الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"سياحة المغامرات" جديد عُمان لتعزيز قطاع تجاوز نموه 16% في النصف الاول من 2013 - قمّة العرب للطيران والإعلام تركز على دور التعاون في تعزيز النمو وجبه التحديات

صلالة - فيوليت البلعة
A+ A-

إلى اي مدى يمكن ان تشكل منطقة الخليج العربي نافذة للخروج من الكساد الاقتصادي المحكوم بعاصفة من الازمات السياسية والامنية والاقتصادية؟ وهل يكون قطاع الطيران والسفر البوابة الواسعة نحو تعزيز فرص العمل الجديدة، وخصوصا ان منطقة الشرق الاوسط هي بين المناطق العشرين الاسرع نموا في العالم؟


من مبادرة في العام 2011 لتحديد دور الاعلام العربي في مواكبة النهوض في قطاع الطيران العربي، ارادت شركة "العربية للطيران" ان تعزز دور قطاع الطيران في الاقتصادات الوطنية، ولا سيما ان التوقعات المتفائلة تشير الى نمو مضاعف في العقد المقبل. لذا، اختارت قطاع السياحة ليكون شريكا اساسيا في الدورة الثالثة لـ"قمة العرب للطيران والاعلام 2013" التي انعقدت في ولاية صلالة العمانية الاربعاء الماضي. والهدف قياس حجم تاثير القطاعين معا في نمو الاقتصادات على خلفية النشاط المحقق من ادائهما رغم الازمات المتعددة الوجه التي تسيطر على معظم دول العالم.
فبعد دبي (2011) والشارقة (2012)، لم يأت اختيار صلالة المركز الاداري والتجاري في محافظة ظفار العمانية، من فراغ. فالعاصمة الاقتصادية الثانية في السلطنة هي الوجهة السياحية المقبلة لمنطقة الخليج العربي في ظل ترجيحات تعوّل عليها حاضنة لكل انواع النشاطات، بدءا من رعاية الحوار بين الاطراف المعنيين بقطاعي الطيران والسياحة المتلازمين في اي عملية نمو، وذلك في محاولة لدرس الحاضر انطلاقا من عِبَر الماضي، تفاديا لتحديات المستقبل ومعرفة كيفية جبهها تمهيدا لتجاوزها.
ففي عز ازمات السياسة والامن والاقتصاد والصحة ايضا، تتغير مراتب قطاعات الاقتصاد وحصتها من الناتج المحلي الاجمالي وفقا لتغير الاولويات. ومن المؤكد ان تجاوز مفاعيل تلك الازمات يحتاج الى مسافات زمنية تراوح بحسب طبيعة القطاعات. فكيف الحال مع قطاع السياحة والسفر الذي لا يدخل في اطار الاولويات رغم ان نموه يؤكد اهميته في تعزيز حجم الناتج المحلي الاجمالي لاي اقتصاد؟
فمساهمة قطاع الطيران في الاقتصاد العالمي في العام 2002 بلغت 2,2 ملياري دولار اي ما نسبته 80% من الناتج المحلي الاجمالي العالمي. وقد اتاحت نحو 56 مليون فرصة عمل جديدة على نحو مباشر وغير مباشر وفي قطاعات متصلة، وفق رئيس وحدة التسويق الاستراتيجي في شركة "ايرباص" لتصنيع الطائرات اندرو جوردن. وعلى غرار استرجاعه 60% من عافيته بعد ازمة ركود العامين 2001 و2002، استرجع قطاع الطيران بعضا من مكانته اثر ازمة المال العالمية في العام 2008 "علما ان النمو المسجل في منطقة الشرق الاوسط فاق ما حققه قطاع الطيران في اوروبا واليابان".
لكن، كيف تكون التوقعات متفائلة إذا استمرت الازمات مطبقة على مفاصل الاقتصاد العالمي؟ قد ترغم الحكومات على تكثيف سياسات الحوافز للسياح والمستثمرين على السواء، لكن الطيران المنخفض الكلفة قد يشكل فعلا احد الحلول لانه يستهدف تحفيز اصحاب القدرات المالية المحدودة. ويفترض تطور قطاع الطيران في معظم الدول العربية، بحسب الرئيس التنفيذي لمجموعة "العربية للطيران" عادل علي، إذ يتطلّب دورا مواكبا لقطاعات ذات صلة "وفي مقدمها السياحة والاعلام من اجل وصل حلقات السلسلة تمهيدا لتوفير تكاملها. علما ان الجمع ما بين السياحة والطيران افضى الى نتائج مذهلة".
