السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الحوار ضروري مهما يكن مضمونه وفحواه لكن السلّة لا تلغي أولوية انتخاب رئيس!

ألين فرح
الحوار ضروري مهما يكن مضمونه وفحواه لكن السلّة لا تلغي أولوية انتخاب رئيس!
الحوار ضروري مهما يكن مضمونه وفحواه لكن السلّة لا تلغي أولوية انتخاب رئيس!
A+ A-

رغم وصف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن ما يجري في جلسات الحوار يراوح بين مأساة كبيرة وملهاة صغيرة، ورغم نعي الأكثرية له أنه لن يقدّم أو يؤخر، ثمة من يرى في الحوار إيجابيات.


لا تصل الإيجابيات الى حدّ إيجاد الحلول لكل الملفات المطروحة ولا الى إعادة العمل بالمؤسسات، ولكن توصل مختلف الأفرقاء السياسيين إلى اقتناع بأن بعثرة الحوار لا تفيده، رغم نعي نتائجه واعتبار أنه لن يخرج بحلول، اذ بحثت فيه الى الآن مواضيع مختلفة من الاستحقاق الرئاسي الى قانون الانتخاب واللامركزية الادارية وإنشاء مجلس للشيوخ وسواها. لكن الكلام في كل هذه المواضيع، معطوفا على الأزمة الاقتصادية والأمور المالية والموازنة، وفق أي ضمان يمكن ترجمته في المواعيد أو الاستحقاقات الداهمة؟
وفق مصادر متابعة أن الاستحقاق الأول مرّ عليه زمن، صحيح أن الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن ثمة تشديداً على ضرورة انتخاب رئيس يحاكي الميثاق. مع ذلك، إذا لم يتم الاتفاق على الأولوية، فلا يعني ذلك أنه لا يمكن الكلام في ملفات أخرى، أو محاولة إيجاد حلول لها على غرار المقاربة الجديدة التي تتحدث عن مجلس شيوخ في موازاة البحث في قانون انتخاب جديد.
وثمة استحقاق داهم ثان هو الانتخابات النيابية في أيار المقبل، مع ما يرافقها من دعوة الهيئات الناخبة وقانون جديد كي لا نكون أمام مجلس نسخة من الحالي بتناقضاته. لذا، فإن الوقت داهم للاتفاق على قانون جديد.
في رأي مصدر سياسي من 8 آذار أن هذا الحوار، حتى لو سمّي عصفاً فكرياً أو خلوة، هو ضروري مهما كان مضمونه وفحواه، ومهما كانت الحسرة على عدم تحقيق نتائج، (خصوصاً في الاستحقاق الرئاسي نظراً الى اتهام كل فريق الآخر بارتباطه بالخارج). لكن الأهم أنه صورة جامعة ويشكّل الحاضنة والوسيلة لتظهير النتائج الإيجابية للنقاشات الجارية داخل كل فريق سياسي، كـ"تيار المستقبل" مثلا، أو للحوارات الثنائية التي قد تكون أكثر نتاجاً، ولإعطائها هذا الطابع الوطني الجامع، كحوار "حزب الله" – "المستقبل" لتذليل الخلافات السلطوية بينهما، أو التعويل على خطوط التواصل الثنائي بين "القوات اللبنانية" و"المستقبل"، حتى لو ان "القوات" ليست على طاولة الحوار، أو التواصل مثلاً بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل"، أو تناغم الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط. ويمكن القول إن زيارة النائب سليمان فرنجية للرئيس بري قد تكون أكثر إيحاء وإيجابية في موضوع تقدم المسار الرئاسي مما يجري في الحوار، حيث عبّر بوضوح وصراحة عن عدم رضاه عن تصوّر الأمور داخل فريقه.
لا يريد الرئيس برّي أن يفشل حواره، وفق المصدر عينه، وهو يجمع الأطراف لتظهير الإيجابيات. لذلك مفهوم السلة يغطي هذه البعثرة الفاضحة، ويقصد به أن أي حلّ قد يتم التوصل اليه في موضوع الاستحقاق يعطى طابعاً وطنياً ويواكَب بتفاهمات معينة على رؤية ما في قانون الانتخاب أو اللامركزية الادارية أو ما شابه. ومعلوم أن السلة لا تلغي أولوية الرئاسة كي لا يحصل الأسوأ: فراغ كلي في أيار 2017، أو التمديد لمجلس النواب. وثمة تحذير دولي من التمديد، أو العودة الى قانون الستين الذي يشكّل مشروع ثورة عبّر عنها الرئيس برّي والوزير جبران باسيل.
فهل يفك الصاعق بانتخابات رئاسية تليها حكومة جديدة تكون حكومة وحدة وطنية انتقالية تشرف على الانتخابات النيابية، فيوضع قانون جديد جامع بالحد الأدنى ثم انتخابات نيابية فحكومة جديدة تنبثق من المجلس المنتخب؟.


[email protected]
Twitter: @aline_farah

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم