السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لاجئون سوريون في منتجعات مهجورة في اليونان: ليس هناك ما يدوم أكثر من الأوضاع الموقتة!

المصدر: (رويترز)
لاجئون سوريون في منتجعات مهجورة في اليونان: ليس هناك ما يدوم أكثر من الأوضاع الموقتة!
لاجئون سوريون في منتجعات مهجورة في اليونان: ليس هناك ما يدوم أكثر من الأوضاع الموقتة!
A+ A-

منزل صغير قرب الشاطئ في غرب اليونان تحوطه حديقة صغيرة مزروعة بالورود وفيه أزهار في مزهرية وسقفه مصنوع من القش وبداخله بيت للكلاب.. كل هذا من صنع سكانه من اللاجئين الذين وصلوا حديثاً.


قد يبدو هذا الوصف مثالياً، لكن على رغم كل هذا الدفء فإنهم يقولون إن هذا لن يكون منزلهم أبداً. ولهذا أسبابه. تتدلى لافتة مكتوبة بطلاء أخضر على قطعة من الخشب من النافذة وتحمل عبارة: "ابني سعيد جداً في ألمانيا. نأمل في مشاركته هذه السعادة".
قبل أن يجبر القتال أحمد براجكلي على ترك حلب في سوريا كانت لديه حديقة زهور هناك أيضا وكلب وعائلة، وهي بعض مظاهر الراحة التي نقلها إلى منزله الجديد. لكن نصف عائلته الآن في ألمانيا بينما النصف الآخر في اليونان. إنهم ضحية الحرب التي تمزق بلاده، وأوروبا التي ما زالت منقسمة بشدة بإزاء كيفية التعامل مع أكبر تحد إنساني منذ عشرات السنين.
يتساءل: "ابني وأخي وأختي وأبي في ألمانيا. لماذا أنا هنا؟".
وبعدما قضى أسابيع في خيمة قرب أثينا تم نقل براجكلي وزوجته وابنه الآخر مع 340 لاجئا سورياً آخرين إلى منتجع مهجور في بيلوبونيز غرب اليونان.
إِنهم يعيشون منذ خمسة أشهر في قرية إل.إم وهي منتجع ساحلي على مسافة 280 كيلومتراً غربي أثينا مهجور منذ ست سنوات بعد خلافات بين القائمين على إدارته.
كانت هذه فكرة رئيس بلدية أندرافيدا كيليني نبيل يوسف مراد، وهو سوري المولد، والذي اقترح أن يقيم بعض اللاجئين في هذه المساكن لإخراجهم من المخيمات المكتظة. كان يعتقد أن هذا سيكون حلا موقتاً.
لكن هناك مثلا يونانياً يقول إنه ليس هناك ما يدوم أكثر من الأوضاع الموقتة. وقال مراد وهو طبيب انتقل إلى اليونان عام 1991 وانتخب رئيسا للبلدية عام 2014: "كنت أعتقد أن أوروبا ستقف الى جانب اليونان وتقدم لها قدراً من الدعم أكبر مما رأيته حتى الآن". أضاف: "كنت أنتظر من أوروبا المساعدة في حل الأزمة وليس إغلاق الحدود". وبينما كان مراد يسير في القرية في ظهيرة أحد الأيام أخيراً، سارع السوريون لتحيته. لقي المعاملة الدافئة نفسها من اليونانيين قبل ذلك بساعات. وقال مراد عن السكان المحليين: "يتمتعون بقدر كبير من سعة الأفق. الحب لا يقابله إلا الحب. لم أشعر بأنني أجنبي هنا قط". ويمثل الأطفال أكثر من ثلث السكان الجدد لقرية إل.إم.
أميرة أم لستة أطفال كان معها طفلان صغيران بينما كانت تطلع زائراً على حجرة للأطفال ومكان بها مخصص للعب امتلأ بالأغطية. تقول أميرة بإنكليزية ركيكة: "زوجي في ألمانيا منذ عامين... لا أريد المكوث هنا".
ويتلقى معظم الأطفال الذين يزيد عددهم على 100 والعدد القليل من البالغين دروساً في اللغتين اليونانية والإنكليزية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم