الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معركة "الاسمنت"... هل تتّفق أميركا مع روسيا على المعارضة في حلب؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
معركة "الاسمنت"... هل تتّفق أميركا مع روسيا على المعارضة في حلب؟
معركة "الاسمنت"... هل تتّفق أميركا مع روسيا على المعارضة في حلب؟
A+ A-

صحيح أن الخارجية الأميركية تجنّبت التعليق على ما كشف عنه وزير الدفاع الروسي بشأن تعاون عسكري روسي - اميركي في حلب، لكنها في الوقت نفسه لن تنفي ذلك، واحتل تصريح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الصدارة في الساحة الاعلامية، في وقت تستمر فيه المعارضة في التقدم وبدء مرحلتها الرابعة في حلب، محاولة السيطرة على معمل الاسمنت، لكن "السوخوي" رفعت منسوب غاراتها ما دفع الفصائل الى التراجع نحو اطراف المعمل والتحضير لمعركة جديدة، إذ يقول الناشط الميداني فراس الحلبي القريب من قيادات الفصائل في حلب لـ"النهار": "محاولات التقدم مستمرة ولن تكون آخرها معركة معمل الاسمنت"، في اشارة الى اصرار المعارضة ونيتها على استكمال المعركة وصولاً إلى تحرير حلب بالكامل.


"استحالة"
ويبدو واضحاً ان تَقدّم المعارضة السريع قلب الطاولة على النظام وحلفائه وخلط الاوراق، فالاتفاق الاميركي - الروسي وما حكي عن مشروع هدنة بات في "خبر كان"، واليوم عاد الحديث عن عمليات عسكرية مشتركة، استبعد المراقبون تنفيذها أو دخولها، فإذ كانت #روسيا تطمح إلى الوصول إلى تحالف اميركي، فإن اميركا أبعد من أن تتخذ مثل هذا القرار، لأسباب عدة أولها أن الرئيس باراك اوباما في حال تصريف اعمال مع اقتراب موعد انتهاء ولايته في كانون الثاني 2017، ثانيها تعدد مراكز القرار في أميركا ما بين الـ"سي آي ايه"، البنتاغون، وادارة #اوباما وغيرها، فيما هناك من نسف حديث وزير الدفاع الروسي من جذوره، مشكِّكًا في صحة الترجمة، كما تقول مصادر سورية معارضة مقرّبة من الخط الأميركي لـ" النهار" ان "البنتاغون يرفض مثل هذه القرارات ويستبعد حصوله، كما ان المفاوضات على اتفاق تم تجميدها منذ بداية الحصار، واعتدنا من الروس هذه القنابل الاعلامية التي تقتصر على الكلام فحسب". أما آخرون فعبّروا ان في الموضوع استحالة في ظل الاتفاق التركي - الروسي التاريخي.


حلب... الميدان
ولا يمكن الحديث عن ارتدادت الاتفاق وموقف المراقبين والناشطين المعارضين عليه، من دون التطرق إلى الحال الميدانية في #حلب، إذ يؤكد الناشط السوري قصي الحسين لـ"النهار" أن "النظام يحاول جاهداً وعبر ميليشياته التقدّم واستعادة المناطق التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في الاسبوع الماضي عندما فكّت الحصار عن مدينة حلب الشرقية، فيما يحاول مقاتلو #جيش_الفتح السيطرة على معمل الاسمنت جنوبي حلب في شكل كامل بعد سيطرتهم على نقاط واسعة داخله، لكن بعد أكثر من 40 غارة جوية روسية واطلاق مئات الصواريخ تراجع مقاتلو "الفتح" الى اطراف المعمل للتحضير لمعركة جديدة".
تحاول فصائل حلب الحفاظ على المناطق المحررة، وقد صدت محاولات عدة من الميليشيات الايرانية عند محور 1070 شقة وفق الحسين الذي يؤكد أن "معارك الكرّ والفرّ في حي جمعية الزهراء - شمال حلب مستمرة، ويُقْدِم مقاتلو جيش الفتح على قصف ثكنات النظام في المدينة بقذائف من مدافع جهنم وراجمات الصواريخ".
ويتزامن ذلك مع غارات روسية، استهدفت احداها حافلة ركاب أدّت صباح اليوم وفق الحسين إلى مقتل "20 مدنيا كانوا ينزحون من مدينة حلب عبر طريق الراموسة التي تمكن جيش الفتح من تحريرها قبل اسبوعين"، وهي الطريق التي أدت إلى فك الحصار عن الاحياء الشرقية، ويقول الحسين: "دخلت عبر الطريق سيارات اغاثة قادمة من ادلب، لكن رغم ذلك لا يزال الطريق مرصوداً بشكل كبير من الطيران الروسي وراجمات الصواريخ والمدفعية في معسكرات قوات النظام في كل من معمل الاسمنت والحمدانية".
وفي العودة إلى التصريح الروسي، فان المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد يؤكد ان "متابعة التسريبات عن اتفاق روسي - اميركي بحذر"، مضيفاً: "اعتبر مختصون أن تصريح وزير الدفاع لم تتمّ ترجمته بشكل صحيح فهو لم يذكر مصطلح عمليات مشتركة، ووفق معلوماتنا ان الاتفاق الاساس تأجل جراء ما حصل في حلب".


بين تركيا وأميركا وروسيا
اما رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية والأمنية حول سوريا فهد المصري فيستبعد قيام عملية روسية-أميركية مشتركة في حلب "لأسباب كثيرة أهمها الاختلاف والتباين في التصنيفات وكذلك اختلاف الاستراتيجيات والرؤى والأهداف والنوايا"، مضيفاً ان "التصريح وردَ فقط على لسان الروس وهو لذرِّ الرماد في العيون والايحاء بأن الأمور تسير في طريق مختلف ولو كان هناك احتمال، مهما كان ضئيلاً، لمثل هذا التعاون لبرز بشكل واضح حجم التآمر المشترك".
ويؤكد أنه "من الخطأ الاعتقاد ان تعاونًا عسكريًّا روسيًّا سيحدث في حلب بعد التقارب الهام بين موسكو وأنقرة فالمصالح الروسية مع تركيا باتت على درجة غاية من الأهمية الاستراتيجية لكلا الطرفين"، ويضيفُ: "علينا ان نلاحظ كيف ان الميليشيات الكردية تقدمت في #منبح بتوجيه ودعم أميركي بالتزامن مع تقدم المعارضة في حلب بدعم تركي، فالتقدم في حلب كان عنوان الرسالة التركية للرد على #الولايات_المتحدة على دورها الأساسي في إعداد وتحضير ودعم الانقلاب الذي فشل، كما علينا ملاحظة ان روسيا تركت بقايا ميليشيات تنظيم الأسد والميليشيات الإيرانية والعراقية تُسحق وعلى رأسها #حزب_الله وامتنعت عن منح الغطاء الجوي في العديد من المعارك".


"معارضة سياسية فاشلة"
أما الناشط السوري آرام الدوماني الذي تابع ناشطه الثوري في أميركا وتواصل مع مسؤولين أميركيّين كثر، فيقول لـ"النهار": "لا شك ان هناك تقارباً بين روسيا وقوات التحالف، خصوصاً في تنظيم الطلعات الجوية فوق سوريا ولا شك بوجود تعامل ما بين الروس واميركا بالحرب على #الاٍرهاب كما يصفونه"، ويؤكد أن "ادارة الرئيس أوباما للملف السوري كانت محملة بالاخطاء والعثرات ما أدى الى تقليص دور الجيش الحرّ وتضخّم القاعدة وداعش على حساب فصائل الجيش الحر وهذا الأمر يعود الى عدم ملء الفراغ السياسي للمعارضة السورية كما أن المعارضة الحالية في الخارج اثبتت فشلها في التعامل مع الملف السوري امام المجتمع الدولي وعدم وجود استراتيجية عمل متكاملة لإدارة الملف في المحافل الدولية، وبالتالي فإن المعارضة السياسية والعسكرية هي من تحمل مسؤولية هذا التقارب الروسي - الاميركي بسبب عدم استقلالية القرار والتبعية المطلقة لجهات دولية، وهذا الامر بات معروفاً لدينا وواضحًا كمراقبين عن قرب، مثل تجميد جبهات وفتح اخرى، فجبهة الجنوب السوري مثلاً متوقفة منذ اشهر بالمقابل جبهة الشمال تشهد استمرارا للمعارك وتتوقف على حسب علاقات الدول الخارجية، وأصبح السوريون سواء من المعارضة أو الموالاة لا نملك القرار السياسي الذي يخص وطننا".


 


[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم