الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حتى في ذكرى 13 تشرين تفرّق العونيون بين "حرّ" و"الحرّ"

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
حتى في ذكرى 13 تشرين تفرّق العونيون بين "حرّ" و"الحرّ"
حتى في ذكرى 13 تشرين تفرّق العونيون بين "حرّ" و"الحرّ"
A+ A-

تحلّ ذكرى 13 تشرين الأول 1990 هذا العام على وقع التطورات السياسية وحركتها في الاسبوعين الاخيرين، وما رافقها من كلام على حظوظ جدية لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون. والعونيون الذين لم يتوقفوا عن إحياء ذكرى سقوط قصر بعبدا على يد "المحتل السوري" سيكونون امام مشهد مختلف هذه السنة، فما ناضلوا من أجله خلال السنوات الـ 25 الماضية وما رافقها من اضطهاد واعتقالات وغيرها قد تغير، فعمادهم قد عاد والجيش السوري انسحب، واصبحوا شركاء في السلطة السياسية، وأصبح لديهم وزراؤهم ونوابهم، وحلمهم بتولّي عون رئاسة الجمهورية أضحى قريباً وقريباً جداً بحسب قولهم.
أراد "التيار الوطني الحر" هذه السنة أن يرفع شعار "الميثاق" الذي تضربه السلطة السياسية الحالية بحسب رأيهم، واستمرار تجاوز المسيحيين في الحكم، وفي تجاهلهم وتجاهل مطالبهم من باقي الطوائف، فأرادوا ذكرى هذا العام ان تكون إنذاراً لتحرك شعبي كبير امام قصر بعبدا، ليكون بداية لسلسلة تحركات في الشارع لحين الوصول الى تحقيق المطالب، وأوّلها انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية. فبدأت التحضيرات، والاجتماعات واللقاءات في الاقضية كافة لتأمين الحشد، وترافقت مع خطاب سياسي عالي النبرة، يستند في جزء كبير منه إلى استثارة الغرائز، اضافة الى الانسحاب من الحكومة ومن طاولة الحوار، لتأتي حركة الرئيس سعد الحريري الاخيرة لتبرّد ما تم العمل عليه في الشهر السابق، لكن مع الابقاء على فكرة الحشد امام قصر بعبدا في 16 تشرين الاول، لكن مع خطاب مختلف وخفيض النبرة.


مشكلة حشد
وفي هذا السياق، ابلغت مصادر معنية في "التيار الوطني الحر" "النهار" أن هذا الخطاب قد خلق مشكلة حشد تظهّرت في الاجتماعات التي عقدت الاسبوع الماضي مع القيادة، مع تبلغها من قسم من المناطق عدم حماسة الناس للمشاركة في الذكرى، ما استوجب اعتماد خطاب سياسي مختلف وعالي النبرة من رئيس التيار جبران باسيل في اليومين الاخيرين يحمل نفساً تصعيدياً ربما يشكل عاملاً تحفيزياً للمشاركة، هذا اضافة الى الخلافات الداخلية والانشقاقات التي حصلت في الفترة الاخيرة، وطالت ناشطين لهم أوزانهم الحزبية والشعبية فكان لها التأثير الكبير على هذه العملية.


قداس وذكرى
في المقابل تستعد مجموعة من الاصلاحيين المعارضين لقيادة رئيس "التيار الوطني الحر" ايضاً لإحياء ذكرى 13 تشرين، بطريقة منفصلة من خلال قداس إلهيّ في كنيسة السيدة - الحدت نهار الخميس 13 تشرين الساعة السابعة مساء.
وهذا الحدث استدعى استنفاراً من القيادة للتحذير من هذا النشاط، فأصدرت بياناً أكدت فيه ان إحياء ذكرى 13 تشرين رسميًّا يقتصر على الاحتفال الذي سيقام في 16 تشرين الأول الجاري على طريق قصر بعبدا.
وأشارت الى انه "منعًا للتشويش والتضليل، يحذر كل من يستغل هذه الذكرى الغالية على قلب كل تياري، للتلطي وراءها وإقامة نشاطات خاصة بها، ويستخدم اسم التيار وشعاراته من دون وجه حق، مما يستوجب مقاضاته أمام القضاء المختص". الا ان هذا البيان الردّ من القيادة لم يوقف الناشطين عن نشاطاتهم بل أكملوا التحضير والحشد ووزرعت الدعوات باسم "التيار الوطني حر"، وأُنشئت صفحة في فايسبوك تشرح اهداف هذه المجموعة وتفصّل سبب اعتراضاتها وإشكالاتها مع القيادة الحزبية، التي حصرتها بالنظام الداخلي للحزب غير المتوافق عليه، والذي يعطي الرئيس صلاحيات مطلقة ويكون فيها فوق المحاسبة وتبقيه في موقعه مدى الحياة ويجعل من المجالس التحكيمية اداة طيّعة في يده.


