"فتح" تنتخب الاسير مروان البرغوثي في المركزية: معارضو عباس استُبْعِدوا

انتخب المؤتمر العام لحركة "فتح" اعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري. وفاز القيادي الاسير لدى #اسرائيل مروان البرغوثي بعضوية اللجنة المركزية، في حين تم استبعاد معارضي الرئيس #محمود_عباس، خصوصا مؤيدي القيادي محمد دحلان.

وقالت زوجة مروان البرغوثي، السيدة فدوى: "اتصل بي الرئيس ابو مازن (عباس) فجرا ليبلغني ان زوجي حصل على اعلى الاصوات في انتخابات اللجنة المركزية". ووفقا لقائمة الفائزين في عضوية اللجنة المركزية، نال البرغوثي 930 صوتا من اصل 1300 ناخب، بفارق 100 صوت عن اللواء جبريل الرجوب الذي حل في المرتبة الثانية.

وقد ترشح 64 شخصا للجنة المركزية، و423 للمجلس الثوري.
وستعلن نتائج التصويت رسميا لانتخاب المجلس الثوري الذي يضم 80 عضوا منتخبا ونحو 40 معينا، واللجنة المركزية التي تضم 18 عضوا منتخبا، واربعة يعينهم الرئيس.

واعتقلت اسرائيل البرغوثي (57 عاما) العام 2002، ووجهت اليه تهمة قيادة الانتفاضة الثانية التي اندلعت العام 2000، وقيادة مجموعات مسلحة واستهداف مواقع اسرائيلية. وحكم عليه بالسجن المؤبد اربع مرات، اضافة الى 40 عاما.

واقترع المشاركون في المؤتمر السابع للحركة في مقر الرئاسة في رام الله، وعددهم 1400 شخص. الا ان بضع عشرات اقترعوا في قطاع غزة، بعدما منعتهم اسرائيل من الانتقال الى الضفة الغربية.

ولم تعلن اسماء الفائزين رسميا، الا ان مواقع الكترونية تناقلت اسماء الفائزين في انتخابات اللجنة المركزية. ومع تقدم لافت للبرغوثي، ورد اسم الرجوب، مؤسس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية. وهو رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اضافة الى المفاوض السابق والاقتصادي محمد اشتية، وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات.

ومن الاسماء ايضا، المسؤول عن الشؤون المدنية حسين الشيخ، والمسؤول عن التعبئة والتنظيم محمد العالول، ورئيس جهاز المخابرات السابق توفيق الطيراوي. كذلك، وردت اسماء المسؤول عن ملف المصالحة مع حركة "حماس" عزام الاحمد، وناصر القدوة قريب ياسر عرفات، اضافة الى وجوه جديدة مثل وزير التربية والتعليم صبري صيدم، وامرأة واحدة هي دلال سلامة، النائب السابق في المجلس التشريعي.

وفاز ايضا المسؤول عن التواصل في المجتمع الاسرائيلي محمد المدني، اضافة الى القيادي عباس زكي الذي يحتفظ بمنصبه. وخلت القائمة من اسماء معروفة في اطار الحركة، مثل احمد قريع، احد مهندسي اتفاقيات اوسلو للحكم الذاتي، ونبيل شعث المسؤول عن العلاقات الخارجية في الحركة.

وفي انتظار النتائج الرسمية، يبدو مؤكدا استبدال القيادي في الحركة دحلان الذي انتخب عضوا في اللجنة المركزية العام 2009، قبل فصله العام 2011 اثر خلافات مع عباس.

ويرى خبراء ان النتائج ستكون مؤشرا الى الثقل السياسي لمختلف التيارات داخل "فتح" التي تشهد انقسامات داخلية. والمؤتمر الاول هو الاول للحركة منذ 7 اعوام. منذ تأسيسها العام 1959، لم تعقد سوى 6 مؤتمرات آخرها العام 2009 في بيت لحم، علما انه كان الاول في الاراضي الفلسطينية، وانعقد بعد 20 عاما من المؤتمر الخامس.

وفي مستهل المؤتمر، انتخب عباس مجددا قائدا عاما للحركة. وكان انتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية العام 2005 مدة اربع سنوات، وانتهت ولايته العام 2009، بينما يعرقل الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و"حماس" اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية.

ويقول المحلل السياسي وجيه ابو ظريفة ان عباس "ما زال يتحكم في مقدرات الحركة المالية والتنظيمية، ويسيطر على مقدرات السلطة، ويجيرها لخدمة رؤيته، في السلطة او في فتح".

وتهيمن "فتح" على مؤسسات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، في حين فقدت سيطرتها على مؤسسات السلطة في قطاع غزة، بعدما سيطرت "حماس" على القطاع بقوة السلاح العام 2007. ويقول محللون ان "فتح تتهيأ لتعزيز وجودها في مؤسسات السلطة الفلسطينية". واضافوا: "لم يؤكد عباس فقط ابعاد معارضيه، بل اصر على تجاهل وجودهم، خصوصا دحلان وانصاره".

ووفقا لابو ظريفة، فان "الحديث عن المصالحة الفتحاوية مجديا (...) والطريق الوحيد امام معارضي المؤتمر هو بدء العمل على انجاز تشكيل اول كيان سياسي جديد يجمع فى أكنافه كل المعارضين من "فتح"، وربما الغاضبين من تنظيماتهم الاخرى، اضافة الى مجموعات كبيرة من الشباب الذين لا يجدون انفسهم فى الاحزاب والقوى السياسية الفلسطينية الحالية".

وفي حين تسري تكهنات حول خلافة عباس، لا يلقى طرح اسم دحلان، القائد السابق لجهاز الامن الوقائي في غزة، ترحيبا.
وبالنسبة الى المحلل الفلسطيني جميل هلال، فان "نخبة سياسية صغيرة ضمن القيادة الفتحاوية ستقرر خليفة عباس، وليس الشعب الفلسطيني عموما"، لان "المؤسسات الوطنية معطلة" بفعل الانقسام بين "فتح" و"حماس".