انطلاقا من ذلك، حاولت القمة الثالثة التي عقدت بتنظيم مشترك بين "العربية للطيران" ووزارة السياحة العمانية وشركة "ايرباص"، ان تؤكد ضرورة مواكبة النمو المرتقب لصناعة الطيران في المنطقة مما يستوجب اعداد البنى التحتية اللازمة لحسن الافادة من هذا الظرف. الا ان وكيلة وزارة السياحة العمانية ميثاء المحروقي اصرّت على الاشارة الى جهوزية السلطنة لاستقطاب الاستثمار الاجنبي وتاليا سياحة الاعمال والعائلات تمهيدا لتعزيز حصة القطاع في الناتج المحلي الاجمالي. ويبقى لصلالة موقع مميّز طبيعيا وجغرافيا واقتصادياً، مما يؤهلها لتأدية دور رائد سياحيا ويدفعها الى تقديم ما يسمى "سياحة المغامرات"، وفق ما قالت لـ"النهار". ويبدو قطاع السياحة العماني واعدا مع نمو 14% في الـ2002 (1,4 مليون سائح) قياسا بـ2011، "علما ان النمو السياحي بلغ 16% للنصف الاول من 2013". وتشير المحروقي الى الاستثمارات الضخمة التي توظفها السلطنة لتعزيز السياحة، "فالى الخطط الاستراتيجية والبرامج، نعمل على بناء قصر ضخم للمؤتمرات في مسقط سينجز بين 2017 و2018 مما يؤهلنا لاستضافة مؤتمرات على مستوى المنطقة والعالم". والاهم وهو ما لم تشر اليه صراحة وزيرة السياحة، هو ان فتح الحدود للسياحة الخارجية لن يرغم السلطنة التخلي عن عاداتها وتقاليدها، لانها تعتمد في آليات التسويق ميزاتها التفاضلية التي تتمثل بالتراث والبيئة والتاريخ والجغرافيا.
لا شك في ان نمو قطاع السياحة والسفر يستند الى قدرة الحكومات على جبه التحديات التي باتت كلفتها كبيرة على الاقتصاد العالمي. لكن، ما من شك في ان النمو يعتمد ايضا على زيادة الثروات ونمو الطبقة المتوسطة في كل المجتمعات. فهل ستراعي الازمات الاقتصادية هذين العاملين؟
قمة العرب للطيران والاعلام تتطلع الى بيروت لعقد دورتها الرابعة في الـ2014 على خلفية ان الاختيار يقع على الوجهات السياحية الواعدة والاكثر جذبا... فهل ستتيح الظروف السياسية والامنية للبنان استضافة القمة؟


[email protected]
Twitter: @violettebalaa


سلامة أصدر القرار الثالث لـ"حشد التمويل"


أصدر رئيس هيئة الأسواق المالية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة القرار رقم 3 المتعلق بحشد التمويل Crowd funding الذي يُعنى بالنشاط الموجه للجمهور بغية تمويل شركات صغيرة أو متوسطة الحجم او شركات ناشئة Startup وذلك عبر "استثمار" الجمهور بعدد من أسهم هذه الشركات المطروحة للتوظيف او حصصها عبر مؤسسة معينة.
ويحدد القرار على نحو واضح بعض المفاهيم المتعلّقة بالأسهم او الحصص، والبنية القانونية والاستثمار مع الشروط المتوجبة والحد الأقصى لقيمة كل توظيف مباشر او غير مباشر من المستثمر الواحد في كل شركة.
يذكر انه يمكن الاطلاع على مضمون هذا القرار، في العدد 27 من الجريدة الرسمية تاريخ 20/06/2013.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم