الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الوطني الحرّ" في المغامرة الأخيرة... هل تنتهي بفقدان عون حظوظه في الرئاسة؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
"الوطني الحرّ" في المغامرة الأخيرة... هل تنتهي بفقدان عون حظوظه في الرئاسة؟
"الوطني الحرّ" في المغامرة الأخيرة... هل تنتهي بفقدان عون حظوظه في الرئاسة؟
A+ A-

لا تعطيل الحكومة ولا الغياب عن جلسات انتخاب رئيس جمهورية ولا الانسحاب من طاولة الحوار، ولا "اعلان النيات" نفع في ايصال النائب العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا، ولا حتى التحالف مع "حزب الله" أطالَ من عمر فرصه بالوصول إلى حد "اعدامها" بالنسبة إلى قوى "14 آذار"، ويبقى الشارع الخيار الأخطر والأخير الذي يستعد للجوء إليه، في خطوة مشابهة لما قام به التيار العام الماضي، فيما أثبتت كل التجارب أن هذه اللعبة لا فائدة منها، خصوصاً في بلد لكل زعيم وحزب فيه شارع.


في المقابل، تواصلُ خلية الأزمة في التيار استعدادتها للشارع، وتصفها بـ"التصاعدية" وتعلق على من يعتبر أن التحركات بلا نتيجة بالقول: "خليهم يجرّبونا"، وبالتوازي مع ذلك فان مصادر "الوطني الحر" تؤكد أن الاتصالات قائمة وتتمنى ألا تؤدي إلى اتخاذ خيار الشارع، وتعتبر أن القضية لا ترتبط بإيصال عون إلى الرئاسة بل بمبدأ الشراكة في القرار والميثاق "وعليهم الاعتراف بذلك".
ومع الحديث عن العودة إلى الشارع، بدأت الكواليس السياسية تشهد الأسئلة المعتادة، كم سيحشد في الشارع من دون أنصار "حزب الله"، فقد سبق وكانت البدايات خجولة العام الماضي، ولولا دخول أنصار الحزب من غالبية المناطق اللبنانية، لما اكتملت الصورة ونشرت على الصفحات الأولى للصحف. هي برأي البعض "من المغامرات العونية الجديدة، والمطلعون على الحال العونية يرونها بمثابة "الرحلة إلى المشنقة" وستكون نتيجتها خسارة فرصة عون الوصول إلى الرئاسة، خصوصاً في وقت يسير فيه الرئيس سعد الحريري نحوَ خيار الرئيس التوافقي كحلٍّ أخير لهذه العقدة، بعدما لمسَ استحالة وصول مرشحه النائب سليمان فرنجية إلى الموقع، واستحالة دعم عون على حساب "تيار المستقبل" وتماسكه، وفي وقت أيضاً بات البعض على قناعة أن لا رئيس ولا استقرار سياسياً في لبنان إلا مع حل الأزمة السورية.
القيادي السابق في "الوطني الحر" انطوان نصرالله يراقب الأزمة بموضوعية، ويعتبر أن "هناك مشكلة في موضوع الشراكة فمنذ انسحاب السوري من لبنان إلى اليوم لم نستطع أن نتوافق على كيفية ادارة البلد، وهناك أيضاً ضرب للميثاقية التي يتحدث عنها التيار، وبالتالي لا يمكن تحديد كيفية ادارة البلد وتحقيق الميثاقية إلا بقانون انتخابات نيابية عادل يمثل اللبنانيين، ويمكّنهم من ايصال صوتهم الى داخل الدولة من دون أن يستعين بالفراغ، أو بالخارج ومن دون الاستعانة بالشارع للاستقواء على الداخل، فالحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمة للاتفاق على قانون انتخاب عادل"، معتبراً أن "ايّ حوار لا يسعى إلى هذا القانون فهو مضيعة للوقت".



الشارع = رئيس ثالث
لنصرالله وجهة نظره الخاصة بموضوع اللجوء إلى الشارع، ويقول لـ"النهار": "نستطيع أن نضغط بالشارع، ولكن القضية أصبحت أعمق من هذا الخيار، ونخشى دائما من السؤال: ما هي الخطوة التالية بعد الشارع؟"، ويخشى القيادي الذي بات خارج صفوف التيار بسبب "مواقفه الديموقراطية" أن "يؤدي التصعيد العوني إلى الدفع نحو رئيس جمهورية "كيفما كان"، وحينها يكون قد ارتد على كل اللبنانيين وليس على العونيين فحسب، لأننا إذا لم نشهد ولادة قانون عادل ووصل العماد عون إلى الرئاسة، فإن ذلك من شأنه الارتداد على اللبنانيين".


ولا يخفي أن التصعيد السابق، العام الفائت، لم يحقق النتائج، لكنه يسأل: "لماذا ندفع انفسنا إلى هذه المرحلة من الانفجار؟ وطالما اننا في طاولة حوار وحكومة فلماذا نصل إلى هذا الخيار؟"، ويرى أن "وصول عون إلى الرئاسة يعطي الكثير من اللبنانيين حقهم ويجب أن يصل، لكنني أخشى من بعض التصرفات التي من الممكن ان تفقده هذه الأحقية وهذه الحظوظ سواء من التيار أو من الأطراف الأخرى".


"الله يلهمهم قبل 28 أيلول"
يرد مسؤول الإعلام السياسي في التيّار الوطني الحرّ حبيب يونس على من يرى الفشل في التصعيد العوني بالقول: "ينطروا وبشوفوا، فالأمر يكون أولاً بمثابة الانذار، لكن إذا وصلنا إلى مرحلة الشارع فهذه المرة لن نخرج منه، ونتمنى ألا نصل إلى هذا الخيار وأن يدركوا هواجسنا، في موضوع الشراكة والميثاق"، كاشفاً عن "استعدادات مستمرة للتصعيد، وشُكلت خلية أزمة منذ فترة ووضعت خطة العمل وستراها الناس قريباً وستكون تصاعدية"، وفي الوقت نفسه لا يخفي يونس أن "هناك اتصالات واجتماعات ودراسة للواقع مع القوى السياسية، والله يلهمهم قبل 28 أيلول" (جلسة انتخاب رئيس).
ويشدد على أن "الهدف من الشارع ليس ايصال الجنرال إلى الرئاسة بل الاعتراف بأننا شركاء ولسنا مجرد اسم"، ويعلق على النصيحتين الروسية والأميركية بعدم التصعيد قائلاً: "لا احد حريصاً على مصلحة لبنان بقدر العماد عون، ولو قبل بالضغوط لكان رئيساً منذ زمن".



"انت او لا بلد"
وعن امكانية نزول "الحزب" إلى الشارع لمجاراة "الوطني الحر"، يوضح: "سننزل، وأهلاً وسهلاً بمن سينضمّ إلينا، وإلا سنتحمل المسؤولية وحدنا، فهذه المعركة أهم من التحرير، لأننا أمام تحرير العقلية من ذهنية تسلطية مشابهة لأيام الوصايا السورية".
هل توافقون على رئيس توافقي؟ يجيب: "ما بيمشي معنا، ومع انتهاء عهد (الرئيس) ميشال سليمان، قلت للعماد عون: "انت فقط أو لا بلد"، وسنردّدها اليوم، وإذا لم يصل فإن الارض والشعب سيبقيان لكن بلا دور ولا طعم".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم