الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فوز ترامب طغى على اتصالات التأليف وتريث داخلي في تقويم العلاقة مع الرئيس المنتخب

خليل فليحان
A+ A-

خيّم فوز الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أمس على جو الاتصالات الجارية في شأن تشكيل حكومة العهد الأولى، فانصرف العاملون في إنضاج الطبخة الى متابعة نتائج الانتخابات التي أتت مفاجئة وحملته الى البيت الابيض. وكذّب نجاحه تقديرات شركات الإحصاء التي توقعت خسارته معركته ضد المرشحة عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون. وأذهلت مؤسسة الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب، وكان أتباعها يتوقعون خسارته لأنه انتهج أسلوبا غير مألوف لدى أي مرشح جمهوري للرئاسة، وبعيدا عن قاعدة الحزب في هذا المجال.


وما يهمّ الرئيس المكلف سعد الحريري وغيره من المسؤولين الحكوميين والاحزاب السياسية الفاعلة هو بماذا يمكن أن يفيد الرئيس الجمهوري ترامب لبنان، فيما كان الرئيس الحالي عاديا في تعامله مع ما يهدّد لبنان من أزمات، ولا سيما بعد اندلاع المعارك بين جيش النظام ومعارضيه وقاتلي "داعش" وسائر التنظيمات الارهابية المشابهة؟
وقد دعت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت الى التروي وعدم إطلاق الاحكام غير المبنية على وقائع في شأن ما ستكون عليه السياسة الاميركية في بيروت. ولفتت الى أن برنامج ترامب الانتخابي لم يلحظ أي إشارة الى موضوع لبنان. وبالعودة اليه يتبين أنه يتألف من أربع نقاط: الاولى محاربة "داعش"، والثانية الاتفاق مع إيران، والثالثة تحسين العلاقات مع مصر واسرائيل، والرابعة أن تدفع دول الخليج كلفة توفير الامن لها.
وأشارت الى أن هذا لا يعني أن رئيس البيت الابيض الجديد لن يتطرق الى الاوضاع في لبنان، ولا سيما حول ما هو مطروح في شأنه في الدرجة الاولى، وهو مكافحة الارهاب دون إدخال اي تغيير أميركي جديد في دعم برنامج القوات المسلحة اللبنانية من جيش وقوى أمن وتبادل المعلومات الاستخباراتية عن الارهابيين وتنقلاتهم من أجل القبض عليهم وسوقهم الى العدالة، وقد أثنت الاجهزة الاميركية على نجاح أجهزة مكافحة الارهاب اللبنانية في القبض على ارهابيين في كل المناطق وتعطيل شبكات مكلفة في اغتيال شخصيات سياسية أو زرع سيارات مفخخة في مناطق معروفة لاغتيال أكبر عدد ممكن من الابرياء في أماكن عملهم أو خلال عودتهم الى منازلهم أو مغادرتهم لها.
وذكر سفير لبناني سابق لدى واشنطن لـ"النهار" أن الرؤساء الجمهوريين كانوا مفيدين للبنان وصانوا استقراره السياسي وحمايته أكثر بكثير من الرؤساء الديموقراطيين. فالرئيس جورج دبليو بوش الجمهوري، على سبيل المثال لا الحصر، ضغط على الرئيس السوري بشار الاسد وأرغمه على سحب قواته العسكرية من لبنان عندما كان رئيسا لاميركا قبل الرئيس الحالي باراك اوباما.
واليوم يمكن أن يستفيد لبنان من العلاقة القوية التي تربط ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لمعالجة التداعيات السلبية للازمة السورية على لبنان.
وشدّد على أهمية الدور الذي يجب ان تضطلع به الديبلوماسية اللبنانية مع الرئيس الجديد للبيت الابيض، وان تحدّد الحكومة بعد نيلها الثقة ما تريده من واشنطن، وليس في الامكان التكهن بما ستكون عليه الأوضاع قبل التواصل مع وزارة الخارجية الاميركية للتفاهم على خريطة طريق مع العهد الاميركي الجديد. والتريث الرسمي اليوم لافت، إذ لم يصدر أي تهنئة لانتخاب ترامب لا من الرئيس ميشال عون ولا من وزير الخارجية جبران باسيل، فيما ارسل اليه الرئيس المكلف سعد الحريري برقية تهنئة.
وأفاد السفير أن ترامب الذي يتسلم مهماته في 20 كانون الثاني المقبل، يتجه الى تعيين ريتشارد هاس وزيرا للخارجية، وهو كان يشغل منصب مستشار الامن القومي خلال ولاية الرئيس بوش الابن.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم