الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عندما يتحدث نائب في البرلمان الأوروبي عن خطر يتهدد مسيحيي المنطقة

بيار عطاالله
A+ A-

من ايجابيات الاحداث العنيفة التي تضرب المجتمعات الاوروبية، ان نواباً أسوجيين مثلاً اصبحوا يتحدثون عن قضايا الشرق الاوسط ومعاناة شعوبه بعد طول تجاهل وانكار لواقع الحال. والكلام الذي قاله مثلاً النائب الأسوجي في البرلمان الاوروبي لارس ادكتسون امس في لقاء مع الاعلاميين لا يصدر مثله عن كثير من الوزراء والنواب المسيحيين في لبنان، إما لجهلهم بالموضوع برمته، او لرغبتهم في عدم "تعكير مصالحهم" مع الدول والجماعات وخلافه من الهيئات.


النائب الأوروبي ادكتسون الناشط في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي، من أبرز المدافعين عن حقوق الاقليات ومسيحيي الشرق الاوسط في أوروبا، وكان له دور اساسي في القرار الصادر عن البرلمان الاوروبي لجهة اعتبار ما يجري من ممارسات ضد المسيحيين في الشرق بمثابة "ابادة جماعية" (Genocide)، وهو يقوم حالياً بجولة تفقدية للتقصي عن مزيد من الحقائق عما يجري وستشمل زياراته سوريا بدعوة من بطريرك السريان اضافة الى لقائه مجموعات من اللاجئين من العراق وسوريا في لبنان ممن تعرضوا لانتهاكات جسيمة هم وعائلاتهم ومجتمعاتهم المحلية.
وأمس عقد ادكتسون مؤتمراً صحافياً في "الرابطة السريانية"، بحضور رئيسها حبيب افرام، وعدد من الناشطين يتقدمهم حيقار عيسى المسؤول عن "قوات الدفاع عن المسيحيين في الجزيرة في سوريا" او قوات "سوتورو". وبعد تقديم من افرام شكا فيه " التجاهل المستمر لمآسي المسيحيين ومعاناتهم من التهجير والابادة تحت انظار المجتمع الدولي الذي لا يحرك ساكناً"، تحدث النائب الاوروبي عن قرار البرلمان الاوروبي الأخير والذي "شكل انتصاراً سياسياً بتسليطه الضوء على معاناة مسيحيي الشرق الاوسط والقهر الذي يعيشونه". وأضاف أن "القرار يمهد الطرق لمد يد المساعدة ويوفر الغطاء السياسي للتدخل وهذا ما يحصل لجهة مشاركة قوات اوروبية عدة في التحالف الدولي لمحاربة "داعش".
واوضح ان "الاقليات والمسيحيين في الشرق الاوسط عانوا تجاهلاً مزمناً لقضاياهم، وتركهم الغرب عرضة للقمع سنوات كثيرة"، واعترف بأن اوروبا "لم تقدم ما يكفي لدعم المسيحيين الذين لا يشكلون اقلية بالمعنى التقليدي، بل هم جزء أساسي من تاريخ هذه المنطقة وأوجه التعاون والحياة فيها".
وأشار الى انه يعمل مع فريق من النواب المسيحيين الديموقراطيين ضمن مؤسسات الاتحاد الاوروبي على "تفعيل القرار الأخير المتعلق بالإبادة وتأمين الدعم لمسيحيي العراق وسوريا المستهدفين بشكل خاص بهدف ازالتهم من الوجود"، وشدد على "أهمية وضع خطة واضحة لحض السكان المسيحيين على الصمود في ارضهم وتأمين الامان والسلام لهم، بما يشبه الملاذ الآمن".
وأوضح رداً على اسئلة الصحافيين، أن "التحالف الدولي يقاتل "داعش" في شمال العراق، وهذا أمر أساسي عسكرياً، وآمل في تحرير الموصل قريباً بعد تأمين القوة العسكرية الكافية". وروى انه ذهب الى شمال العراق والتقى زعماء المسيحيين المحليين الذين عرضوا حاجتهم الى الدعم لقواتهم التي تفتقر الى التجهيزات والقدرات المناسبة، وأبدى تقديره لـ"شجاعة هذه الميليشيات المسيحية وقيامها بخطوات جيدة للدفاع عن مناطقها"، وتمنى "تعزيز الميليشيات المسيحية في سوريا ايضاً لكي تقوم بدورها في الدفاع عن المجتمعات المحلية، وان يكون الاتفاق الروسي – الاميركي خطوة في الاتجاه الصحيح لحماية كل المدنيين ووقف الحروب". وقال رداً على سؤال إن "من الضروري وضع مقاربة مشتركة للتوصل الى حل بين المجموعات المختلفة في نسيج دول الشرق الاوسط، فليس مقبولاً برأيه التصرف بطريقة تعسفية مع المسيحيين لا في شمال العراق ولا في سوريا".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم