السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"الحريري مع عون وفرنجية"... وحرية لنواب "المستقبل" في التصويت؟

محمد نمر
"الحريري مع عون وفرنجية"... وحرية لنواب "المستقبل" في التصويت؟
"الحريري مع عون وفرنجية"... وحرية لنواب "المستقبل" في التصويت؟
A+ A-

استطاع الرئيس سعد الحريري أن يضع الملف الرئاسي على السكة الصحيحة، فعلى الرغم من التشكيك في امكانية انتخاب رئيس جمهورية في جلسة 31 تشرين الأول بسبب وضع المنطقة المعقد وغياب التسويات، فان شد الحبال بدا واضحاً بين الافرقاء، و"بورصة" رفع مستوى الشروط فعالة و"البلبل" يلتف حول اسم النائب العماد ميشال عون في شكل جدي.


القطار ينتظر أول اطلالة للحريري لاعلان دعمه لعون رسميا في حال اتخذ القرار في ذلك، ولن يوقف "البلبل" التفافه إلا بعد تسوية الأوضاع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما تمترس الأخير خلف موقفه بـ"السلة" والمعترض على دعم ايصال عون الى بعبدا، وهل يُعقل أن يُنتخب رئيس جمهورية من دون موافقة بري؟ فيما قرأها البعض عملية توزيع أدوار بين الثنائي الشيعي لأسباب عدة: إما لتعطيل انتخاب رئيس في الوقت الحالي وبالتالي اصطدام عون بجدار "التنمية والتحرير" ومتابعة المراوحة الرئاسية، أو لتمرير الانتخاب من دون أصوات ساحقة لعون مقابل اعطاء "حزب الله" فرصة عدم تسمية الحريري رئيساً للحكومة في الاستشارات النيابية.
وتنتظر كتلة "المستقبل" موعد اجتماعها الجديد الذي سيحدد بناء على عودة الرئيس الحريري "إذا مش الثلثاء الخميس" على حد قول مصادر من "المستقبل" وضعت "النهار" في أجواء الكتلة قبل انعقادها، مستغربة حجم الشائعات في وسائل الاعلام حول الملف الرئاسي.
واتفقت مصادر عدة من الكتلة على أن غالبية نواب "المستقبل" سيلتزمون بقرارات الحريري، وتقول: "لم يقدم أي نائب على الاعتراض على أي خيار، ولم يعرب أي نائب عن امكانية انسحابه من الكتلة في حال اتخذ الحريري خيار دعم عون"، من دون أن تنفي امكانية اعتراض "عدد قليل" على القرار في حال اتخذ لصالح عون.
لكن مصدراً "مستقبلياً" آخر كان أكثر صراحة حين قال: "لا زلنا نجهل مضمون الاتفاقات التي يجريها ويستند إليها الرئيس الحريري، وبالتالي ننتظره ليضعنا في أجواء لقاءاته"، ومن الواضح أن النواب ضاقوا ذرعاّ من المعطيات والتحليلات الاعلامية عن جولات الحريري فيما هم يجهلون التفاصيل، إلا أن المصدر يؤكد أن "لا مشكل في الكتلة كما يوحي البعض"، غامزة لناحية امكانية اعتراض نواب على التصويت لصالح عون، وتضيف ان "عدد المصوتين يعتمد على الخيار الذي سيتخذ مع الحريري، هل سيكون التزاماً كاملاً أم سيتم اعطاء الحرية لنواب الكتلة؟". وتشدد أيضاً على أنه "لم يقدم أي من النواب على الاعلان عن اعتراضه على مرشح ودعمه آخر، والأكيد أن الكتلة اتفقت على ان تجتمع بعد عودة الحريري ومناقشة نتائج جولته".
حديث المصدر عن امكانية "اعطاء الحرية للكتلة في التصويت" دفعها إلى التوضيح أن "الحريري يتجه إلى خيارات عدة وليس خياراً واحداً، وما لاحظته أن الحريري اجرى اتفاقاً مع فرنجية ويواصل اجراءه مع عون، وبالتالي يصبح القاسم المشترك أنه تنازل لصالح رئيس من فريق 8 آذار"، وعلى هذه القاعدة يضيف المصدر الذي يضع قراءته ضمن التحليل: "لن يكون الحريري مع عون وضد فرنجية، بل سيكون مع الجميع واجرى اتفاقات معه وقام بما عليه وبالتالي على من يعطل الرئاسة أن ينزل الى الجلسة وانتخاب رئيس".
ويرفض المصدر مصطلح "ترشيح الحريري لعون"، ويقول: "الحريري لا يستطيع أن يرشح بل يمكنه أن يقول لديّ اتفاق مع عون وأنوي التصويت لصالحه أو اتفقت مع فرنجية وعون وأنوي التصويت لصالحهما"، إذا يحاول المصدر أن يؤكد أن اتفاق الحريري مع عون لن يلغي اتفاقه مع فرنجية.


مواقف بري
تراقب مصادر قيادية أخرى في "المستقبل" مواقف بري والحركة باتجاه عين التينة، على قاعدة أن "لا رئيس من دون موافقة بري"، والمصادر نفسها المعروف انها معارضة لخيار عون تؤكد أن "غالبية الاعضاء سيلتزمون بقرار الحريري، وحجم الاعتراض سيكون قليلاً".


أحد نواب الكتلة يقول لـ"النهار": "من المفترض ان يلتزم النواب بقرار الكتلة حتى لو لم يقتنع النائب بقرارها". ولدى سؤالنا عن جدية اتجاه الحريري نحو دعم عون؟ يجيب: "الامر يعتمد على التطورات، ولم يعد خافياً على أحد أنه ينوي ذلك لكننا ننتظر منه أجواء رحلته الخارجية ليتخذ القرار".
وربما من الضروري بالنسبة إلى هذا النائب أن يقدم الحريري على العودة إلى الجمهور لوضعهم في تفاصيل القرار مهما كان "سواء السير بالجنرال عون أو عدمه"، وتقول: "لا يجب أن نحمّل الحريري المسؤولية فهو على الأقل يأخذ القرارات حتى لو كانت لا ترضي جمهوره لأنها تكون لمصلحة الوطن، ولا بد للحريري ان تكون له اطلالات اعلامية متعددة على الجمهور، ولن يكون ذلك الا بعد الاجتماع مع الكتلة، بعكس ما روّجت وسائل الاعلام".
ولا يخفي النائب امتعاض "المستقبليين" من تغريدات تمثل الموقف السوري من المبادرة الحريرية، وتقول: "انها تغريدات لا تطمئن وكأن النظام السوري لا يريد رئيس جمهورية لكن حينها نكون قمنا بما علينا"، فيما يعتبر البعض ان هناك محاولات لرفع السقف تجاه تسمية الحريري رئيساً للحكومة.
[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم