السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

250 طناً من التفاح أنقذت مزارعي المتن من الكارثة فمن ينقذ بقية المزارعين؟ أبو شرف: خفّفنا من حدّة الأزمة الاقتصادية وكل بلديات المتن دعمت الحملة

250 طناً من التفاح أنقذت مزارعي المتن من الكارثة فمن ينقذ بقية المزارعين؟ أبو شرف: خفّفنا من حدّة الأزمة الاقتصادية وكل بلديات المتن دعمت الحملة
250 طناً من التفاح أنقذت مزارعي المتن من الكارثة فمن ينقذ بقية المزارعين؟ أبو شرف: خفّفنا من حدّة الأزمة الاقتصادية وكل بلديات المتن دعمت الحملة
A+ A-

لاقت صرخة مزارعي التفاح آذاناً صاغية لدى رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي ميرنا المر أبو شرف، التي عقدت اجتماعاً موسعاً مع رؤساء بلديات المتن في مطلع الشهر الجاري، تقرر خلاله شراء كمية كبيرة من انتاج التفاح المتني تعدت الـ 250 طناً.


الشعار الذي اطلقته السيدة أبو شرف "تفاح أعالي المتن، تفاح لكل المتن" أنقذت من خلاله مئات المزارعين وأبعدت عنهم شبح كساد مواسمهم، ووفّرت لهم الحماية من الخسائر التي كانت ستلحق بهم، عبر الدعم الذي قدمته لهم. والنتيجة بدت واضحة قبل انعقاد مؤتمرها الصحافي في قصر المؤتمرات في الضبيه، على وجوه مزارعي التفاح في وسط المتن وجرده، الذين حضروا الى جانب رؤساء بلديات الاتحاد والمعنيين.
والقت أبو شرف كلمة أكدت فيها دعمها للمزارعين، داعية الوزارات المعنية إلى القيام بواجبها تجاههم وتخفيف عبء الأزمة عنهم. وأشارت إلى أن "تفاح قرى المتن لكل المتن"، تحت هذا الشعار تحرك اتحاد بلديات المتن الشمالي لتخفيف عبء الأزمة التي يعانيها مزارعو التفاح في المتن. وقد سارع اتحاد بلديات المتن من حرصه على مصلحة المزارعين المتنيين من الساحل إلى الجرد وعقد اجتماعاً موسعاً لرؤساء البلديات، فتم التوافق على شراء 11 ألف صندوق، وكلّف رئيس بلدية الدكوانة انطوان شختورة بالتواصل مع المزارعين في بسكنتا، عينطورة، صنين، مجدل ترشيش والزعرور وغيرها من البلدات والقرى لشراء التفاح منهم". واكدت ان "جميع البلديات ساهمت في هذه الحملة ودفعت الأموال الى المزارعين، وهكذا نكون قد خفّفنا من حدة الأزمة الاقتصادية التي طاولتهم هذه السنة". وأضافت: "لكن هذا الأمر لا يكفي، إذ يجب على الوزارات المعنية الاهتمام مستقبلاً سواء بالزراعة او بالصناعة، للمحافظة على المزارعين والصناعيين والحرفيين الذين هم أركان في ثروة لبنان".


التفاح زيّن قصر المؤتمرات
المراحل التي قطعتها مسيرة التفاح المتني في غضون خمسة عشر يوماً، من قطف وتوضيب وتبريد، عرضت خلال المؤتمر الصحافي في شريط وثائقي. وقد توقفت عشرات الشاحنات المحمّلة بالتفاح في ساحة قصر المؤتمرات، وقام اعضاء الإتحاد بتسلّم حمولتها، ليتم توزيعها على كل بلدية وفقاً لمساهمتها، على ان تقوم البلديات بتوزيع الإنتاج على الكنائس والجمعيات.
ولفت شختورة الى انه تم التعامل مع نحو 25 مزارعاً متنياً، وتمت عملية شراء التفاح وفقاً لجودته، اذ لم نشتر سوى التفاح ذات الجودة العالية، كوننا نريد ايصال نوعية جيدة الى المواطنين". ولفت الى أن "دولة الرئيس ميشال المر اشترى بشكل شخصي كمية كبيرة من التفاح من المزارعين الذين ربما لم نستطع الوصول اليهم".


خطوة لا تثمّن
المزارع أسعد القاعي من الزعرور الذي كان حاضراً شكر للسيدة ابو شرف مبادرتها، مثنياً على الخطوة التي قامت بها، وقال: "انتج سنوياً 5000 صندوق تفاح، ولولا تدخل السيدة ميرنا لشراء 3000 صندوق منها لكنا سنضطر الى رميها. في كل سنة تتكرر المشكلة نفسها، لكن هذه السنة كانت الكارثة أكبر. الانتاج وفير والاسواق غير متوافرة، وآلاف الأطنان بقيت بلا تصريف بسبب تعذّر التصدير". وعن قيام الحكومة بدعم كل صندوق بخمسة آلاف ليرة، قال: "لم نرَ ولا ليرة".
ونوّه المزارع سامي جدعون ابن بسكنتا بالخطوة المهمة التي قامت بها السيدة ابو شرف، معتبراً أن ما فعلته لا يثمّن، "إذ أنقذتنا وعائلاتنا من مصيبة حتمية وخسارة جسيمة. طيلة سنتين كان ربحنا معدوماً، وكنا نغطي فيها فقط تكاليف الإنتاج من أسمدة وفلاحة وري ويد عاملة وتخزين في البرادات، لكن هذه السنة كنا نتوقع خسائر بآلاف الدولارات لولا ان السيدة ميرنا قامت بمبادرتها وقدمت لنا المساعدة مشكورة عبر شراء الصندوق بـ 12 الف ليرة. هناك عدد من المزارعين باع الصندوق قبل فترة قليلة بخمسة آلاف ليرة و"المضروب" بثلاثة آلاف".
أضاف: "في السابق كنا نتكل على الاسواق المصرية والعراقية والاردنية كوننا لا نصدّر الى الدول الأوروبية، لأن ثمة مواصفات معيّنة يجب أن يتحلّى بها التفاح كي يتجه الى تلك الدول. لكن رغم ان السوق المصرية مفتوحة إلاّ أن التاجر لا يتشجّع ويشتري منا بسبب فارق العملة، إذا كل 14 جنيهاً تساوي دولاراً واحداً، فإذا اشترى الصندوق بخمسة آلاف ليرة سيخسر في بلده بالتأكيد. اما السوقان الأردنية والعراقية فأغلقتا بفعل ما يحصل على الحدود".
إذا كانت السيدة ميرنا المر أبو شرف قد أطلقت مبادرة أنقذت من خلالها مواسم المزارعين المتنيين ونجحت في ابعاد شبح الخسارة عنهم، يبقى سؤال لا جواب حالياً عنه: من ينقذ بقية مزارعي التفاح من الكارثة الحتمية؟!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم