الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل تحقق ريما فرنجية حلم "أبو العبد"؟

المصدر: خاص-"النهار"
نيكول طعمة
هل تحقق ريما فرنجية حلم "أبو العبد"؟
هل تحقق ريما فرنجية حلم "أبو العبد"؟
A+ A-

قد تشبه قصته حالات كثيرة تعاني الفقر والحرمان... لكن حين تتحدث إلى هذا الرجل المفعم بالحيوية والحياة، تكتشف كم يكابر على فقره وحزنه ليكرم أهل مدينته ويعطف على كل محتاج منهم. إنه عبد الفتاح حمامي، الرجل الخمسيني، الملقّب بـ"أبو العبد"، المشهور بأطيب كعكة طرابلسية في مدينته. منذ أكثر من 25 سنة هو هناك، في المكان نفسه، في شارع مار مارون، المتفرّع من شارع عزمي، أمام عربته يعمل بشغف من الفجر إلى النجر بلا توقف. أكسبته مهنة بيع الكعك شهرة واسعة وبات مقصد كثيرين من قرى وبلدات مجاورة، إذ تحوّلت تعاسته في الحياة إلى صداقة مع جيرانه الذين يُساندونه في مواجهة المشكلات والصعاب التي تعترضه.


يقول أبو العبد في دردشة مع "النهار": "صحيح أنني أُصنَّف اليوم من الطبقة الفقيرة بعدما كنت قبل أعوام خلَت ميسوراً، فالظروف عاكستني، ومع ذلك لا أزال أرحم من غيري بمليون مرة". لا يعني لأبو العبد شيئاً أن يغتني مادياً بقدر ما تعنيه محبّة الناس والعيش معهم على الحلوة والمرّة. ويستشهد بحادثة تكرّرت معه، حيث وقف الى جانبه أهالي الحي مدافعين عنه: "لقد تصدّى سكان الحيّ حيث أَبسط عربتي مرات عدة لبلدية المدينة التي حاولت نقل عربة الكعك من المكان، وقد دافع الأهالي، ومن خلال نزولهم إلى الشارع، دفاعاً عن لقمة العيش التي أجنيها بعرق جبيني، وبهذا الفعل أحفظ جميلهم إلى الأبد".
روى أحد الأشخاص أنه يتردّد بشكل متواصل إلى عربة أبو العبد ليتلذّذ بأطيب كعكة، قائلاً: "معروف عنه بأنه يُطعم الفقير من دون معرفة هويته، طائفته أو لونه، ويرفض تحصيل ثمن الكعكة من عمّال التنظيفات، مكرراً عبارة "إذا أطعمنا الفقير نكون نجني مالاً حلالاً، وإذا كان الأمر بخلاف ذلك نكون نأخذ مال حرام".



أبو العبد يُناشد ريما فرنجية
عبد الفتاح حمامي، متأهل ولديه ثلاثة أولاد. يحمد ربه على كل شيء في حياته، ويبقى ابنه الأصغر محمد 10 سنوات هاجسه الوحيد الذي يرافقه يومياً إلى الشارع كي يلهو ويتواصلُ مع المارة بدل أن يكون في فصل الشتاء على مقاعد الدراسة، وفي الصيف يتنزّه في الطبيعة ويرتاد البحر ويلعب مع أترابه. ماذا يخبرنا أبو العبد عن نجله؟ "حمودي، يُعاني تعثراً في الكتابة والقراءة وعوارض التوحّد تظهر عليه". ويضيف: "يحمل حمودي بطاقة المعوقين من وزارة الشؤون الاجتماعية لكنه لا يفيد منها شيئاً". لا يتوانى هذا الوالد عن التفكير في حال فلذة كبده الذي يقلقه كثيراً "خوفاً من أن يتراجع وضعه لعدم قدرتي على توفير العلاجات اللازمة له، مع أن نسبة احتمال شفائه عالية جداً، ولا أستطيع إدخاله مؤسسة خاصة تُعنى بذوي الحاجات الخاصة، أو إلحاقه بمركز التوحّد في زغرتا لمديرته السيّدة ريما فرنجية". ويتساءل: "ما عساني أن أفعل كي لا أخسر أبني، وهل تلتفت إلينا وزارة الشؤون الاجتماعية في مساعدة حمودي تخفيفاً لمعاناته وتحقيق اندماجه مع أولاد مثله في مدرسة أو مركز يوفر له الرعاية والعلاج؟ ماذا لو تحقق السيدة ريما فرنجية حلمي وتستقبله في مركز التوحّد في #زغرتا؟".
لا يتذمّر أبو العبد من بيع الكعك، بل بالعكس، يتفنّن في تقديم منتوجه ويحرص على نظافته. وعندما تسأله عن مردود بيع الكعك في اليوم، يجيبك مازحاً: "متل حال هالبلد... يوم أجني 20 ألفاً، ويوم أكثر ويوم أقل... الحمدالله على كل شيء، المهم ألّا أتأخر عن سداد إيجار المنزل الذي أسكن فيه وعائلتي، إذ أدفع 225 ألف ل.ل. شهرياً وقد زاد عليّ صاحب الملك 25 الف ليرة إضافية"...
هل تلتفت السيدة ريما فرنجية إلى أبو العبد الطرابلسي وتنتشل ابنه من التوحّد؟



[email protected]
Twitter; @NicoleTohme

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم