الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"ذكريات على طريق الحرير" في متحف بسوس فساتين وحرائر من الزمن الجميل تحكي شغف الأصالة

مي عبود ابي عقل
"ذكريات على طريق الحرير" في متحف بسوس فساتين وحرائر من الزمن الجميل تحكي شغف الأصالة
"ذكريات على طريق الحرير" في متحف بسوس فساتين وحرائر من الزمن الجميل تحكي شغف الأصالة
A+ A-

لم يتخلف متحف الحرير في بسوس عن موعده السنوي مع موسم دودة القز، الممتد بين أيار وأوائل تشرين الثاني من كل عام، ويطرح في كل مرة فكرة جديدة تحيي هذه الحرفة التقليدية التي شكلت العمود الفقري لاقتصاد جبل لبنان بين القرن الثامن عشر واوائل القرن العشرين.


هذه السنة أراد مالكا الكرخانة القديمة ومطوراها جورج وألكسندرا عسيلي استرجاع الماضي الجميل، فأتى المعرض تحت عنوان "ذكريات على طريق الحرير" عبر رحلة تمتد من الصين الى بيروت مروراً بسنغافورة والهند وباريس وروما، من خلال مجموعة من الفساتين والشالات والقبعات صنعت من الحرير الطبيعي، وارتدتها ألكسندرا، بين خمسينات القرن الماضي وثمانيناته، في مناسبات مهمة وكبيرة، بعضها من تصميم كبار المصممين العالميين، وبعضها من تصميمها الخاص، بعدما اكتشفت موهبتها وذوقها وأسلوبها الخاص في التصميم والخياطة.
أكثر من 50 قطعة تتوزع في أرجاء الكرخانة في بسوس، في مشهد متحفي من اخراج جان لوي مانغي، مصنوعة من أجمل قطع الحرير التي اشترتها ألكسندرا من أسفارها الى الصين واليابان والهند، وصولاً الى فرنسا وبريطانيا ودول اوروبية اخرى، وحوّلتها فساتين سهرات وأعراس وقفطانات وشالات، مطبوعة برسوم مميزة وألوان زاهية، او مشغولة بخيوط الفضة والذهب.
شغفها بالحرير والحياكة بدأ منذ سن المراهقة في الشرق الأقصى، حيث ترعرعت عندما كان والدها يشغل منصباً رفيعاً في البحرية البريطانية، ووالدتها من الجنسية الروسية تساعدها في اختيار اجمل قطع الحرير الصينية، حولتها في ما بعد الى فساتين في باريس ولندن، وارتدتها في مناسبات كبرى، أحدها في حفلة التقدمة الى الملكة اليزابيت في سن الثامنة عشرة، وآخر في حفلة اقيمت على شرف ملك سيام في قصر ويندسور، ويوم زفافها وازنت بين صرعات الموضة الاوروبية والتقاليد اللبنانية، فكان فستان العرس قصيراً مع قبعته من الحرير والدانتيل من تصميم ديور، وللسهرة قفطان طويل من ساتان الحرير المطرز بخيوط الذهب، وكلها تزين متحف الحرير.
اكتشفت ألكسندرا ذوقها وأسلوبها الخاص وحبها للمواد الجميلة بأنواعها المختلفة. فصارت تطبق المهارات التي تعلمتها في صغرها في المدرسة، مثل الحياكة والتطريز والأشغال اليدوية الاخرى، وطورت ذوقها الخاص في تنسيق الألوان وابتكار الرسوم على قماش الحرير، وأثبتت قدرتها على تصميم الأزياء، وصارت تصنع وتصمم بنفسها ازياءها وأزياء اولادها وأقاربها وأصدقائها.
بحثها الدائم عن الأناقة وحبها للجمال دفعاها الى متابعة دروس في التفصيل والخياطة، ما مكنها من تفصيل الفساتين وخياطتها، فصارت تتفنن فيها حيث حولت الساري الهندي الى فستان سهرة، وحرائر حلب الى قبعات، وكلها موجودة في المعرض اليوم، الى جانب قطع مطبعة برسوم على الحرير من ابتكار الرسام الشهير "زيكا آشر" الذي رسم وحاك لـ "ديور" وأسماء اخرى لامعة في عالم الموضة.
وفي القاعة المجاورة للمعرض، يستمر متحف الحرير الدائم الذي يفتح ابوابه امام الزائرين في موسم ورق التوت وتربية دودة القز، ليحكي مراحل تصنيع الحرير منذ تفقيس الدودة وحتى انتاج الخيط من الشرنقة، ويعرض أنوالاً وآلات قديمة كانت تستعمل في حياكة الحرير، وصوراً وخرائط ترسم "طريق الحرير". وفي الطابق السفلي معروضات متنوعة بين مطرزات يدوية ومنتجات غذائية من زيت وعسل ومربيات وصابون مصنوعة من المواد الطبيعية الخالصة، وحرفيات من صنع سيدات المنطقة بتشجيع ودعم من جمعية "التراث والانماء".


[email protected]
Twitter:@mayabiakl

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم