الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحريري يتريّث... عمق التراشق بين جنبلاط ووهاب حقيبة وزارية

المصدر: "النهار"
خليل فليحان
الحريري يتريّث... عمق التراشق بين جنبلاط ووهاب حقيبة وزارية
الحريري يتريّث... عمق التراشق بين جنبلاط ووهاب حقيبة وزارية
A+ A-

يتزامن جمود البحث في تأليف الحكومة مع وصول موفد ملكي سعودي الى بيروت هو الامير خالد الفيصل عشية عيد الاستقلال آتياً من الرياض، حاملاً دعوة رسمية من الملك سلمان بن عبد العزيز الى رئيس الجمهورية ميشال عون لزيارة المملكة ويرافقه وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان.وتهدف الزيارة ايضاً الى إعادة العلاقات الثنائية الى سابق عهدها.


أما على صعيد تأليف الحكومة فيؤمل أن يصار الى "تبريد التوتر غير المحسوب" الذي نشأ بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، والإفساح في المجال امام الرئيس المكلف سعد الحريري استئناف اتصالاته تمهيداً لولادة الحكومة. ومن أجل التذكير، ارتفع منسوب التوتر بين عون وبري بسبب تصريح الأول في بكركي الاسبوع الماضي عن مساوىء التمديد لولاية مجلس النواب وردّ الثاني العنيف وتحميل عون أسبابه. وانعكس ذلك على طلب حقائب ليس فقط لحركة "أمل" و"حزب الله" بل ايضاً لـ "تيار المردة " النائب سليمان فرنجيه، الطاقة أو الاتصالات أو الأشغال.
ويصرّ"المردة" في الحصول على حقيبة الطاقة، ويرى انه في حال تسلمها يمكن "الخروج من المأزق الاقتصادي" وفق نائب زغرتا إسطفان الدويهي.
وتوسعت المطالب مما برز الكثير من العراقيل مثل معارضة إعطاء" القوات اللبنانية " وزارة الدفاع. وسُجّل تهافت غير مسبوق من المطالب والمطالب المضادة من القوى السياسية الأخرى.
ولاحظ عون أن التركيبة التي تسلمها الاسبوع الماضي من الحريري لم تشمل كل تلك المكونات الوطنية. فحزب الكتائب غير ممثل مما اعتبره عون بانه لا يجوز ذلك طالما ان الهدف تأليف حكومة وحدة وطنية.
ولاحظ مصدر مواكب لتأليف الحكومة أن التبريد بدأ ينحسر الى أن أطل رئيس "حزب التوحيد العربي" وئام وهاب من الجاهلية بعد ظهر أمس وفتح النار على عدد من القادة الدروز، واتهامهم بأنهم تقاعسوا في الدفاع عن حقوق الطائفة وطالبهم بضرورة ان تحصل على حقيبة سيادية. إلا ان الوحيد الذي ردّ عليه من هؤلاء بعد دقائق من انتهاء كلمته بتغريدة في حسابه عبر" تويتر"، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بالقول: "جلسة تأمل تصاعدي بالرغم من بعض الضجيج المختلق وسهام ورقية طائشة". وردّ عليه وهّاب بسرعة بكلام قاس: "نمور كرتونية لا تستأهل اكثر من صواريخ ورقية". واعتبر عضو في كتلة" المستقبل": "يمكن ادراج هجوم وهاب في إطار عدم حصوله على حقيبة وزارية، ولم يخف وهاب خلال خطابه انه طالب بحقيبة لشاب مثقف من المعارضة الدرزية ولم يلقَ التجاوب الذي يطالب به".
كل هذه الأجواء دفعت بالحريري الى فرملة اتصالاته لانه، وفقاً لما اعترف به المصدر ، "ليس في بامكان الرئيس المكلف استئناف البحث بأي معالجة مطلوبة لإنجاز مشروع تشكيلة لطرحها على رئيس الجمهورية في حال استمر التوتر والقصف الصاروخي الذي حصل من عين التينه في اتجاه قصر بعبدا والمطالب التي يصعب تلبيتها بالكامل. وكذلك هجوم الجاهلية على المختارة والرد الفوري عليه من النائب وليد جنبلاط".
واشار الى ان الحريري يرصد من بيت الوسط كل ما يجري ويستعد لاسئناف اتصالاته بالفاعليات بالمتهافتين على حقائب معينة فور عودة الأمور الى طبيعتها، بزوال التشنج الذي يعوق أي اتصال.
وصحّح ان ما سلّمه الحريري لعون الخميس الماضي هو " تركيبة وليس تشكيلة كما جرى التداول بها على ألسنة بعض السياسيين ووسائل الاعلام لتوزيع حقائب وزارية على الطوائف وكانت شبه منتهية بنسبة 90 في المئة".
واشار الى ان "التوتر الحقيقي السائد، والذي أدى الى تجميد الاتصالات لإنجاز تشكيل الحكومة قبل عيد الاستقلال غداً الثلثاء كما كان يرغب بذلك الرئيس المكلف، رغبة الرئيس عون بتسمية وزير شيعي من حصته. إلا أن ذلك لا ينطبق على الرئيس الحريري الذي لا يعارض الإفساح في المجال امام رئيس الجمهورية انتقاء وزير سني ليكون في عداد حصته، ويرى في ذلك حرص عون ان يكون رئيساً لكل البلاد وليس فقط للطائفة المارونية التي ينتمي اليها.
ونقل عن الحريري أمله في ان تهدأ الحملات المتبادلة بين عدد من المسؤولين والسياسيين من اجل استكمال تشكيل الحكومة، واعلان ولادتها في اقرب وقت ممكن كي تتمكن من إنجاز قانون انتخاب جديد تمهيداً لإحالته على مجلس النواب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم