اشترِك في نشرتنا الإخبارية
جلست على الكرسي الخشبي العتيق امام دكان "أبو هموم". سلمت بالاشارة من دون كلام. لحظات وأحضر ركوة القهوة مع فنجانين. جلس متجهم الوجه، رشف قهوته، ومن دون مقدمات باشر كلامه: "رح طق حتى اعرف وين تياب البنات؟". وقبل الاستفهام تابع كلامه: "يا زلمي من شوي كنت عم اتفرج على فيديو لمغنية جديدة ما عندها صوت بالمرة، ما كانت عم بتغني، فقط كانت تنظر الى الكاميرا التي كانت تنقل تضاريس جسدها وهي بالمايوه، مع التركيز المباشر على قفاها "زوم ان وزوم أوت". يا خيي من ورا الست كاردشيان صرنا كل يوم نتصبح بقفا صبية مع كل التفاصيل المملة. يعني مش انو طق شرش الحيا انقطع على الآخر". وتابع: "مش عم افهم اذا الصوت بيطلع من الحنجرة يما من هونيك مطرح". توقف "أبو هموم" عن الكلام، رشف من قهوته بعصبية ثم قال لي: "شو؟ مبين ساكت؟ بدو يكون مبسوط من هالمناظر، تفضل احكي". أجبته: "يا "أبو هموم" الناس هذه الأيام عايشة كل يوم بيومه. القلة عم بتزيد ومتطلبات الحياة عم تكتر، والأمل بمستقبل أفضل صار شبه مفقود، والوطن صار يشبه بناية من دون لجنة، كل طابق فاتح على حسابه، وكل يوم مشكل على مواقف السيارات، على المياه، على الاسانسور، على نشر الغسيل، على مين بدو يعمل ريس اللجنة... منشان هيك صرنا نهرب من الواقع ونتفرج على قفا الصبايا، ومين القفا السكسي اكتر من التاني. وبنظرك، هيدا المنظر مش أفضل من منظر لجنة البناية هني وعم يتخانقو؟". رشف "أبو هموم" قهوته بعصبية وقال: "لا يا أستاذ مش القفا هو الحل، فيك تسمع فيروز وتروق، هيدا البلد كان يصدر أصوات وحناجر من دهب، وما بحياتو كان يهتم بقفا فلانة وعلتانة. ومش ضروري اذا وضع البناية مخلخل يشلحوا الستات تيابن والكل يتفرج. بدك تقول هيدي حرية شخصية انا بقول هيدا محن وعهر. وبدك تقول موضة وجايي من الغرب انا بقول بالغرب بيشلحو بس عندن صوت، وعندنا بيشلحوا وما عندن صوت، بيشلحوا فقط من اجل الصورة. بس انا حابب اعرف وين راحوا تياب البنات؟...".
