السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أضحى بغداد... ارادة الحياة تتحدّى رعب الارهاب

المصدر: بغداد- "النهار"
فاضل النشمي
أضحى بغداد... ارادة الحياة تتحدّى رعب الارهاب
أضحى بغداد... ارادة الحياة تتحدّى رعب الارهاب
A+ A-

يبدو ان الجماعات الارهابية عاقدة العزم على تحويل حياة الناس في #العراق الى مجرد لحظات رعب متواصلة، فالاحتفال ممنوع، والفرح محظور الى امد غير معلوم، لأنهما في النتيجة الأخيرة ملازمان للحياة التي يسعى الارهاب الى تدميرها.


وعلى الرغم من تواضع وشح الافراح العراقية، فان "داعش" مصرّ على سرقة فرحة عيد الاضحى الصغيرة، ومثلما حدث في تفجير حي الكرادة الرهيب عشية عيد الفطر الماضي وذهب ضحيته مئات المواطنين، استقبل الارهاب فرحة العراقيين بتفجير مجمع النخيل التجاري وازهق ارواح العشرات، في مسعى واضح لاشاعة أكبر محيط من الرعب والحيلولة من دون احتفال الناس وبقائها رهينة المنازل.


وكانت مصادر الأمن والاستخبارات العراقية حذّرت في وقت سابق، من هجمات مكثفة ينوى التنظيم الارهابي"داعش" شنها في بغداد مستهدفا الاسواق والتجمعات السكانية المكتظة خلال عيد الاضحى، الأمر الذي دفع قوات الامن والشرطة الى اتخاذ اجراءات امنية "خانقة" في عموم مناطق بغداد، يتعذر معها في حالات كثيرة تنقل الناس من مكان لآخر، وبذلك يكون الارهاب، ونتيجة للاجراءات الأمنية المشدّدة، قد حال دون خروج الناس واحتفالهم.
البغداديون شاهدو انتشارا مكثفا للقوات الأمنية عشية العيد، في عموم مناطق العاصمة ومداخلها ضمن خطة عيد الاضحى، واشارت مصادر وزارة الداخلية الى غلق العديد من الطرق الرئيسة المحيطة بالمتنزهات ومدن الالعاب والشوارع التجارية.
واجرى قائد عمليات بغداد اللواء الركن جليل الربيعي جولة أمنية في مناطق بغداد، مطالباً ضباط ومنتسبي السيطرات الأمنية بـ "أخذ الحيطة والحذر وكافة إجراءات الخطة الأمنية المعدة للعيد وتنفيذها بأتم وجه"، مشدداً على ضرورة "عدم ترك ثغرة يستغلها الإرهاب لتنفيذ مخططاته وإثارة الرعب والفوضى بين صفوف المواطنين"، استناداً الى بيان صادر عن عمليات بغداد.
وتقول مصادر أخرى ان القوات الأمنية ستعمد أول أيام عيد الاضحى إلى غلق الشوارع الرئيسية في" مناطقة الكرادة وشوارع الربيعي وفلسطين و14 رمضان "، اضافة إلى غلق الشوارع المحيطة بمدن الألعاب الرئيسية في " حديقة الزوراء والزعفرانية والسيدية وحي العامل ومدينة الاعلام"، وذلك يعني عملياً، ان الناس ستعاني الأمرّين في الوصول الى تلك المناطق، لذلك سيفضل الكثير من العوائل البغدادية البقاء في المنازل والاكتفاء بزيارة الأهل والاقارب القريبين من مناطق سكنهم. فيما يفضّل البعض استثمار عطلة العيد الممتدة لتسعة ايام تقريباً في السفر الى اقليم كردستان وبعض الدول المجاورة.
ومع ذلك، ورغم المخاوف الجدّية التي يمثلها الارهاب على حياة الناس، تقوم أسر بغدادية كثيرة في تحدي هاجس الخوف والخروج الى الاسواق والمنتزهات ومدن الالعاب، فارادة الحياة في نظر كثير من العراقيين، ومهما حدث، أقوى من الارهاب ومن مسلسل الموت اليومي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم