الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

روائح "الكوستا برافا" تغزو خلدة والشويفات والدوحة... المطلوب انتفاضة عارمة!

المصدر: "النهار"
رمزي مشرفية
روائح "الكوستا برافا" تغزو خلدة والشويفات والدوحة... المطلوب انتفاضة عارمة!
روائح "الكوستا برافا" تغزو خلدة والشويفات والدوحة... المطلوب انتفاضة عارمة!
A+ A-

لطالما كانت خلدة وشاطؤها في الستينات وأوائل السبعينات موطىء قدم السائحين الأجانب لا سيما الألمان والفرنسيين وغيرها من الجنسيات، ومن قال أن هذه المنطقة لم تضم يوماً الكازينوهات والبلاجات وأفخم الفنادق، ومن قال أنها لم تشهد تصوير أهم الأفلام العربية والأجنبية. ومن لا يعلم فليعلم أن هذه المنطقة منطقة أثرية بإمتياز ومعالمها الأثرية لا تزال شاهدة عند شاطئها. ربما كل هذه الوقائع لم تعد إلا ذكرى في أذهان بعض المعمرين من اللبنانيين إلا أن خلدة بدأت تفقد رونقها السياحي لحظة إندلاع الحرب الأهلية عام 1975. وبالرغم أن النهضة في ذلك الوقت كانت محدودة إلا أن التمدد السكاني من العاصمة في إتجاهها كان أمراً واقعاً. كل هذه الأمور بكف وما يحدث اليوم صار وما زال في الكف الآخر.
في الوقت الذي إستبشر فيه كل لبناني وتحديداً كل مواطن شويفاتي أن يكون شاطىء خلدة - الأوزاعي المحاذي لمدرج المطار الغربي وعلى إمتداده معلماً سياحياً لما يتميّز به الشاطىء من جمال، وفي الوقت الذي خرج من يُسمي شاطىء خلدة – الأوزاعي بالـ"كوستاربرافا" كمعلمٍ سياحي، كان هناك من يُخطط ليحوّل هذه المنطقة الى آفة على لبنان وأهله.


تعيش منطقة خلدة وضواحيها بما فيها دوحتا الشويفات وعرمون ومن قبلها الشويفات ومطار بيروت والضاحية الجنوبية مروراً بطريق الشويفات–صيدا القديمة، كارثة حقيقية تظهر بوادرها في كل لحظة، سببها ما استحدث في "الكوستابرافا" والذي أُطلق عليه "مطمر الكوستابرافا"، نقول أُطلق لأننا لا نعلم إذا كان مطمراً أم مكباً، هذا أمر نترك تحديده لذوي الإختصاص، إنما ما نستطيع تحديده وتأكيده أن المنطقة تخضع وبشدة لتأثيرات ما يجري في الكوستابرافا"، روائح كريهة منبعثة من النفايات تُغطي سماء خلدة والدوحة وتصل الى بشامون واليهودية وأعالي الشويفات وتدخل المنازل، روائح تختلط بهواء البحر ورائحة المياه وبرائحة شي المتنزهين اللحوم أيام السبت والآحاد في أحراج بشامون وديرقوبل والشويفات وعند شاطىء البحر، لتتحول الى سموم فتاكة نتنشقها ويتنشقها الجميع. أما النتيجة فعلينا الصبر لنرى نتائجها.



مواجهة... لكن كيف؟
مسؤول لجنة الصحة في بلدية الشويفات نضال الجردي قال لـ"النهار":" طبعاً نحن أمام مشكلة حقيقية كبيرة. آسف القول أن الأمور باقية على وضعها حالياً في الكوستاربرافا هذا ما إستحدثته دولتنا وهذا ما ستُبقى عليه. سأتقدم في أول جلسة للمجلس البلدي بقرار موجه الى محافظة جبل لبنان والى وزير الداخلية نفصّل فيه الأخطار الصحية الناجمة عن الكوستاربرافا لا سيما الروائح الكريهة المنبعثة منذ مدة والتي إمتدت في الآونة الأخيرة الى نطاقات بعيدة عن نطاق الشويفات العقاري".
وأضاف: " صحيح أن القرار بالكوستابرافا كان قراراً حكومياً إلا أن المواطن هو ضحيته وهذا ما سنعمل على إثارته ومواجهته يومياً".
من جهته قال المحامي عماد القاضي من "حملة إقفال مكب الغدير" لـ"النهار" :" طبعاً الروائح ستنبعث في أرجاء المنطقة فهناك نقل يومي لما يقارب 1100 طن من النفايات مرتين على مدار الساعة. الأولى عندما يتم نقل النفايات من مصدرها الى معمل الفرز في العمروسية ومن ثمّ إعادة نقلها الى الكوستاربرافا. إذن الروائح ليست فقط من الكوستابرافا إنما من عمليات نقل النفايات أيضاً، ولهذا فإن الروائح تُغطي المنطقة ناهيك عن المكبات العشوائية في الناعمة وعيتات وغيرها الى عمليات حرق النفايات".
وأضاف:" لقد تقدمت بصفتي محامي عن "تجمع الشويفات مدينتنا" بدعوى لدى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان طالباً وقف الأعمال في الكوستاربرافا مستنداً الى أمور عدة. كما أن هناك دعوى مقدمة ضد ما يجري عند جسر الناعمة من رمي للنفايات حيث أصبح هناك جبل والدعوى مقدمة من "مجموعة الشعب يريد إصلاح النظام" ضد بلدية الناعمة وكل ما يظهره التحقيق على مخالفة قانون حماية البيئة وهي دعوى جزائية لمخالفة القانون 444 المادة 58 التي تنظر بعملية تخريب الشاطىء وتخريب وجه الأرض".


في ظل كل المجريات والتطورات، يبقى المطلوب وقفة حقيقية وصرخة صادحة ضد ما يجري في الكوستابرافا، المطلوب إنتفاضة عارمة على صعيد الوطن قبل أن ينقض الكوستابرافا على محيطه، علماً ان البيئيين في المنطقة يشكون من قلة تجاوب الأهالي مع دعوات التحرك لاقتناع دفين لديهم بالعجز عن تغيير ما كتبه القرار السياسي. لكن هل يتفرج الانسان على موته؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم