الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

القوات العراقية وصلت الى حمام العليل\r\nواطلاق معركة الرقة لايزال دونها عوائق

القوات العراقية وصلت الى حمام العليل\r\nواطلاق معركة الرقة لايزال دونها عوائق
القوات العراقية وصلت الى حمام العليل\r\nواطلاق معركة الرقة لايزال دونها عوائق
A+ A-

 


تقاتل القوات العراقية التي تتقدم نحو الموصل للسيطرة على مدينة حمام العليل وهي آخر مدينة تفصل بين القوات وبين معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في الموصل إلى الشمال وتتعرض بالفعل لهجوم من قوات خاصة تقاتل داخل الأحياء الشرقية للمدينة.
وقال قائد عمليات الموصل اللواء نجم الجبوري إن هجوم السبت على مدينة حمام العليل التي تقع على بعد نحو 15 كيلومترا جنوب الموصل يستهدف قوة تضم 70 مسلحا على الأقل من "الدولة" الإسلامية في المدينة الواقعة على نهر دجلة. واضاف إن الهجوم بدأ نحو الساعة العاشرة قبل الظهر بالتوقيت المحلي. وحاول بعض المتشددين بالفعل الهروب عبر النهر لكن البعض الآخر قاوم مقاومة شرسة وأحبطت القوات ثلاث محاولات لتنفيذ تفجيرات بسيارات مفخخة. وشدد على إن المعركة "مهمة جدا. إنها آخر مدينة أمامنا قبل الموصل". واشار الى وأضاف أن طائرات هليكوبتر عراقية تساند قوات الجيش المدعوم أيضا بمقاتلات من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الذي يضرب أهدافا لـ"الدولة الإسلامية" في المدينة منذ أيام.
وجاء في بيان للجيش إن قوات الأمن رفعت العلم العراقي على مبنى حكومي في المدينة لكنه لم يكشف إن كانت المدينة بكاملها قد خضعت لسيطرته.
ويهدف الجيش وقوات الأمن المصاحبة له في دفع الجبهة الجنوبية وصولا الى الموصل للانضمام للقوات والقوات الخاصة التي دخلت المدينة من الشرق الأسبوع الماضي وسيطرت على ستة أحياء وحفرت موطئ قدم لها في المعقل الأساسي للمتشددين في العراق.
والسيطرة على الموصل سيسحق فعليا الشطر العراقي من دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي من على منبر في مسجد بالموصل قبل عامين. ويسيطر التنظيم أيضا على مساحات واسعة في شرق سوريا.
ورأى مراسل رويترز في قرية علي راش التي تبعد نحو سبعة كيلومترات جنوب شرق الموصل أعمدة دخان تتصاعد من الأحياء الشرقية للمدينة السبت. ودوت أصداء الضربات الجوية والقصف المدفعي والأعيرة النارية.
وفي حمام العليل استغل المتشددون مئات المدنيين كدروع بشرية على رغم أن الجبوري قال إنه ليس من الواضح عدد السكان الباقين في المدينة. وقبل سيطرة "داعش" على المنطقة قبل أكثر من عامين كان عدد سكان حمام العليل والقرى المجاورة لها نحو 65 ألف نسمة.
وقال قرويون لرويترز إن مقاتلي "داعش" أجبروا السكان على البقاء وقت تعرضهم للهجوم في حمام العليل كما أرغموا الآلاف على السير معهم لدى تقهقرهم شمالا على مدى الأسبوعين الماضيين كدروع بشرية لاتقاء الضربات الجوية.
وذكرت الأمم المتحدة أن المتشددين اصطحبوا 1600 مدني خطفوهم من حمام العليل إلى تلعفر غرب الموصل يوم الثلثاء وأخذوا 150 أسرة أخرى من تلعفر للموصل في اليوم التالي.
وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامداساني إن "الدولة الإسلامية" أمرت السكان بتسليم الصبية الذين تزيد أعمارهم عن تسع سنين في مسعى على ما يبدو لتجنيد أولاد.
وقال الجبوري إن قوات الشرطة الاتحادية التي تقاتل مع الجيش في حمام العليل قتلت رجلا وصفه بأنه شخصية بارزة في "الدولة الإسلامية" ويدعى عمار صالح أحمد أبو بكر لدى محاولته الفرار من المدينة في سيارة.
واكد إن الكثير من المتشددين الباقين في المدينة ليسوا عراقيين. وأضاف "هناك 70 مقاتلا من داعش على الأقل في المدينة أغلبهم من المقاتلين الأجانب لذلك لا يعرفون إلى أين يتوجهون. إنهم يتنقلون فقط من مكان لآخر."
الرقة
بعد استعادة القوات العراقية الموصل، سيبقى تنظيم "الدولة الاسلامية" مسيطرا على الرقة في سوريا المجاورة بعدما يكون الجزء الاكبر من "دولة الخلافة" قد زال.
