسبة 60% من استهلاكها وبحث بوتين واردوغان تنفيذ مد خط روسي عبر البحر الاسود الى تركيا لتغذية بلدان أوروبية ايضاً.
التطور الاهم في المنطقة كان انجاز شركة النفط الفرنسية اتفاقًا مع ايران على تطوير الانتاج من حقل بارس الجنوبي، أي من القسم من حقل الشمال الذي تستغله قطر والذي هو مقسوم بين البلدين بحدود بحرية متعارف عليها، والالتزام الفرنسي لحقه تكريس ملياري دولار من أموال الشركة الفرنسية غير المرتبطة بتمويل مصرفي تفاديًا لأية قيود قد يفرضها الاميركيون، كما شهدنا حديثاً. ولا شك ان قطر ستواجه منافسة من تطوير الحقل الايراني كما ستواجه منافسة من صادرات الغاز المسيل الاميركي وستبدأ هذه الصادرات في 2018 وستكون قادرة، كما الغاز المسيل من غرب أوستراليا، على منافسة الغاز القطري المسيل في أسواق جنوب شرق آسيا التي هي اهم اسواق الغاز في العالم وتشمل حاجات الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة الخ. والغاز المسيل الاميركي اصبح في الإمكان شحنه عبر قناة بناما بعد توسيعها لاستيعاب ناقلات غاز مسيل بطاقة 150 الف طن بدءًا من نهاية 2016.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم