ترامب المتراجع في الاستطلاعات ينفض حملته الانتخابية \r\n معلومات جديدة تربط مانافورت بضغوط سياسية أجنبية

وقت يواجه المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب انتقادات متزايدة على خلفية انفتاحه على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أفادت وكالة "الأسوشيتد برس" أن رئيس حملته الانتخابية بول مانافورت (67 سنة) ساعد حزباً أوكرانياً حاكماً مؤيداً لموسكو على نقل نحو 2,2 مليوني دولار لشركتي ضغط بارزتين في واشنطن، وذلك بطريقة لا تكشف جهود حزب سياسي أجنبي للتأثير في السياسة الاميركية.

تحرك ترامب لإصلاح حملته الانتخابية التي تعاني مشاكل، فعيّن المحلل الاستراتيجي المخضرم كيليان كونواي مديراً للحملة والرئيس التنفيذي لموقع "بريتبارت" الإخباري رئيساً تنفيذياً لها.
واعتمد هذا التعديل بعدما أظهرت استطلاعات للرأي أن ترامب يتراجع أمام المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون في السباق الى البيت الأبيض المقررة في الثامن من تشرين الثاني.
ولم يعرف تأثير هذه التغييرات على مانافورت الذي لا يزال يحتفظ بلقبه مديراً للحملة.
وعمل مانافورت سنوات مع مستبدين وزعماء حرب وجمع ثروة طائلة. وفي السياسة الاميركية، يعرف هذا الرجل بانه خبير استراتيجي جمهوري مهم عمل في سبعينات وثمانينات القرن الماضي لحملتي جيرالد فورد ورونالد ريغان، قبل ان يقدم المشورة لحملتي جورج بوش الاب عام 1988 وبوب دول عام 1996. وكان مسؤولا عن حملة المرشح الجمهوري بوب دول الذي هزم في الانتخابات امام بيل كلينتون.
وبعد غياب دام 20 سنة، لجأ اليه دونالد ترامب في نهاية آذار لتعزيز الاحتراف في حملة هواة تجاوزها نجاح المرشح. وبعد أسابيع أقيل مدير الحملة السابق كوري ليواندوسكي وتولى مانافورت ادارة العمليات. ومانافورت المعروف باناقته وانتقاداته لوسائل الاعلام، هو ابن مهاجر ايطالي.
وتخفي صفته مديراً للحملات الانتخابية مؤهلات أخرى أقل وضوحاً، هي قدرته الهائلة على الترويج الدولي.
في 1980 شارك في تأسيس مكتب "بلاك، مانافورت، ستون اند كيلي" (بي ام اس كي) الذي يعمل في الترويج في واشنطن. وفي 1985 كان من زبائنه المتمرد الانغولي جوناس سافيمبي الذي أعاد رسم صورته وحوله الى مناضل من اجل الحرية. وحصل سافيمبي على مساعدات بملايين الدولارات من إدارتي ريغان وبوش.
ومن زبائن المكتب أيضاً الديكتاتور الزائيري السابق موبوتو سيسي سيكو والحكومة الكينية ونيجيريا والرئيس الفليبيني سابقاً فرديناند ماركوس.
وتحدث "مركز النزاهة العامة" في تقرير مفصل عام 1992 يحمل عنوان "لوبي الجلادين"، عن هذه العلاقات والاموال التي دفعت من اجل عمليات الترويج.
عام 1995 بيع مكتب الضغط هذا، وانشأ مانافورت مكتباً استشارياً آخر مع ريك ديفيس المستشار السابق لجون ماكين، ثم اسس عام 2012 مكتب "دي ام بي انترناشونال".
وظهر اسمه في فرنسا في "قضية كراتشي" أو عقدي التسلح اللذين وقعا مع باكستان والسعودية عام 1994 واللذين يشتبه في انهما انطويا على عمولات مرتجعة مولت على ما يبدو حملة ادوار بالادور في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 1995 وفاز فيها جاك شيراك.
وعندما استجوبه القضاة الفرنسيون عام 2013، اعترف بول مانافورت بانه تلقى أموالا من وسيط في العقود هو رجل الاعمال اللبناني الاسباني عبد الرحمن الأسير لتقديم المشورة لادوار بالادور.

يانوكوفيتش
واحتل عمله حديثاً لحساب الرئيس الاوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش الذي ساهم في تغيير صورته، العناوين الرئيسية في الولايات المتحدة هذا الاسبوع.
وقال ارتيم سيتنيك الذي يدير الفريق الجديد لمكافحة الفساد في أوكرانيا ان اسم مانافورت كان مدرجاً على "لائحة سوداء" لحزب يانوكوفيتش الذي اقيل عام 2014، مع أكثر من 12 مليون دولار خصصت لتدفع لمانافورت. ولكن لم يعرف ما اذا كان تسلم المبلغ.
وأوردت صحيفة "النيويورك تايمس" التي تحدثت عن مبالغ نقدية مخصصة لمانافورت بين 2007 و2012، ان يانوكوفيتش وحزب المناطق الذي كان يتزعمه اعتمدا الى حد كبير على نصائح الأخير ومكتبه الاستشاري اللذين ساعدا الرئيس السابق وحزبه في الفوز في عدد من الانتخابات.
ونفى مانافورت تقاضيه أي أموال غير قانونية وندد في بيان الاثنين بالاتهامات التي "لا أساس لها والسخيفة". واكد انه لم يعمل يوماً لحساب الحكومة الروسية أو الاوكرانية. وأمس، قالت "الاسوشيتد برس" إنه عندما كان يعمل لحساب يانوكوفيتش، حاول وشريكه ريك غيتس توجيه عمل منظمة لا تتوخى الربح مقربة من الرئيس الأوكراني السابق استأجرت شركتي ضغط في واشنطن، هما "بوديستا غروب إنك" و"مركوري ل ل س".