وكان وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر فاجأ القادة العسكريين الاسبوع الماضي عندما صرح ان الهجوم الفعلي على الرقة يمكن ان يبدأ "في الاسابيع القليلة المقبلة"، بعد تصريحات مماثلة ادلى بها وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون.
وفي الجلسات الخاصة، قال عدد من كبار الضباط الاميركيين انهم فوجئوا بالأمر معربين عن شكوكهم في امكان البدء قريبا بمعركة الرقة نظرا لتعقيد النزاع السوري.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته، بعد انتقاء كلماته بدقة ان برنامج كارتر الزمني "متقدم قليلا على ما سمعته حتى الآن".
واكد مسؤول آخر في الدفاع ان توقعات العسكريين في شأن الرقة لا تتطابق مع ما قاله كارتر.
واضاف مسؤول عسكري ثالث ان الهجوم على الرقة يمكن ان يبدأ نظريا خلال اسابيع، لكنه "قد يستغرق بضعة اشهر (...) تسعة اشهر او اقل".
ولفت الى ان الهجوم يمكن ان يبدأ قبل 2017 "لكنه قد يستمر لفترة اطول لاسباب لا نستطيع السيطرة عليها".
وقال "الامر متوقف على القوات المحلية. اذا كانوا مستعدين فنحن مستعدون".
وقبل بدء هجوم بري سيجري على الارجح وفق الخطوط نفسها المعتمدة في الموصل حاليا، سيكون على طائرات الائتلاف استكمال "عزل" و"رسم حدود" الرقة و"تغطيتها".
وهذا يتطلب ضربات جوية متواصلة على المواقع القتالية للتنظيم الجهادي وقطع طرق الامدادات الى المدينة ومنها.
قال الناطق باسم التحالف الكولونيل جون دوريان ان هذه العمليات نجحت جزئيا حتى الآن وقطعت الطرق من الرقة الى اوروبا وبالعكس.
واضاف "ما نتحدث عنه هو درجة متقدمة من العزل تقلص الى حد كبير حرية تنقل داعش الى خارج والى داخل المدينة".
يشير المسؤولون العسكريون الى سلسلة عوامل غير مطروحة في معركة الموصل.
فبينما تشكل القوات العراقية قوة قتالية متجانسة تخضع لقيادة مركزية واحدة، يعتمد الائتلاف الذي يقوده الاميركيون على مجموعات من المقاتلين في سوريا.
وتضم "قوات سوريا الديموقراطية" نحو ثلاثين الف مقاتل ثلثاهم من الاكراد الذين يقاتلون تحت راية وحدات حماية الشعب الكردية، والباقي عرب سوريون.
وبعض مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية متمرسون لكن هناك ايضا قادمين جددا الى النزاع.
والغموض الذي يلف مسألة قيادة هجوم الرقة ،اذ ستكتفي القوات الاميركية الخاصة بالمراقبة من وراء خطوط الجبهة ، تحدث عنه باقتضاب شديد الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك الذي قال ان عدد المقاتلين السوريين المدعومين من الولايات المتحدة سيرتفع مع تقدم العمليات.
وصرح كوك "سيبدي مزيد من الاشخاص رغبتهم للانضمام الى جهود اخراج" تنظيم الدولة الاسلامية.
والمسالة الاخرى التي تزيد الوضع تعقيدا هي تركيا.
فبينما ترى الولايات المتحدة ان "وحدات حماية الشعب" هي افضل قوة للقتال بتوجيه منها في سوريا، تعتبر انقرة هذا التشكيل مرتبطا بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد في تركيا منذ 1984.
وتدعم تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي، طرد التنظيم الجهادي من الرقة لكنها تريد الحد من النفوذ الكردي ومنع الاكراد من التمركز على جانبي الرقة اذ ان انقرة تعارض اقامة كيان كردي.
ويتوقع ان تتقدم "وحدات حماية الشعب" لاستعادة الرقة لكنها لن تدخل المدينة التي يشكل العرب غالبية سكانها، ممهدة الطريق بذلك لقوات سوريا الديموقراطية العربية للقيام بذلك.
والسؤال الآخر هو الدور الذي سيضطلع به الحيش التركي اذ ان التقدم باتجاه الرقة يمكن ان يتباطأ اذا كان المقاتلون مضطرين لحماية ظهرهم من الاتراك.
وهناك روسيا ايضا.
فبينما تركز موسكو حاليا على حلب ومناطق اخرى دعما للرئيس السوري بشار الاسد، تستخدم الطائرات الروسية المجال الجوي نفسه للائتلاف مما يثير مخاوف من تصادم في الجو يمكن ان يعيد خلط الحسابات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم