كلبة تهاجم طفلاً أمسك بصغيرها... وهذا ما فعلته العائلة

مشهد "أمومي" دامٍ التقط في بلدة خربة داود، كلبة تهاجم ولداً وتنهشُ لحمه بعدما حمل جروها، قبل أن يطلق خاله النار عليها وينتشله من بين أنيابها. بين الوفاء لمن ربوها وصغارها لم تتوانَ الكلبة عن تفضيل جِرائها، وما إن شعرت بخطر يحدق بأحدهم حتى فقدت صوابها.
عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر أمس، كانت الكلبة ترضع صغارها حين اقترب محمد الياسين (ست سنوات) منها، حمل أحدها وابتعد، فما كان منها الا ان لحقت به وبدأت عضّه، فتناهى صراخه إلى مسامع خاله مازن الذي هبّ لنجدته، مطلقاً النار عليها قبل ان يسارع الى نقل ابن شقيقه للمستشفى. مازن شرح لـ"النهار" عن الموقف الصعب الذي عايشه "كان قتل الكلبة وحرمان جرائها منها أمراً محزناً، لكن حياة ابن شقيقتي كانت على المحك".

ولفت إلى أنه "من عادة محمد أن يلاعب الكلبة، لكن هذه المرة كانت تُرضع صغارها. وبعدما حمل أحدها اعتقدت انه سيؤذيه او يحرمها منه، فتحركت غريزة الأمومة لديها، وكادت أن تقضي عليه، لولا تدخل العناية الالهية وانتباهنا لما يحصل بعدما سمعنا صراخه".

ليست المرة الأولى!
منذ فترة طويلة تعمل عائلة الياسين على تربية الكلبة، بحسب قول مازن، "بحكم اننا في قرية ولدينا أراضٍ، تربية الكلاب أمر طبيعي، إذ من النادر ان يخلو بيتٌ من أحدِها. محمد وشقيقه وشقيقتاه معتادون عليها، لكن لكون سنّه لا تساعده في إدراك خطورة خطوته وقع في المحظور". وأضاف " ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها محمد لعضة من تلك الكلبة، فقبل فترة قامت بعضه في قدمه للأمر ذاته، ما دفعنا الى التخلص منها، حيث نقلناها قبل اشهر الى منطقة العبدة، وعلى رغم بُعد المسافة الا انها عادت الى المنزل".

براءة في غير مكانها!
لحظات الرعب التي عاشها محمد حاول ببراءته شرحها لـ"النهار" إذ قال: " كل ما اردته ان العب مع الجرو، وعلى الرغم من اني تركته الا ان الكلبة استمرت بعضي، لم أعد أحب الكلاب ولا أريد أن اقترب منها". نقل محمد الى مستشفى السلام - القبيات، لكن عدم توافر حقنة كزاز تعطى بعد التعرض لعضة كلب دفع عائلته لنقله الى مستشفى حلبا الحكومي. ويتابع مازن "تم تنظيف جروحه واعطي الحقنة المطلوبة، قبل ان يغادر المستشفى على ان يعود لتلقي جرعات اضافية في الايام المقبلة، هو اليوم بحالة جيدة، وليس كما تداول البعض على انه في وضع حرج".
بعد مقتل الكلبة تعمل عائلة الياسين على تأمين الحليب لصغارها والعناية بهم، وهي متأثرة بمقتل والدتهم، وكما قال مازن " ما حصل في الامس درس حفر على ظهر محمد يجب ان يتعلم منه الجميع، اذ لا يجب ان نمنح الامان الكامل لأي حيوان، فحتى لو اننا نعلم عن الكلبة الوفاء الا انها ستنسى كل شيء عندما يتعلق الامر بصغارها وستدافع عنهم بشراسة"!