سنشارك في تجمع 16 تشرين الاول
وفي هذا الإطار، أكد مصدر قيادي معارض لـ"النهار" أن قداس 13 تشرين ليس استفزازاً لأحد وغير موجه في وجه احد، بل هو ذكرى سنوية دأبت مجموعة ناشطين على إقامته منذ سنة 1991، ولم يتوقف الا العام الماضي حين قررت القيادة جعل ذكرى الشهداء احتفالية شعبية، مشيراً الى ان النشاط لن يتضمن اي خطابات سياسية، انما سيتم الاكتفاء بالصلاة على الأرواح الطاهرة لـ 52 شهيداً للجيش للبناني سقطوا في هذا اليوم المشؤوم".
وعن بيان القيادة، اوضح المصدر انه "ايام الاحتلال السوري لم يتجرأ احد على توقيفنا ولم يفعلوها سوى مرة واحدة، فنقلنا صلاتنا في نفس الوقت الى مكان آخر ولم نتوقف، فلا ادري اذا كانوا سيفعلون ما لم يفعله السوري، معرباً عن ثقته بأن هذه البيانات هي لزوم ما لا يلزم".
واذا كانوا يخشون من الحشد وعدم تفاعل الناس معهم، اشار الى انه عندما كانت تقام القداديس بحضور العماد عون لم يكن يتجاوز عدد المشاركين 500 شخص، لافتاً الى انهم مطمئنون إلى المشاركة، وأن هناك ناشطين كثراً وهيئات ملتزمة بالقيادة الحزبية ابلغتنا مشاركتها ودعمها".


حزب جديد؟
وكشف المصدر ان التسمية الجديدة "التيار الوطني حر" لا تهدف الى تشكيل هوية مستقلة عن التيار الوطني الحر او تأليف مجموعة جديدة، فهي لا تعدو كونها حملة اعلانية تحاكي المرحلة الراهنة، وحذف "ال" هي للاعتراض على الاداء السياسي والاداري للقيادة الحالية، مشدداً على ان التسمية يمكن ان تتغير في مراحل لاحقة".
واعتبر ان المطلوب هو لفت نظر القيادة الحزبية إلى ملاحظاتنا، مؤكداً انهم كمجموعة سيشاركون في نشاط 16 تشرين الاول".
وعما اذا كان تحركهم في هذا التوقيت بالذات يؤثر او يشوّش على الحركة السياسية القائمة، وخصوصاً ان المشاورات وصلت الى مرحلة يمكن ان توصل العماد عون الى كرسي بعبدا، اوضح القيادي ان وصول العماد عون الى الرئاسة هو حلم كل "عوني"، مذكراً انهم كانو عقدوا خلوة في جبيل منذ ايام قليلة، وأجّلوا اعلان توصياتها ومقرراتها الى اجل غير مسمّى حتى لا يأخذها البعض حجة ويشوش على العماد عون".
تغيير في السلطة
الا ان القيادي لفت الى ان حلم الرئاسة لا يقتصر فقط على تبوء العماد عون كرسي بعبدا فقط، انما على قدرة الرئيس على احداث التغيير الممنهج للنظام، وإحداث فرق في تركيبة السلطة، مشيراً الى انه في السابق حلمنا بإخراج السوري من لبنان، ولكن بعد خروجه لم يتغير شيء في النظام وبقي كأنه موجود".
وأكد القيادي ان التغيير المطلوب يتطلب وصول عون مع فريق متكامل حزبي يكون بجانب الرئيس، وسياسي عبر نواب ووزراء لمساعدته في تنفيذ القرارات، معتبراً وجود فريق كهذا يستطيع ان يطرح مشكلات الناس والحكم والنظام ووإيجاد حلول لها، ويستطيع ان يحدث تغييراً حقيقياً يرضي الناس التي تأمل بوصول العماد عون".
وختم انه حتى الساعة هذا الفريق غير موجود ويجب العمل على تشكيله والبدء بالعمل على عودة المحازبين الذين يشكلون نواة هذا الفريق، ومؤكداً انه يجب العمل على عودة المحازبين وانشاء حزب حقيقي قبل رئاسة الجمهورية".
الى ذلك اكد مصدر مقرب من قيادة "التيار" انه حتى اللحظة لم يتم اتخاذ قرار نهائي ما اذا سيتم توقيف النشاط بالقوة او تركه، مبدياً اعتقاده انه لم يتم التعرض للشباب يوم القداس. لكن ثمة اتجاه لاتخاذ اجراءات قانونية وقضائية بحقهم بسبب استعمال الشعارات الحزبية حتى لا يتحول الموضوع الى عادة يمكن أياً كان استعمالها.
[email protected]



Twitter: @AlexKhachachou


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم