الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"بيروت مدينتي" في كل لبنان

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
"بيروت مدينتي" في كل لبنان
"بيروت مدينتي" في كل لبنان
A+ A-

بعيداً من تقويم متأخر لتجربة "بيروت مدينتي" بعد سلسلة من التقويمات التي لا بد انها حصلت بعد الانتخابات البلدية الاخيرة، لمراكمة النجاحات التي حققتها الحملة، والعمل لتجنب الاخفاقات وهي قليلة مبدئياً قياساً الى الخبرة الانتخابية لاعضاء تلك اللائحة، من الضروري بدء العمل من اليوم لخوض الانتخابات النيابية المقبلة خصوصا اذا ما اقر قانون النسبية الذي يتيح حكماً لاسماء ووجوه جديدة الوصول الى مجلس النواب.
ويجب ألا ينام الطامحون الى التغيير على حرير شائعات تأجيل الانتخابات النيابية سنة كاملة، كما حصل قبيل الاستحقاق البلدي والاختياري، لان المفاجأة ربما تكون لهم بالمرصاد، وهو ما يسعى اليه النواب الحاليون ليحفظوا مقاعدهم، تلك التي ورثوها اباً عن جد، او تلك التي اشتروها بـ"عرق جبينهم" بعدما جنوا الملايين من المال العام، او المقاعد التي منحتهم اياها سلطة الوصاية وحفظتها لهم القوى وارثة الوصاية، او تلك التي اعطيت لهم منحة من رؤساء الكتل في مقابل خدمات متنوعة ومتعددة لا مجال لذكرها الان.
من الضروري ان تبدأ قوى التغيير بالاجتماع المبكر لوضع الخطط اللازمة لخوض الانتخابات النيابية وفي كل المناطق دفعة واحدة، لان هذه القوى، وإن توحد هدفها التغييري، فانها تختلف في الرؤى والبرامج، وستختلف حكماً في الاستراتيجيات والآليات لخوض غمار الاستحقاق.
وسيواجه المرشحون الجدد تحديات كثيرة وكبيرة، اولها تكتل قوى "التقليد" من الاقطاع والعائلات والنواب الحاليين، والتي تحظى بدعم المرجعيات الدينية التي تتخوف هي ايضا من التغيير وتفضل ابقاء الوضع على ما هو طالما ان التحالف قائم في ما بين الطرفين. وثانيها الاحزاب القائمة والتي ترى الى التحركات المدنية تهديدا لها ولوجودها ودورها، وتعتبر ان النضال يجب ان يتم من داخل الاحزاب، وتتخوف من نشوء احزاب جديدة تواكب العصرنة التي لم يسلك طريقها عدد من الاحزاب اللبنانية الا بالشكل فيما تظل الامرة بيد افراد عائلة المؤسس. وثالث التحديات هو القوة المالية التي قد تسعى الى شراء الذمم والترشيحات وتدفع البعض الى الانسحاب في مقابل تعويض رشوة. ورابع التحديات، القوى الامنية، وتحديدا القسم الاستخباراتي فيها، والتي تعمل لمصلحة عدد من المرشحين، وتمارس ضغوطا على آخرين لحملهم على اخلاء الساحة. وقد تعمل على ادخال مرشحين والتلاعب بهم وبالحملة من داخلها.
لكل هذه الاسباب، على ناشطي "بيروت مدينتي" وكل الذين يلتقون معهم بالفكر ان يبادروا منذ اليوم الى تجميع قواهم، وان يعملوا ضمن القانون، وان يحترموا التوزيع الطائفي والمذهبي، وان يعطوا المرأة النصيب الوافر، وان يركزوا على خطاب التغيير لا التحدي، وان يطلقوا صافرة الانطلاق. ونعدهم باننا سنكون الى جانبهم، بل معهم.


[email protected] | Twitter:@ghassanhajjar

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم