"المركز الدولي لعلوم الانسان" يهيىء لمنتدى عالمي للانسانيّات في لبنان في أيار المقبل

يتحضر اهل الفكر والفلسفة وعلماء الانسانيات في العالم لـ"المؤتمر العالمي للانسانيات" الذي سيعقد في مدينة لياج في بلجيكا بين 6 و 12 آب 2017 بعنوان "تحديات ومسؤوليات من اجل كوكب في طور التغيّر". تنظم المؤتمر ثلاثة اطراف هي: قطاع العلوم الانسانية والاجتماعية في منظمة الاونيسكو، والمركز الدولي للفلسفة والعلوم الانسانية (CIPSH) الذي يترأسه اداما ساماسيكو، ومجموعة (Liege ensemble) البجيكية، ويشارك فيه 1800 شخصية في مختلف المجالات العلمية والعلوم الانسانية والسياسية وممثلون عن منظمات دولية واهلية ورسمية ينتمون الى نحو 95 بلداً.

ويهدف هذا المؤتمر الى احياء العلوم الانسانية في العالم واعادة تأسيسها، بعدما لاحظت الاونيسكو والخبراء والاختصاصيون في هذه المجالات كيف كان دور هذه العلوم بارزاً وفاعلاً في المجتمعات قبل الحرب العالمية الثانية، ومدى تأثيرها في تطوير المجتمعات وذهنيات الناس وتنمية الثقافة، وانعكاساته على الانظمة السياسية، وكيف انحسر بعد الحرب العالمية الثانية في المجتمعات، وتغلبت التكنولوجيا وعلوم الالكترونيات والثورة الرقمية عليها. ولاعادة تفعيل دور العلوم الانسانية في العالم، وتنمية التفكير الشامل وتوسيع مجالات الانسانيات ودورها في المجتمعات المعاصرة، تمّ اقتراح عقد هذا المؤتمر الدولي الذي يشارك فيه باحثون وخبراء وعلماء في مختلف العلوم الانسانية ومجالاتها، وممثلون عن منظمات دولية وسياسيون واعلاميون واساتذة جامعيون. وستعمل المجموعات العلمية والاكاديمية المشاركة على تعزيز واعادة تأسيس الانسانيات لكي تتمكن من الاجابة عن التحديات المعاصرة، وتراجع دور الانسانيات ووضعيتها لكي تتمكن هذه من رسم رؤية جديدة لمستقبل الجنس البشري.
وتحضيراً لهذا المؤتمر، تقام سلسلة منتديات اقليمية في عدد من دول العالم، لتحضير الملفات الاساسية التي ستطرح في لياج، عقد أولها في حزيران في الصين، وفي تشرين الأول في البرازيل، ويتم الاعداد حالياً للمؤتمر الاقليمي العربي الذي سيعقد في المكتب الاقليمي للاونيسكو في بيروت في ايارالمقبل بعنوان "العلوم الانسانية والتاريخ في المنطقة العربية: نظريات، مناهج وانتاج معارف"، ويشارك في تنظيمه "المركز الدولي لعلوم الانسان (CISH) – جبيل" والمكتب الاقليمي للاونيسكو، و"المجلس العربي للعلوم الاجتماعية" ووزارة الثقافة اللبنانية.
وفي هذا الاطار شارك "المركز الدولي لعلوم الانسان" في المؤتمر الاقليمي التحضيري الذي عقد في مدينة سوون (Suwon) في كوريا الجنوبية في 19 تشرين الأول 2016 بعنوان "انسانيات الأمل"، وشارك فيه نحو 80 باحثاً واكاديمياً ومثقفاً، اضافة الى منظمات دولية حكومية واهلية، من كوريا والصين والولايات المتحدة واليابان وافريقيا واميركا اللاتينية والمنطقة العربية. واوفد المركز الدكتور عبد الحسين شعبان الذي قدم ورقة اعدت باشراف لجنة علمية مكوّنة من مديره المركز الدكتور ادونيس العكره وعضوي مجلس الادارة الدكتور ناصيف نصار و الدكتور أحمد بعلبكي، و الدكتورة فاديا كيوان و الدكتورة الفة يوسف من تونس والدكتور شعبان من العراق، بعنوان "نحو مشروع حضاري لنشر وتعميم ثقافة التسامح واللاعنف في التربية والمناهج الدراسية".
وتطرّق شعبان في مداخلته الى اهم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، متشبثاً بـ"الأمل"، الذي هو عنوان المؤتمر، في مواجهتها، خصوصاً تلك التي تتعلّق بحماية الأوطان والمواطنة المتساوية والحق في التنمية وتحدي الحداثة ومشاكل المجموعات الثقافية "الدينية" و"الاثنية"، ومسألة التواؤم والتعارض مع المجتمع الدولي، ولا سيّما قضايا السلام ومواجهة العدوان والاحتلال، والتصدي لخطر الارهاب الذي تعاني منه منطقتنا العربية، خصوصاً بعد احتلال داعش للموصل بعد الرقة، إضافة الى مشاكل التعصّب والتطرف والطائفية وغيرها.
ويشارك في المنتدى التحضيري في لبنان مثقفون وكتاب من العالم العربي لتكوين فكرة اساسية تعبّر عن قضايا العالم العربي، وتنقل الى لياج لتتم مناقشتها. وتعقبه محطتان اخريان الأولى في باماكو- مالي، والثانية في باريس، في الطريق الى مؤتمر لياج. وستكون هذه المحطات مناسبة لطرح اشكاليات وتصورات المنطقة العربية والافريقية والاوروبية والاميركية اللاتينية توازياً مع المشكلات العالمية، لمد جسر تواصل بينها وبين العالم.
[email protected]
Twitter:@mayabiakl