الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي

رندة حيدر
فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي
فوز ترامب هدية لليمين الإسرائيلي
A+ A-

لم تخف أوساط اليمين المتشدد في إسرائيل فرحتها الكبيرة بالفوز الساحق الذي حققه المرشح الجمهوري دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، فرأت فيه "تدخلاً سماوياً" يصب في مصلحة إسرائيل، وفرصة تاريخية لدفن مشروع دولتين لشعبين وطي صفحة الدولة الفلسطينية المستقلة والبدء بضم المناطق الفلسطينية المحتلة إلى إسرائيل. أما رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي عانى الأمرين خلال ثماني سنوات من حكم إدارة أوباما شهدت الكثير من التوترات والخلافات، فيستطيع الآن أن يتنفس الصعداء مع وجود مرشح جمهوري في البيت الأبيض مقرب من شخصيات يهودية مثل صديقه المليونير شيلدون أدلسن.
لكن الكل في إسرائيل يعي تماماً أن فرح اليمين وحزن اليسار سابقان لأوانهما. وأن الرئيس الجديد مختلف تماماً عن جميع الرؤساء السابقين، فهو "دخيل" على الحياة السياسية الأميركية وعلى المؤسسة النخبوية للحزب الجمهوري في آن واحد. واذا كانت شعبويته تشبه إلى حد ما الخطاب الشعبوي التحريضي لليمين الإسرائيلي ضد اليسار في إسرائيل وضد وسائل الاعلام؛ فإن مواقف ترامب وتصريحاته التي تعكس نوعاً من فاشية - جديدة، وعنصريته الفاقعة، ونزعته الانعزالية تثير أيضاً شكوكاً في توجهاته المستقبلية. وليس مصادفة ألا تكون نسبة اليهود الأميركيين الذين صوتوا لمصلحة ترامب تعدّت %24 فقط.
ثمة ادراك في إسرائيل أن التصويت لمصلحة ترامب كان بناء على اعتبارات اميركية داخلية بحتة وهو في الدرجة الأولى تصويت ضد السياسة التي انتهجها أوباما خلال السنوات الاخيرة وأن غالبية الأميركيين صوّتت ضد العولمة والتجارة الحرة. ولكن على رغم ذلك رأى أكثر من معلق إسرائيلي في وصول دونالد ترامب الى البيت الأبيض فرصة كي تلعب إسرائيل دوراً أكبر في التوجهات الأميركية حيال المنطقة وفي تحسين علاقتها مع حلفائها بعد التراجع الملحوظ الذي طرأ عليها في عهد أوباما.
لقد اطلق ترامب وعوداً كثيرة خلال حملته الانتخابية مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، والسماح لها بتوسيع البناء في المستوطنات في الضفة الغربية، وفرض فيتو أميركي على أي قرار يمكن ان يصدر عن الأمم المتحدة معاد لها، وعدم فرض تسوية لا تقبل بها إسرائيل، كما وعد بالتراجع عن الاتفاق النووي مع إيران. لكن هذه الوعود في حاجة الى ان تختبر على ارض الواقع.
في استطاعة نتنياهو أن يتنفس الصعداء من الآن وصاعداً، ففي البيت الأبيض رئيس لا يحب الإيرانيين ولا الفلسطينيين ولا السوريين ولا المسلمين. وبذلك لديه الوقت للاستمرار في إدارة الصراع مع الفلسطينيين وافراغه من محتواه.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم