الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الرئيس الجميّل يرتّب علاقات الكتائب والعهد

بيار عطاالله
الرئيس الجميّل يرتّب علاقات الكتائب والعهد
الرئيس الجميّل يرتّب علاقات الكتائب والعهد
A+ A-

محترف الرئيس امين الجميل في مقاربته السياسية للعهد ومحاولاته المستمرة لرأب الصدع في العلاقة ما بين رئاسة حزب الكتائب التي يتولاها نجله النائب سامي الجميل والعهد الجديد الذي يحظى بدعم مسيحي شعبي وسياسي كبير.
يدرك الرئيس أمين الجميل ان معارضة عهد العماد ميشال عون قد ترتد بنتائج سلبية على الكتائب التي لم تتعاف بعد من معاداة العهود السابقة لها وحصارها بأشكال مختلفة، لذلك يسعى منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً الى احتواء الموقف السلبي الذي اتخذته رئاسة الكتائب وقيادتها الممثلة بالمكتب السياسي الكتائبي من عهد العماد عون ووصوله الى الرئاسة. والرئيس الجميل في ذلك أنما يعلم جيداً حقيقة ما جرى قبل 31 تشرين الاول الفائت حين جلس العماد عون امام شاشة التلفزيون في منزله في الرابية ليشاهد ويستمع الى المؤتمر الصحافي للنائب سامي الجميل، ظناً منه انه سيعلن تأييده وصول عون الى الرئاسة على ما بلغه من احد المفاوضين الرئيسيين بين الطرفين، فإذا به يفاجأ بموقف الجميل الابن الرافض بشدة انتخاب عون، وفي حسابات عون انه كان يعتبر النائب الجميل من القريبين من "التيار الوطني الحر"، لذا كانت خيبة الأمل مضاعفة.
يزين الرئيس أمين الجميل الامور بـ"ميزان الجوهرجي"، وهو عتيق في السياسة ويعرف حدود العملية السياسية في لبنان ونتائجها، وإلا لما تمكن من الصمود طيلة ستة اعوام في قصر بعبدا تحت نيران القصف والتهديدات المتتالية بالاجتياح والإخضاع، وما زالت لقاءاته الطويلة والمتعددة مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد تصلح مادة للتدريس في العلاقات الدولية، عن سبل انقاذ الدول الصغيرة من براثن الهيمنة والاستبداد بإمكانات شبه معدومة. لا يبدو الرئيس الجميل ممن يحبذ القفز في المجهول، وعلى خلاف الأجواء الصدامية السائدة على صفحات التواصل الاجتماعي ما بين محازبي الكتائب والقوات، فإن الجميل الأب يريد طي صفحة الخلافات مع "القوات" ويصر على استعادة مسار التعاون بين الحزبين، ادراكاً منه للوقائع والتحليلات القائلة بأن حزب الكتائب قد يواجه وضعاً صعباً امام الثنائية المسيحية الجديدة، والتي اثبتت قدرتها على خوض غمار انتخابات الرئاسة وإيصال العماد عون الى الرئاسة، وها هي اليوم تستعد لخوض معركة الانتخابات النيابية على مساحة كل لبنان، مدعومة ببركة سيد العهد الذي لطالما أكد أهمية وجود كتلة نيابية وازنة مؤيدة لرئيس الجمهورية، تعوضه النقص في بعض الصلاحيات التي سلبها اتفاق الطائف وكرستها الممارسات المتكررة منذ 1990 اضافة الى ضعف الرؤساء المتعاقبين.
يذكر الكتائبيون جيداً، ان المجلس المركزي في الكتائب والذي يضم المكتب السياسي واللجنة المركزية انعقد بعد فوز النائب سامي الجميل برئاسة الحزب، واصدر قراراً بالاجماع بحفظ موقع الرئيس امين الجميل في هرمية القيادة، بما يشبه مركز الرئيس الأعلى للحزب، فيترأس الاجتماعات عندما يحضر وتكون له الكلمة الفصل في مختلف الامور عندما تستدعي الظروف، والتأمل في النتائج التي سيحصدها الكتائب من الانتخابات النيابية المقبلة ربيع 2017 يدفع الرئيس الجميل الى التدخل لإعادة ترتيب الأولويات وترتيب العلاقات بين العهد وقيادة الكتائب في وقت بدأت معه الحسابات الانتخابية تأخذ الاولوية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم