الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تحذير روسي لا يردع واشنطن ودو ميستورا يقترح مخرجاً لحلب

المصدر: العواصم – الوكالات
موسى عاصي
تحذير روسي لا يردع واشنطن ودو ميستورا يقترح مخرجاً لحلب
تحذير روسي لا يردع واشنطن ودو ميستورا يقترح مخرجاً لحلب
A+ A-

يحاول المبعوث الاممي ستافان دو ميستورا تعويم دور الامم المتحدة في فترة الوقت الضائع الممتدة عملياً الى ما بعد الانتخابات الاميركية وتسلم الإدارة الجديدة الملفات من الادراة الحالية، والخطوة الأولى في هذا الاتجاه هو استمرار شرعية مجموعة الدعم الدولية المؤلفة من 20 دولة وثلاث منظمات دولية على رغم تعليق التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا.
وحذرت وزارة الدفاع الروسية من أنها ستعتبر أي غارة على المناطق الخاضعة للجيش السوري تهديداً للعسكريين الروس في سوريا، ملوحة باستخدام صواريخ "أس - 400" و"أس - 300" في حميميم وطرطوس لصد الهجمات.
وعلى هذا الاساس، ستستمر اجتماعات مجموعتي العمل الدوليتين المتعلقتين بالشؤون الانسانية وبمراقبة وقف الاعمال العدائية كل يوم خميس في مقر الامم المتحدة بجنيف. وستكون هذه الاجتماعات المساحة الوحيدة الباقية للقاء الروس والاميركيين في شأن الملف السوري بعد وقف اللقاءات في غرفتي العمل المشتركتين في جنيف وعمان. وعلمت "النهار" بعد اجتماع مجموعة وقف الاعمال العدائية ان الرئاسة الروسية - الاميركية المشتركة لهذه المجموعة قد انتهت وآلت الرئاسة الى دو ميستورا.
وانطلاقا من محاولة استنهاض دور المنظمة الدولية، أطلق دو ميستورا عرضاً تلقفته موسكو مباشرة، يقضي بخروج مقاتلي "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) من شرق مدينة حلب بأسلحتهم الى ادلب أو "أي مكان يريدونه وسأرافقهم شخصياً وجسدياً الى حيث يريدون". ووجه رسالة لمقاتلي "النصرة" سألهم فيها: "هناك 275 ألف شخص في شرق حلب من بينهم 100 ألف طفل، وهناك 900 شخص (هم أفراد "جبهة النصرة" بحسب اعلان المبعوث الاممي) يصرون على البقاء في المدينة وباتوا السبب الوحيد لتعرض الـ275 ألفاً للهجمات، فهل يكون وجودكم مبرراً لتدمير المدينة وقتل الناس؟".
وفي المقابل، وجه دو ميستورا رسالة مماثلة الى الجانبي الروسي والسوري تساءل فيها: "هل انتم مستعدون لاستمرار القصف والغارات من أجل القضاء على 900 مقاتل من النصرة؟ وهل هذا يبرر تدمير المدينة واستخدام هذه النسبة من الاسلحة المدمرة؟ أم أنكم مستعدون لوقف كامل للقصف والغارات في حال مغادرة النصرة وضمان بقاء الادارة المحلية (الهيئة التي تضم ممثلين لفصائل المعارضة وتدير شؤون شرق حلب)".
وجاء الرد فوراً من موسكو التي أعلنت موافقتها على العرض. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو تؤيد مبادرة دو ميستورا و"تعتقد أن الوقت قد حان من زمان للإقدام على هذه الخطوة".
وكشف دو ميستورا أنه سيجري قريبا مشاورات في شأن خطته لإخراج مسلحي "النصرة" من حلب، موضحاً "أن هؤلاء يريدون ضمانات والأمم المتحدة غير قادرة على تقديمها لهم".
وعلمت "النهار" من مصادر ديبلوماسية بارزة أن نقاشاً يجري فعلاً بين اطراف عدة منهم الروس والاميركيون في شأن اخراج مسلحين من "النصرة" من شرق حلب. وقالت المصادر إن الطرفين الروسي والاميركي موافقان على العدد الذي ذكره دو ميستورا (900 مقاتل)، علماً أن العدد كان اكبر بكثير في تصريح لدو ميستورا الاسبوع الماضي أمام مجلس الأمن، عندما قال ان "عدد مقاتلي هذا التنظيم يشكل 50 في المئة من مجموع المقاتلين في شرق حلب البالغ 8000 مقاتل". وأضافت ان خطوة دو ميستورا تقليل العدد الى 900 مقاتل تهدف الى ايجاد مخرج يرضي الروس ولا ينهي وجود الثقل العسكري للمجموعات المعارضة في شرق المدينة.


اتصالات
وفي موسكو، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وقال ايرولت: "إن فرنسا تستهجن لكنها لا تستسلم... لقد التقيت سيرغي لافروف وكررت أمامه القول وانا انظر مباشرة في عينيه، إن أحداً لا يمكنه ان يتساهل مع هذا الوضع. ان فرنسا لا تستطيع التساهل مع ذلك، والامر سيان بالنسبة الى روسيا".
أما لافروف، فقال انه "مستعد للعمل" على مشروع قرار وقف النار في حلب الذي قدمته فرنسا في مجلس الامن. الا انه اشترط ألا يتعارض مشروع القرار مع "المقاربات المبدئية الواردة في الاتفاقات الروسية- الاميركية، وان يأخذ في الاعتبار القرارات التي سبق لمجلس الامن والمجموعة الدولية لدعم سوريا أن اتخذاها".
واعلن ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال زيارته لفرنسا في 19 تشرين الاول.
وشدد على أن منظومتي الدفاع الصاروخي المتقدمتين "اس-300" و"اس-400" الروسيتين في سوريا دفاعيتان تماماً ولا تمثلان تهديداً لأحد.


لتفكر واشنطن ملياً
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن على الولايات المتحدة أن تدرس ملياً عواقب شن غارات على مواقع الجيش السوري لأن مثل هذه الغارات ستهدد بوضوح الجنود الروس.
وفي تعليق على أنظمة "اس-300" التي نشرت في سوريا، أوضحت الوزارة في بيان إن طواقمها لن تملك الوقت الكافي لرصد مسارات الصواريخ بدقة أو من أي اتجاه أطلقت.
وتحدثت أيضاً عن نظام دفاع جوي أكثر تطوراً هو نظام "اس-400" الذي يحمي قاعدة حميميم الجوية في سوريا.
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف: "لن يكون هناك، على الأرجح وقت أمام المنظومات الروسية للدفاع الجوي لتحديد المسار الدقيق لتحليق الصواريخ وهوية حاملاتها، عبر قنوات اتصال مباشر"، إذا تعرضت مواقع الجيش السوري لغارات جديدة. وقال إن لدى الجيش السوري أيضاً أنظمة الدفاع الجوي الخاصة به والتي تشمل نظامي "اس-200" و"بوك" والتي استعادت جاهزيتها القتالية العام المنصرم.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن ناطق باسم أسطول البحر الأسود الروسي وقاعدته في سيباستوبول إن الطراد "ميراج" المجهز بصواريخ غادر القاعدة وأنه يتجه لينضم إلى مجموعة من السفن الحربية الروسية في البحر المتوسط.


الموقف الاميركي
وعلى رغم التحذير الروسي، صرح الناطق باسم البيت الابيض جوش إيرنست: "إن العمليات العسكرية ضد النظام السوري والتي تهدف إلى تسوية الأوضاع في حلب لا يحتمل أن تحقق أهدافها المحددة التي يشير إليها الكثيرون والمقصود خفض مستوى العنف. ومن المرجح أكثر أنها ستسبب عواقب غير متوقعة لا تتوافق تماما مع مصالحنا القومية، غير أنني لن أستبعد دراسة أية خيارات".
الى ذلك، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي: "رأيت التصريحات التي صدرت عن موسكو. على رغم هذه التصريحات... تلك المناقشات مستمرة داخل الحكومة الأميركية".
ويدرس الرئيس الأميركي باراك أوباما عقوبات جديدة على سوريا يمكن أن تكون لها وطأة شديدة على النظام وتستهدف أيضا روسيا الداعمة للرئيس بشار الأسد.
وأكد مسؤولون وديبلوماسيون أن البحث جار في هذه الاستراتيجية، مشيرين إلى أن الجهود الأولية قد تركز على فرض عقوبات في الامم المتحدة على الجهات الضالعة في هجمات بواسطة أسلحة كيميائية.


مجلس الأمن
ويعقد مجلس الامن جلسة طارئة في شأن سوريا اليوم. وقال ديبلوماسيون إن الجلسة التي دعت اليها روسيا ستتخللها الساعة 14:00 بتوقيت غرينيتش احاطة عن الوضع في سوريا يقدمها دو ميستورا عبر الفيديو من جنيف.


الميدان
ميدانياً، حقق الجيش السوري تقدماً هو الاول منذ عام 2013 داخل الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب. وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له: "باتت قوات النظام السوري تسيطر على نصف مساحة حي بستان الباشا في وسط مدينة حلب".
واعلن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة دانماركية ان قواته ستواصل محاربة "المسلحين" في حلب الى أن يغادروا المدينة، الا اذا وافقوا على الخروج بموجب اتفاق مصالحة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم